كريتر نت – متابعات
تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية القفز على معاناة السكان بمناطق سيطرتها للاحتفال بالأعياد الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني، في الوقت الذي تعيش العاصمة صنعاء أوضاعا إنسانية متردية جراء المنخفض الجوي الذي أودى بحياة 50 شخصا وتدمير عشرات المنازل.
وحشدت المليشيا الحوثية، السبت، أنصارها وآلاف اليمنيين بشكل إجباري، إلى ميادين صنعاء للاحتفال بـ”يوم الغدير”، والذي تسميه بـ”يوم الولاية”، فيما لا تزال أكثر من 5 آلاف أسرة بصنعاء وحجة وعمران، تعيش بالعراء جراء الفيضانات التي تضرب اليمن منذ أيام.
وقال سكان محليون، إن المليشيا الحوثية أغلقت كافة الشوارع والمستودعات التجارية بالعاصمة صنعاء، وأجبرت ملاكها على التوجه إلى 3 ساحات تم تخصيصها للاحتفاء بيوم الغدير.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيا الحوثية وزعت لافتات عليها “الصرخة الإيرانية” على المركبات والمستودعات التجارية بشكل إجباري، وأن العشرات من أنصارها خرجوا بعمائم سوداء.
وكعادتها في غسل أدمغة الناس بمناطق سيطرتها، حاولت المليشيا الحوثية، إيهام الناس الذي تم تحشيدهم بأن يوم الغدير ومبدأ “ولاية علي” يضبط مسار الأمة برموزها.
وقبل اجتياح المليشيا الحوثية للعاصمة صنعاء أواخر 2014 والانقلاب على السلطة، كانت المناسبات الطائفية مجّرمة بالمجتمع اليمني، ووفقا لمصادر “العين الإخبارية”، كان الانقلابيون يحتفون بيوم الغدير وغير من المناسبات الدخيلة على اليمن، بشكل سري في معاقلهم الرسمية بصعدة.
وتقوم المليشيا الحوثية من خلال إحياء يوم الغدير، بتكريس عنصريتها في المجتمع اليمني، حيث تسعى لفرض مزاعم تحرّم أن يحكم المسلمين سوى سلالة معينة من الناس، وتؤكد بذلك أنهم الأحق بحكم اليمن.
ومن خلال الأفكار الشيعية الدخيلة على المجتمع اليمني، تحاول المليشيا التغرير باليمنيين، وتقول إن الولاية هي الركن السادس من أركان الإسلام، ولا بد أن يكون الحكم مقتصرا على “سلالة بني هاشم”، وعدم أحقية أي شخص ممن يعرفون بـ”البطنين”، في الحكم.
وخلافا لمزاعم الولاية، عمدت المليشيا الحوثية، خلال الفترة الماضية إلى فرض المزيد القوانين العنصرية التي تقسم المجتمع اليمني إلى صنعاء، وذلك من خلال سن قانون “زكاة الخُمس” الذي تسعى بموجبه لنهب 20% من إيرادات الدولة وثروات المواطنين، حيث ترى أن نظام الولاية، يمنحها أحقية الحكم وباقي الشعب محكوم ويقدم لهم الزكاة.
مناسبات للنهب
لم تكتف المليشيا الحوثية بمحاولة طمس هوية المجتمع اليمني بدس الأعياد الطائفية، لكنها تقوم باستغلال تلك المناسبات كموسم للجباية ونهب أموال الناس والتجار في صنعاء ومناطق سيطرتها.
وقال محمد الأشول، وهو موظف يمني بشركة خاصة، إن قيادات أمنية من المليشيا الحوثية نفذت نزولا على جميع شركات ومؤسسات صنعاء لإجبارهم على المشاركة في تمويل فعاليات إحياء يوم الغدير الباذخة.
وأضاف: في حديثه للعين الاخبارية، “في بعض الأحيان يتم تسليمنا سندات رسمية بأنها للمشاركة في يوم الولاية، لكنهم يقومون بنهب مبالغ كبيرة تحت ذريعة هذه المناسبات”.
وتزامن التوجه الحوثي لإحياء المناسبات الطائفية، مع تدهور الوضع الإنساني في صنعاء ومناطق سيطرة الانقلابيين إلى مستويات قياسية، جراء سيول الأمطار، وانهيار العشرات من منازل صنعاء العتيقة.
وعلى الرغم من مناشدات سكان صنعاء للمليشيا الحوثية بإنقاذ منازلهم وترميمها حفاظا على التراث الحضاري لمدينة صنعاء العتيقة، إلا أنه تم تهميشهم بشكل كامل، لتجد أكثر من 5 آلاف أسرة نفسها على قارعة الطرقات، وفقا لمصادر رسمية.
وشن سياسيون وناشطون يمنيون، السبت، حملة انتقادات ضد المليشيا الحوثية لانشغالها بالاحتفالات الطائفية في حين تئن صنعاء من هول الأمطار والفيضانات.
وقال السياسي والسفير اليمني السابق، مصطفى النعمان، في تغريدة على تويتر إن “المسؤولية الأخلاقية والوطنية تستوجب التحشيد لتنظيف المدينة من مخلفات الفيضانات والإسراع بترميم المنازل ومساعدة المنكوبين”.
الصحفي اليمني عبدالباسط الشاجع، أكد من جانبه، أن المليشيا الحوثية أهدرت نصف مليار ريال يمني في احتفالات ما يسمى بـ”الغدير”، فيما تعيش صنعاء وتهامة ومعظم محافظاتها كارثة إنسانية جراء الفيضانات والسيول، وجوع يضرب ملايين اليمنيين.
عيد الغدير “بدعة”
واعتبر مفتي اليمن السابق، القاضي محمد بن إسماعيل العمراني، أن الاحتفال بعيد الغدير “بدعة”، ولا وجود له في كتب السنة.
وقال العمراني في بيان إن “الغدير هو عيد باسم الدين، ولا وجود له في كتب السنة، وإنما أحدثه أبو الحسن علي بن بويه بعد مضي أكثر من ثلاثة قرون من الهجر”.
وأضاف “أول من أحدثه في اليمن سيف الإسلام أحمد بن الحسن بن القاسم في أيام خلافة عمه المتوكل إسماعيل بن القاسم، وأقره عمه على ذلك، فهو على ذلك بدعة”.