كريتر نت -متابعات
تعز قطاع مستقل.. جملة أطلقها وزير الدفاع محمد المقدشي في بدايات الحرب على مليشيات الحوثي حين تم سؤاله عن عدم دعم تعز لكسر الحصار المفروض عليها من قبل المليشيات.
غير أن ما قاله المقدشي تحول إلى حقيقة ماثلة، وأصبحت تعز مستقلة تدار من قبل الإخوان المسلمين كسلطة منفصلة عن الحكومة وعن الشرعية كمنظومة تتشكل من مؤسسات عديدة وحتى مستقلة عن التحالف وتوجهاته المعلنة.
يدير الإخوان المسلمون تعز ويرفضون أي سلطة محلية معينة من الشرعية، حيث تمردت سلطة الإخوان على ثلاثة محافظين ونفذت مخططاتها دون أن تكترث حتى لقرارات معلنة من قيادة السلطة المحلية وانتزع الحزب صلاحيات المحافظ من خلال الوكيل أول ومسمى اللجنة الأمنية رغم عدم قانونية هذا الكيان أو دستوريته.
ويمارس الإخوان المسلمون باسم الشرعية مهام الأمن والجيش والسلطة المحلية في تعز، وتشن حروب ضد شركاء السلاح بقرار حزبي تفرضه مصلحة التنظيم الإخواني وتحالفاته الدولية دون موافقة من وزارة الدفاع أو المنطقة العسكرية التي يتبعها محور تعز.
وبما أن الإخوان في تعز هم سلطة الأمر الواقع أو الحزب الحاكم إلا أن حكمهم يقتصر على تنفيذ ما يريدون وتطويع مؤسسات الدولة لخدمة مشروعهم الحزبي ويتجاهلون كل حقوق الناس وواجبات السلطة تجاههم، حيث لا تقدم هذه السلطة أي خدمة للسكان، ولم تنجح حتى في إصلاح مشروع مياه تعز طيلة خمسة أعوام.
كما فشلت سلطة الإخوان في الحفاظ على أصول ومؤسسات الدولة وتركتها للعبث والنهب من قبل أفراد وقادة الجيش الذي يقوده أيضاً ضباط وقادة غير عسكريين تمت عسكرتهم وترقيتهم برتب غير قانونية، وما يحصل لأصول مؤسسة الكهرباء من عبث يكشف عن وجه قبيح لسلطة الإخوان المسلمين في تعز وإدارتها للوضع كعصابة تنشط في توسيع رقعة سيطرتها فقط.
تم نهب وتخريب خطوط شبكة الكهرباء في تعز والعبث بها من قبل جنود وعصابات منتمية للجيش تبيع مكونات أسلاك الطاقة من النحاس بالكيلوجرام، في حين تكون كلفة ما يتم إتلافه من خطوط الشبكة للحصول على كمية عشرة كيلو نحاس باهظة ومهولة وسط تساهل وتجاهل من قبل سلطة الإخوان الحاكمة لتعز.
وتمارس سلطة الإخوان في تعز عملية نهب للإيرادات دون أي خجل أو خوف من جهة حكومية قد تحاسبها أو تسأل حتى أين ذهبت هذه الإيرادات..
وقد بينت إحصاءات إجمالي إيرادات تعز المحررة خلال العام المنصرم أنها لم تصل إلى 20% من إجمالي إيرادات مديرية واحدة في العام 2010م. يتقاسم قادة سلطة تعز المناصب والجهات الإيرادية كغنيمة حرب دون أي اعتبار للمسؤولية التي عليهم، كونهم يمثلون دولة كثيرا ما اسهبوا في شرح فضائلها وخيراتها المرتقبة على الجميع عدالة في الثروة والسلطة ليتحولوا اليوم إلى ناهبين للثروة ومصادرين ومحتكرين للسلطة وبقوة السلاح.
لا تحضر الشرعية والدولة في خطاب وممارسات سلطة الإخوان المسلمين في تعز الا حين يتعلق الأمر بتوسيع مساحة سيطرة ونفوذ جيشهم الخاص كما حصل في الحجرية وقبل ذلك في المدينة القديمة وما سيلحق ذلك من تمدد إما جنوبا أو غربا.
فشل ذريع ومخزٍ في إدارة الملف الخدمي وعجز تام عن ضبط الوضع الأمني واحتكار للقرار العسكري والأمني ومصادرة قرار السلطة المحلية وصلاحياتها وتجميد كامل للجبهات ضد مليشيات الحوثي واشعال حروب ضد شركاء السلاح للسيطرة على مسرح عملياتهم وإنهاء أي وجود لقائد عسكري أو فصيل عسكري لا يتلقى تعليماته من مقر الحزب في شارع جمال.