كريتر / خاص – عـــاد نــعــمــان :
بالتعاون مع المجلس المحلي في مديرية صيرة، عقدت مؤسسة “ألف باء” مدنية وتعايش، ورشة تقييم الاحتياجات، في إطار المرحلة الأخيرة من مشروع “التمكين السياسي للشباب – الجيل الثاني”، الذي تنفذه المؤسسة في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED.
تناوب على إدارة ورشة تقييم الاحتياجات أعضاء مجلس الظل الشبابي في المديرية، وافتتحت فعالياتها بكلمة ترحيبية من مدير المشروع/آثار علي، وقدمت نبذة تعريفية عن المؤسسة والمشروع، مقدرةً تعاون وتفاعل المجلس المحلي مع الشباب في مجلس الظل، من خلال تسهيل النزول الميداني للتعرف على كيفية إدارة شؤون المديرية، آليات تنفيذ ومتابعة سير العمل في عدد من المشاريع الخدمية، الاقتراب من مشاكل وهموم العامة، وإيجاد حلول، داعيةً الحضور إلى تقييم المشروع، ومناقشة كيفية تحسين الأداء في المشاريع القادمة.
وفي كلمة له أشاد مدير عام المديرية/خالد سيدو بجهود المؤسسة في تدريب وتأهيل الشباب، وكذا بنوعية وأهمية فكرة المشروع، الهادف إلى تنمية مهارات وتطوير مدارك الشباب، في مجال المشاركة السياسية؛ لتمثيل المجالس المحلية في المستقبل، آملًا أن يكون الشباب قد حققوا الاستفادة القصوى من المعارف والمعلومات المكتسبة، من خبرات الموظفين والتطبيق العملي في المكاتب التنفيذية، وبشكل خاص الخدمية، وواصل: “إن المرحلة الحالية تتطلب تكامل أدوار وتظافر جهود الجميع، بينهم الشباب، الذين تقع على عاتقهم مسئولية كبيرة، وذلك لن يكون إلا بتطوير ذواتهم وتسخير طاقاتهم بما يصب في مصلحة المجتمع”.
بدوره أوضح مدير شرطة كريتر العقيد/فضل الجحافي أنه يتابع نشاط منظمات المجتمع المدني في المديرية، التي تهتم بتطوير قدرات الشباب في جميع المجالات الحياتية، وخاصةً مؤسسة “ألف باء”، منوهًا إلى أن كثير من الصعوبات تعيق النشاط المدني خلال المرحلة الراهنة، ومن الضرورة وجود غطاء وتنسيق أمني؛ لتوفير أجواء أفضل وأمثل؛ للتنفيذ والإنجاز على نحو آمن ومناسب، داعيًا الشباب إلى اكتساب مزيد من الخبرات.
من جانب أشاد عدد من موظفيّ المكاتب التنفيذية بتجربة الشباب في مجلس الظل، بتحليهم بالطموح والتطلع إلى الحصول على المعلومات، وامتلاك روح القيادة، الشعور بالانتماء، ابدآ قدر من الكفاءة، تحمل المسئولية والالتزام بالمواعيد، واقترحوا منحهم فرصة أكبر ووقت وافر؛ للتعرف بشكل كافٍ وشامل على أداء ومهام بقية المكاتب التنفيذية في مختلف المديريات وكذا أقسام وإدارات المجالس المحلية وديوان المحافظة؛ لتنضج تجربتهم السياسية أكثر، وأضافوا أن الشباب بعد مواصلة التدريبات المكثفة والتطبيقات العملية في المجالين الإداري والسياسي، سيكونون على مستوى من الجاهزية؛ لتقلد مناصب في المجالس المحلية، وذلك بإعادة النظر والتغيير في القوانين الوضعية الخاصة بالسلطة المحلية والوثائق واللوائح التابعة لها.
وكان مجلس الظل الشبابي في مديرية صيرة، قد نفذ نزول ميداني، بإشراف من مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي في محلي المديرية/محمد توفيق، إلى عدد من المكاتب التنفيذية الخدمية، منها: المالية، الصحة العامة والسكان، الأشغال العامة والطرقات، وغيرها.. إلى جانب زيارات استطلاعية إلى أقسام وإدارات المجلس المحلي، كما قاموا بمتابعة سير تنفيذ بعض المشاريع الإغاثية الإنعاشية للنازحين في المديرية.
تتكون مجالس الظل الشبابية من 20 شاب وشابة، تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 عام، من مختلف المكونات والأحزاب السياسية من كافة مديريات محافظة عدن، خضعوا في المرحلة الأولى من المشروع المذكور آنفًا لتدريبات نوعية ومكثفة تحت عنوان “المناظرات والحكم المحلي”، تعرفوا من خلالها على مجموعة من المواضيع ذات العلاقة، أبرزها: مفهوم الدولة، المركزية واللامركزية، قانون السلطة المحلية، مفاهيم الانتخابات والشكل الانتخابي، مهام جماعات وحكومة الظل، كيفية تصميم السياسات العامة وصناعة القرار السياسي، إعداد اللوائح وبناء الإجراءات الهيكلية لمجالس الظل المحلية، بالإضافة إلى ماهية الحكم الرشيد.
تقوم مجالس الظل الشبابية بزيارات ميدانية إلى المجالس المحلية في أربع مديريات مستهدفة بالمشروع: المنصورة، خور مكسر، المعلا، وصيرة؛ للتعرف على كيفية إدارة الحكم المحلي، صنع القرار، والمشاركة السياسية، وكذا التعرف عن كثب على مشاكل وهموم المجتمع، إلى جانب عقد ورش نقاشية تتناول آليات عمل المجالس المحلية وكيفية تطوير أدائها، وإقامة مناظرات تجمعها بالمجالس المحلية، ويتجسد الهدف الاستراتيجي من المشروع في التدريب على التمكين السياسي، والتطبيق العملي للمشاركة السياسية، وفي المحصلة تخرج شباب واعٍ وكفوء، مستعد للمشاركة في انتخابات المجالس المحلية القادمة بعد انتهاء الحرب.
تنفذ مؤسسة “ألف باء” مدنية وتعايش” مشروع “التمكين السياسي للشباب” للعام الرابع على التوالي في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED، الذي أشاد بفكرة المشروع، وأعتبره الأول من نوعه على مستوى اليمن وكذا المنطقة العربية، ويعتزم الصندوق تعميم المشروع في الدول العربية المجاورة التي تشهد صراعات مُسلحة، بعد نجاح المؤسسة في تنفيذ نسخته التجريبية في اليمن وبشكل خاص عدن.