كريتر نت – متابعات
موجة أمطار غزيرة لم تشهدها حضرموت من قبل هطلت الأسابيع الماضية، على البنايات الطينية القديمة التي تعاني الإهمال وعدم الاهتمام، ما أدى إلى أضرار طالت العشرات من هذه المنازل، تنوعت ما بين العميقة والمتوسطة ما جعلها مهددة بالانهيار في أي لحظة.
تقع مدينة شبام التاريخية في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، وتضم أطول وأقدم البنايات الطينية في العالم، ولذلك لقبت بـ”مانهاتن الصحراء” لعلو بناياتاها، وضمت لقائمة التراث العالمي عام 1982م.
خلال العشر سنوات الماضية، تعرضت المدينة لتفجيرات في وسطها وأطرافها ما تسبب بتهشم أجزاء من واجهتها وارتجاج ببناياتها القديمة محدثة تشققات عمقتها الأمطار الأخيرة ويضاعف الخطر عليها توقعات بأمطار غزيرة.
إضافة لأضرار الأمطار، توقفت السياحة الأجنبية لمدينة شبام منذ العام 2009 م، عقب تفجير استهدف سياحا بوسط المدينة وما تبعها من تفجيرات تسببت بتهشم وتشقق في عشرات من بيوتها، إضافة للوضع الراهن في اليمن التي تعيش حربا منذ اجتياح ميليشيا الحوثي لشمال البلاد وسيطرتها على العاصمة صنعاء أواخر العام 2014.
إحصائيات
مدير هيئة الحفاظ على المدن التاريخية حسن عيديد أكد أن المدينة باتت معرضة للخطر في ظل تدني الدعم الحكومي للمدينة التي تواجه مشكلات تتطلب تحركاً عاجلاً لمعالجتها.
وكشف في تصريح للمصدر أونلاين عن استقبالهم ما يقارب 208 بلاغا من سكان مدينة شبام يفيد بتعرض بيوتهم لأضرار جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة.
وأضاف أن الهيئة ستقوم بتشكيل لجنة لمسح الأضرار التي تم الإبلاغ عنها وتقديم توصية معالجات لها لتقديمها للجهات المعنية الحكومية والمهتمة.
وأشار إلى أن الهيئة تعتزم تنفيذ أربعة مشاريع حيوية في المدينة بتمويل من منظمات دولية مهتمة تتضمن ترميم البنايات وتوسعة مجرى السيل أمام المدينة وإزالة الأشجار المعيقة له.
وأوضح أن الدعم الحكومي انقطع خلال هذه الفترة للمدينة نظرا للحالة التي تمر بها البلاد، مناشدا كل الجهات سرعة التدخل وتقديم الدعم للمدينة التاريخية.
حلول عاجلة
الناشط الإعلامي صالح القيسي أكد أن مدينة شبام تحاصر بسبب السيول التي تتسبب أيضا بانقطاع تام للخط الدولي ما يستدعي وضع حلول لهذه المشكلة.
وقال في حديثه لـ”المصدر أونلاين” إنه خلال الأمطار الغزيرة الأخيرة استمر انقطاع الخط الدولي ومحاصرة المدينة لنحو يومين متتالين توقفت معه الحركة، ولم يتمكن الناس من إسعاف المرضى في ظل عدم وجود مركز صحي بالمدينة.
وأشار إلى أن المدينة تحتاج تدخلا داخليا وخارجيا لإنقاذها، منوها إلى أن المدينة موضوعة منذ العام 2015م ضمن قائمة التراث المهدد بالخطر من قبل منظمة اليونسكو.