كتب : عبدالستار سيف الشميري
بعد الأيام الدامية في الحجرية والجرائم البشعة الممتدة والتي آخرها الاعدام والتمثيل بالشهيد اصيل الجبزي والذبحاني وغيرهما، وبعد كل هذا الفجور من جماعة الإخوان، وبعد رفض كل الحلول التي تعرض على حزب الإصلاح في تعز سواء عبر السداسية في الرياض أو عبر البرلمانيين والسياسيين للخروج من المأزق الذي أدخلت جماعة الإخوان تعز فيه، وصار الأمر إلى هذا الشتات والاحتراب داخل الجغرافيا المحررة.. كل الحلول تتجمد ويفشلها الإخوان تباعا رغم أنها في نصوصها وفصوصها تصب في مصلحة تعز وصالح الحزب المنبوذ شعبيا.
لكنهم وباصرار يتعاطون معها بطريقة محمد بديع مرشد الجماعة في مصر من أعلى الهرم القيادي مرورا بقيادات تعز، ويدفعون كل القوى أن تتجه لوضعهم كمليشيات انقلابية كالحوثي تماما.
وفي ظل الحرب وافقها المسدود باي خيار سياسي عام ستظل تعز لسنين ممتدة في هذا الاستنزاف لافضل شبابها، وليس هناك من انفراج قريب.
هذا الأمر أصبح معلوما ومحسوما ولأسباب عديدة، ضاقت مساحات الأمل من انتهاء الحرب، ويكاد يجمع الجميع أن سنوات من الحرب لا تزال تكشر عن انيابها في قادم السنوات.
ويظل السؤال المكرور من الأغلبية الصامتة إلى متى نظل في هذه الحلقة المفرغة؟ واين دور نخبة تعز ورجالاتها وأحزابها في وضع افكار خارج الصندوق؟
ومن هذا السؤال نحاول طرح فكرة سبق أشرنا إليها في السابق ربما هي الممكن الوحيد كفكرة خارج صندوق المتداول، وهي بايجاز، أولا وثانيا واخيرا.. يجب تدارك الأمر من بعض النخبة المهمومين بالوطن من المؤمنين بالمدنية والمدركين لمخاطر جماعات الله وأحزابه بكل أسمائها، والذهاب وبخطوات مدروسة نحو اصطفاف يجمع الشتات للقوى الفاعلة.
ذلك ان مشاريع جماعات الله ومن يسير في ركابها وجدت في اليمن مكانا خصبا لتأسيس بلد الخلافة والولاية والجهاد، وكل مشاريع الموت، مع تساهل المجتمع الدولي مع هذه الجماعات التي حولت جغرافيا اليمن إلى دويلات وامارات وأمراء حرب، ولن تتخلى عن ما تراه مكتسبات خاصة اطلاقا.
وهذا الأمر هو سبق إصرار على العبث بالجيل القادم وصياغة شخصيته، وهو أمر أصبح بيد جماعات العنف التي تعبث بعقول الشباب من خلال المخيمات الصيفية والكتب الصفراء وملازم الهراء، فضلا عن تحويل المدارس إلى ثكنات لغسيل الأدمغة، ومن خلال توظيفه عسكريا ببعض الرواتب التي تأتي من قطر كممون لهذا المشروع.
ولا يعول على الحكومة ولا على قيادات الشرعية اي التفات لمثل هذه المخاطر العميقة والمستقبلية وأصبحت هذه القيادات أو بعضها جزءا من المشكلة وليس الحل.
أن الجغرافيا التي بيد الحوثي هي ولاية إيرانية خالصة تدار بالقوة والعنف والموت، وبالمقابل فإن دويلات مثل مأرب وتعز التي يسطر عليها الإخوان تقدم نموذجا سيئا لأي محافظة تتحرر، وتفقد التحرير حاضنته الشعبية وتقدم تصرفات تشبه ما هو عند الحوثيين في المحافظات غير المحررة..
الشارع في تعز يصرخ جوعا وفقرا ومرضا ومسيرات غاضبة لا تلقى صدى، فصوت الرصاص أقوى، ولأن الغضب الشعبي لم ينظم جيدا بعد لكل الشارع المثقل بالوجع رغم اتساع دوائر الغضب في كل المستويات، ويكاد يتفق معظم هؤلاء على أن مشروع الحوثي والإخوان هو السبب في كل هذه الانتكاسات.
ولأجل ذلك كله، ليس لنا من خيار غير توحد القوى الوطنية وفي طليعتها المؤتمر والاشتراكي والناصري والمستقلون والفاعلون من كل التيارات المدنية لمواجهة ومجابهة مشروع الإخوان والحوثي معا والالتحام بالشارع وصناعة اصطفاف نوعي ضد جماعات الدين بكل تفصيلاتها.. اصطفاف مدني عريض فاعل ليس الأمر مجرد طرح تنظيري، إنه اليوم ضرورة ماثلة كي نبقى أحياء، بشيء من كرامة ومع أبسط حقوق الإنسان.
ما لم يتم هذا الاصطفاف، فإننا نساهم في تطويع الجيل القادم لهذه الجماعات وصناعة نسخة من أفغانستان وطالبان وحزب الله في اليمن وتحديدا في الشمال وبالأخص محافظة تعز.
وأعتقد أن طرح الأفكار والرؤى لهذا الاصطفاف هو البداية التي تحتاج أن يرافقها التنسيق والإعداد بصورة عاجلة، وهناك من الفرص الكثير لإقامة هكذا اصطفاف