كريتر نت – متابعات
قالت صحيفة “فورن أفيرز” الأمريكية، إن قدرات تنظيم القاعدة تدهورت بشدة بعد القضاء على قيادتها قبل أربع سنوات نتيجة جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية في أفغانستان وباكستان وسوريا واليمن.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمه “الموقع بوست” أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ساعد إدارة الرئيس دونالد ترامب في إثبات قضية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان وعقد السلام مع طالبان من خلال تصوير القاعدة على أنها مصدر إزعاج أكثر من كونها تهديد.
وأوضحت أن تقييمات الإدارة الأمريكية ذات الدوافع السياسية يمكن أن تكون خطيرة للغاية، داعية الولايات المتحدة إلى استبدال نظارتها الوردية بتقييم رصين لمسار القاعدة ولعلاقات المنظمة الدائمة مع طالبان.
وأعربت عن قلقها من إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بثقة في مقابلة في مارس على قناة “Fox & Friends” أن “القاعدة هي ظل لما كانت عليه في السابق”.
وقال التقرير إن التقييم الدقيق للقاعدة يجب أن يأخذ في الحسبان البعث الأخير والمثير للجماعة.
وأضاف أن القاعدة عملت بجد لعكس مؤشر الهبوط لديها حين انضم الكثير من صفوفها إلى منافسها الرئيسي “داعش”، بينما كان الاهتمام الدولي ينصب على الأخيرة منذ العام 2017.
وذكر أن تنظيم القاعدة عمل على تحسين العلاقات مع سماسرة النفوذ المحليين من بلاد الشام إلى شبه القارة الهندية ودمجت الأهداف المحلية والعابرة للحدود في محاولة لتعزيز التماسك وتوسيع قاعدة دعمها.
وبيّن أن إستراتيجية القاعدة الأخيرة باتت تؤتي ثمارها، ذلك أن التنظيم أعاد تشكيل شبكته في جنوبي آسيا وسوريا ويبدو أنه موحد أكثر من ذي قبل.
وبحسب التقرير، فإن التنظيم غدا أكثر مهارة في تحقيق التوازن بين الأهداف العابرة للحدود والأولويات الإقليمية والعمل على المستوى المحلي في الصومال وسوريا واليمن والساحل مع الحفاظ على تركيزه على مواجهة الغرب.
واتهم التقرير ترامب بتجاهل مرونة الجماعة العنيدة بادعاء أن القاعدة في حالة تدهور نهائي، مشيرًا إلى أن التنظيم تحت قيادة أيمن الظواهري استمر في مساره وعمل على تنمية العلاقات مع المجندين المحتملين الذين يركزون بشكل أكبر على المظالم في المناطق التي تعاني من الصراع الأهلي.
وتابع: عزز المسلحون المرتبطون بالقاعدة في كل من القرن الأفريقي والساحل علاقاتهم مع القيادة المركزية للجماعة ولا يزالون مستجيبين لتوجيهاتها، مشيرًا إلى وجود دليل متزايد على أن بعض فروع القاعدة تجتذب المقاتلين الأجانب.
ووفقًا للأمم المتحدة، لا تزال الجماعات التابعة للقاعدة في سوريا واليمن تركز على مهاجمة الولايات المتحدة وتظل قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية تركز على استهدافها.
وقال التقرير إن القاعدة لا تزال ملتزمة بلعب اللعبة الطويلة أثناء العمل على إلهام وتسهيل وتوجيه الهجمات الإرهابية على الأراضي الأمريكية.
ولفت إلى أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان له أهمية خاصة في الدعاية المتحالفة مع القاعدة والتي تصورها على أنها نقطة تحول في تاريخ الجهاد، حيث تصر إدارة ترامب على أن حركة طالبان الأفغانية ستلتزم باتفاق الدوحة وتنفصل عن القاعدة.
