كريتر نت – وكالات
أيدت المحكمة العليا في إيران حكما بإعدام المصارع الشاب نويد أفكاري بالإعدام على خلفية اعتقاله خلال احتجاجات شعبية اندلعت في مدينة شيراز جنوبي البلاد، عام 2018.
وأعرب نشطاء حقوقيون عن قلقهم من احتمالية تنفيذ حكم إعدام أفكاري البالغ من العمر 27 عاما، وطالبوا بإعادة محاكمته في ظل اتهامات للسلطات بإجباره على الاعتراف.
وذكرت وكالة هرانا التي تغطي أخبار حقوق الإنسان في إيران أن القضاء عاقب نويد أفكاري المعتقل في أغسطس/ آب 2018، بالإعدام بسبب اتهامه بقتل ضابط أمن.
ونشرت “هرانا” رسالة مسربة لأفكاري من داخل سجنه يؤكد فيها الأخير أن كافة الاعترافات التي صدر بناء عليها حكم إعدامه تمت تحت التعذيب الجسدي وسوء المعاملة من جانب المحققين.
الجدير بالذكر أن وحيد وحبيب أفكاري، شقيقي المصارع المحكوم عليه بالإعدام، عوقبا بالجلد 74 ضربة بالسياط والسجن لفترات طويلة تصل إلى 54، و27 عاما على الترتيب بنفس القضية.
ولم تعلن السلطة القضائية بشكل رسمي الاتهامات التي عوقب بسببها الأخوة أفكاري؛ فيما لم يسلط الضوء إعلاميا داخل البلاد على الحكم بإعدام نويد على الرغم من شهرته محليا.
وكشف مصدر مطلع أن القضاء الإيراني اتهم نويد وحبيب ووحيد أفكاري بتشكيل تجمع للتظاهر بالتزامن مع احتجاجات شعبية قبل عامين، فضلا عن بعض الاتهامات الأخرى، حسب هرانا.
وأفاد هذا المصدر المطلع أن الأخوة الثلاثة متهمون أيضا بقتل عنصر أمني يدعي حسن تركمان تابع لشركة مياه الشرب والصرف الصحي في مدينة شيراز الواقعة جنوبي إيران.
ويقال إن الأحكام بحق نويد أفكاري وشقيقيه في قضية مقتل تركمان صدرت بعد التحقيق لمرة واحدة في محكمة الثورة بشيراز (يتهمها معارضون بإصدار أحكام مجحفة)، وشكوى عائلة الأخيرة لدى المحكمة العامة.
ويعود تاريخ واقعة مقتل تركمان إلى أغسطس/ آب 2018، وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية التي وصفته بأحد العناصر الأمنية المشاركة في فض الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام.
وقوبلت التقارير التي أثيرت مرارا حول انتزاع السلطات الإيرانية الاعترافات قسرا من المعتقلين بغضب دولي واسع النطاق سواء على المستوى الحقوقي أو من قبل المقررين الخاصين للأمم المتحدة.
وأدي صدور حكم بإعدام أفكاري إلى ردود أفعال ساخطة من جانب المغردين على موقع “تويتر”، حيث تفاعلوا مع هاشتاق ظهر مؤخرا بعنوان “لا تعدموا” كما دشنوا آخر جديدا بعنوان “أطلقوا سراح نويد أفكاري”.
واندلعت احتجاجات في صيف عام 2018 في أعقاب سقوط قيمة الريال الإيراني، واضطراب الوضع الاقتصادي محليا، والارتفاع القياسي في أسعار صرف العملات الأجنبية والذهبية والتضخم وأسباب أخرى.
ورفع حينها المتظاهرون شعارات نددت بسياسات كبار قادة النظام الإيراني الداعمين للتدخلات العسكرية خارج الحدود عبر تمويل وتسليح مليشيات بالوكالة في دول مثل اليمن، ولبنان، وسوريا، والعراق.
وأوضحت “هرانا” أن المحكمة تجاهلت روايات نقلا عن شهود تفيد بتعذيب أفكاري لانتزاع اعترافات قسرية منه داخل أحد مراكز الاستجواب المعروفة بسوء السمعة في شيراز.
وتعاطف نشطاء حقوقيون مع قضية أفكاري بعد ظهور تسريب صوتي له من داخل سجنه يروي خلاله كواليس تعرضه للتعذيب الجسدي من قبيل الإيهام بالاختناق بعد تغطية وجهه بأكياس بلاستيكية، والضرب على أنحاء متفرقة من الجسد وغيرها.
وقال نويد أفكاري في الرسالة الصوتية: ” اعترافاتي تمت بعد أسابيع من الحبس الانفرادي، وتعليقي في سقف حجرة التعذيب لعدة ساعات، وخنقي بوضع أكياس البلاستيك على رأسي.. لقد رأيت الموت”.
وناشدت بهية نامجو، والدة الأخوة نويد ووحيد وحبيب أفكاري، كل المدافعين عن حقوق الإنسان وكذلك من يعرف بقصتهم التدخل والمساعدة من أجل وقف الأحكام الجائرة التي صدرت بحق أبنائها.
وظهرت نامجو في مقطع فيديو بث عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسرد فيه أن عناصر مجهولة اقتحموا منزلهم دون إذن قضائي واعتقلوا أبناءها في عام 2018، في حين اتهم نويد أفكاري القضاء والتلفزيون الإيراني ببث اعترافات مجتزأة له دون وجود دليل على إدانته في تلك القضية.