كتب : جميل الصامت
في خطوة متقدمة لحلحلة الوضع المتازم اعلن المجلس الانتقالي الجنوبي تخليه عن ادارته الذاتية وقبوله بالتسوية السياسية لصالح اتفاق الرياض الذي شرعت (قاطرته) بالانطلاق والتحرك نحو الامام فاتحا باب الامل في انفراج ازمة سياسية خانقة لطالما عاشتها البلاد زهاء مايربو عن النصف عام ،شهدت خلاله مواجهات مسلحة ومعارك دامية افضت الى تدخلات اقليمية ودولية وتخلق تموضعات لم تكن بالحسبان وناهيك عن تولد قناعات باستحالة فرض المشاريع عبر فوهات المدافع .
لقد اثبتت ادوات الصراع المسلح فشلها في التهام المشروع الوطني الجامع ،وهذا مايبدو انه قد خلص له الجميع وذهبوا لتسوية سياسية تضمن الحلول لمشاكل الاطراف .
اتفاق الرياض الذي شرعت (قاطرته) بالتحرك من شانه تحريك المياة الراكدة في تجاوز العقبات التي نصبت في طريق العملية السياسية المتعثرة ،واستعصى مواجهتا بادوات الحل التقليدية(الحرب) .
لاقى ذلك التحرك تاييد وترحيب واسعين من مختلف الاطراف العربية التي اعتبرت (الاتفاق) الحل الامثل منذ ال5من نوفمبر الفائت تاريخ التوقيع عليه ،ومع انطلاق (القاطرة) بالاعلان عن التخلي وتزامن ذلك مع صدور القرار 35 باعادة تكليف الدكتور/ معين عبدالملك تشكيل حكومة مناصفة ،هناك من لايزال يشترط النوايا الحسنة والحرص لضمان التنفيذ. ..؟!
التطور اللافت سيضع الجميع امام مسئولياتهم في ان يصبحوا جزءا من الحل واي عراقيل ستقود الى انتكاسة واظن التحالف هذة المرة جاد في السير قدما نحو غلق ابواب ومنافذ التمردات داخل الشرعية ،بعد ان تمكن من افراغ فائض القوة عبر مواجهات محدودة شهدتها صحاري ابين وسقطرى وقليلا شبوة ،مع ماصاحبها من تقليم اظافر ونزع مخالف القوى المستاسدة على المشهد ،اظن انها (دول التحالف) نجحت الى حد ما في ذلك .
تخلي المجلس الانتقالي الجنوبي عما سبق اعلانه قبل شهرين لافساح المجال واتاحة الفرصة بحسب تعبيره لترجمة اتفاق الرياض واقعا على الارض وفي ذلك الموقف يكون قد نجح في تجاوز الفخاخ المنصوبة له من بعض القوى المشيطنة ،لتجد لنفسها فرصة التمرد على (الاتفاق) وهي المعروف عنها برفضه واقعا ..
على الصعيد العسكري يقضي الاتفاق بسحب القوات (الشمالية) من مناطق الجنوب ،وهذا يقتضي ايقاف الحرب واي مواجهات محتملة من شانها ان تعكر صفو اجواء التوافق الحاصل في الرياض .
مع اعادة ترتيب وتموضع القوات في الجنوب وفي الشمال ..
ومادام (قاطرة) اتفاق الرياض شرعت بالانطلاق لتسوية شاملة في نطاق الشرعية فالامر يشمل مناطق تعز ايضا ريف عدن الحقيقي الذي يتعرض للتجريف من قوى التخلف والبغي .
لم يعد هناك من مبرر لافشال اتفاق الرياض بخوض معارك عبثية في ريف تعز الجنوبي (الحجرية) واصبح الامر كله رهن تسويات بلا ارهاب او حروب ..؟!
ووفق مضامين اتفاق الرياض تصبح جميع بؤار التوتر في حل ولا يجوز تحريك اي بؤرة واي مواجهة تعز تمرد ينبغي التعامل معه على هذا الاساس بالطبع ..
بعد الانطلاق باتت الكرة الان في مرمى سلطة الامر الواقع (انتقالي الشمال في تعز) الذي قام باعلان ادارة ذاتية في تعز قبل اقل من نصف شهر يستقل خلالها بالقرار عبر تمرد واضح يستحوذ على موارد المحافظة تأسيا بالانتقالي الجنوبي ،وهنا ندعو الانتقالي الشمالي في (تعز) الى اعلان مماثل ينهي تمرده واستحواذه بالسلطة والموارد ،واعلان التوقف عن تفريخ المليشيات واغلاق وحل كافة المليشبات بما تسمى بالحشد الشعبي ،وسحب جميع التشكيلات المسلحة من مناطق الحجرية واخلاء مدينة تعز من اي تواجد عسكري او ملشاوي تنفيذا لاتفاق الرياض .
نامل ان يلقى اتفاق الرياض طريقة للتنفيذ في حل الادارة الذاتية لانتقامي الشمال (تعز) ..