كريتر نت – متابعات
قال الخبير الألماني في الشؤون العسكرية توماس فيغولد إن هناك مخاوف متصاعدة داخل جماعة انصار الله (الحوثيين) في شمال اليمن من تحول عكسي لمسار الحرب شرق صنعاء لصالح قوات الرئيس اليمني عبدربه هادي المسنود من المملكة العربية السعودية.
وقال فيغولد الذي كان يتحدث لقناة آر تي الروسية إن الحوثيين المدعومين من إيران استطاعوا تحقيق مكاسب عسكرية ميدانية شرق صنعاء ومنطقة الجوف الواقعة غرب مأرب، إلا أن هذه المكاسب استنزفت مخزون الحوثيين من المقاتلين الذين تلقوا تدريبات على يد خبراء إيرانيين ولبنانيين.
وتشهد المعارك شرق اليمن تباطؤا كبيرا بعد أن كان الحوثيين قد حققوا تقدما لافتا في مناطق بمحافظة صنعاء ومحافظة الجوف نهاية مارس الماضي، ما شكل تهديدا حقيقيا لمحافظة مأرب التي مثلت مركزا مهما للحكومة المعترف بها دوليا في المعركة مع الحوثيين.
وأكد الخبير الألماني أن الاستراتيجية العسكرية التي بنا عليها الحوثيين تقدمهم الميداني شرق صنعاء لم تفلح في تحقيق نتيجة تذكر باتجاه مأرب التي تحولت إلى أكبر حاضن لمعارضي الحوثيين، نظرا للكتلة القبلية المتماسكة، وقيام القوات الموالية لهادي بإعادة ترتيب وضعها العسكري.
وردا على سؤال عن قراءته للمشهد العسكري بمأرب اليمنية قال فيغولد إن بروز مأرب كمنطقة محايدة بعيدة عن التجاذبات السياسية الحاصلة في المناطق التي تديرها الحكومة المعترف بها دوليا يمثل عاملا حاسما في مسار المعركة إذ فشلت قوات الحوثيين في تحقيق أي اختراق على مدى خمسة أشهر من المعارك الدامية.
وأردف: مأرب ظلت بمنأى عن الصراعات السياسية، وأوجدت مسارا أكثر التزاما بالتشريعات الوطنية والقرارات الدولية أكسبها ثقة حلفاء الحكومة المعترف بها، وعزز من قدرتها في التأثير على شريحة واسعة من اليمنيين بينها شرائح واسعة داخل المناطق الخاضعة للحوثيين كانت توالي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وحزب الاصلاح، إضافة إلى الشرائح القبلية التي تراجعت عن الدفع بأبنائها للقتال مع الحوثيين في مأرب.
وتابع: “لا أجزم أن مأرب ستحسم المعركة لصالح الحكومة المعترف بها، إلا أن المعطيات التي تأتينا من مصادرنا في صنعاء تؤكد أن هناك إرباكا داخل الحوثيين بسبب طول أمد المعركة في مأرب، وهذا جعلها تفقد الثقة بشكل متسارع لدى حاضنتها، ما يشكل تحديا آخرا على المدى القريب في قدرتها على حسم القتال”