وأكد أن حركة طالبان لم تنبذ القاعدة علانية ولم تتخذ أي إجراء ملحوظ للحد من القاعدة أو غيرها من المنظمات الإرهابية العابرة للحدود داخل أفغانستان، لافتًا إلى أن ممثلي طالبان في الاتفاق مع أمريكا تجنبوا بشكل واضح حتى مجرد ذكر القاعدة عند الضغط عليهم لتوضيح موقفهم من الجماعة.
وذكر أن القاعدة تستفيد من بيئة متساهلة بشكل متزايد في أفغانستان، حيث يمكن لحليفها القديم طالبان الأفغانية أن يكتسب السلطة السياسية، حيث رحبت القاعدة باتفاق الدوحة في فبراير 2020 بين الحكومة الأمريكية وطالبان واصفة أمريكا بـ”العدو الذي يعترف بهزيمته”.
وأوضح أن حركة طالبان الأفغانية وعدت القاعدة سراً بدعمها المستمر.
وحذّر التقرير من أن القاعدة لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا للسياسة الخارجية الأمريكية والأمن القومي، مشيرًا إلى أن قدرة واشنطن على الاستجابة كانت مقيدة منذ فترة طويلة بالعراقيل المحلية.
وقامت إدارة ترامب بتسييس تقييمات مجموعات مثل القاعدة للمبالغة في المكاسب التي حققتها في مكافحة الإرهاب وإبعاد الأسئلة حول عملية الانسحاب في أفغانستان، حيث يتزايد القلق من أن الانسحاب الجاد للقوات الأمريكية أمر عشوائي.
وأضاف التقرير: هذا لا يعني أن الولايات المتحدة يجب ألا تنسحب من أفغانستان، لكنه قال إن واشنطن بحاجة إلى أن تكون أكثر شفافية بشأن التحدي الذي تشكله القاعدة والجماعات المماثلة.
ودعا الولايات المتحدة إلى التعامل بواقعية بشأن المسار السياسي لطالبان، مؤكدًا أن علاقات طالبان مع القاعدة أعمق مما تود الإدارة الأمريكية أن تعترف به ويجب أن تستعد السياسة الأفغانية المستقبلية لاحتمال أن تستمر طالبان في تسهيل أمور تنظيم القاعدة على مستوى ما.
وقال إن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل تكاليف الاحتفاظ بأعداد كبيرة من القوات في أفغانستان إلى أجل غير مسمى، لذا ستحتاج إلى إيجاد طريقة للحد من دعم طالبان للقاعدة.
وأكدت أن الأمر سيتطلب دبلوماسية متعددة الأطراف مع كل من الحلفاء والخصوم وخاصة تلك الدول في المنطقة التي لديها مصلحة راسخة في منع أفغانستان من أن تصبح مصدرًا للإرهاب الدولي.
وتساءل التقرير عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى هدفًا رئيسيًا للجماعات الإرهابية مثل القاعدة حتى في الوقت الذي تتنازل فيه عن موقعها على المستوى العالمي.
ويرى أن الولايات المتحدة انتقلت من هيمنة عالمية بلا منازع إلى بلد يتراجع عن التزاماته الخارجية ويكافح من أجل إدارة عدم الاستقرار المحلي المتتالي المتعلق بكوفيد-19 والاحتجاجات ضد وحشية الشرطة والعنصرية.
في غضون ذلك، تعد الصين قوة صاعدة ذات حضور في كل مكان، لا سيما من خلال مبادرة الحزام والطريق التي تربط الصين بشكل وثيق بالمناطق التي يسيطر عليها الجهاديون في وسط وجنوب آسيا.
وبحسب التقرير فقد ظهرت بكين في الدعاية الجهادية لإساءة معاملتها لسكانها المسلمين من الإيغور.
وأكد أن الصين تقدم فرصة للقاعدة، لكنه أشار إلى أن القاعدة في الوقت الحالي تظل مركزة على مواصلة القتال ضد الولايات المتحدة.