كتب : د. محمد علي السقاف
بعد ما حقق الرئيس ترامب انتصارا دبلوماسيًا وسياسيا يخفف من وطأة انتكاساته في مجلس الامن الدولي بخصوص عدم تحديد العقوبات علي ايران كان من الواضح في مراسيم البيت الابيض سعادته البالغة الاحتفاء بهذا الحدث
وقوله ان هناك خمس دول اخري عربية ستنظم الي الامارات والبحرين في تطبيع العلاقات مع اسرائيل ولمح انه تواصل هاتفيا مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وكانه بذلك التلميح يريد القول ان السعودية ستنظم الي ركب تلك الدولتان ؟
وملاحظاتنا حول المراسيم وافاق المستقبل
١- في مراسيم السابقة الخاصة بمصر والاردن شارك فيها الرئيس السادات والملك حسين
وكان مستوي التمثيل اقل من ذلك في يوم الامس حيث مثل بلديهما وزيري خارجية الامارات والبحرين وبالمناسبة وزير خارجية البحرين الدكتور الزياني كان امين عام مجلس التعاون الخليجي حتي وقت قريب !!
٢- يفترض الان ان يتم التصديق علي الاتفاقيتين الدوليتين وفق الانظمة الدستورية فيهما علي مستوي اسرائيل ( الكنيست ) البرلمان الاسرائيلي وعلي مستوي الامارات العربية وفق دستورها لعام ١٩٧١ يتولي المجلس الاعلي للاتحاد المشكل من حكام جميع الامارات المكونة للاتحاد وفق المادة ٤٧ من الدستور بمهام ” التصديق علي المعاهدات والاتفاقيات الدولية ويتم هذا التصديق بمرسوم ” مما يعني ان التصديق ليس البرلمان ( المجلس الوطني الاتحادي ) الذي يصدق علي الاتفاقيات الدولية !!
٣- تاكيد السعودية في نفس اليوم في جلسة مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين وقوفها الي جانب الشعب الفلسطيني ودعم جميع الجهود الرامية الي الوصول لحل عادل وشامل …يمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة علي حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ( صحيفة الشرق الاوسط في ١٦ سبتمبر )
وهذا البيان جاء وكانه بمثابة رد علي تلميحات الرئيس الامريكي باحتمال ان تحذو المملكة لاحقا حذو الدول الخليجية الاخري
٤- تبريرات البعض اتخاذهم خطوة التطبيع مع اسرائيل بسبب مطامع ايران في الخليج والسؤال في حالة فوز ترامب بولاية ثانية وقوله ان ايران ستقدم علي تطبيع العلاقات معه هل تدعوا الحاجة الي التذكير في الحرب العراقية الايرانية مع من وقفت الولايات المتحدة هل مع العراق ام مع ايران ؟؟
والسؤال لماذا هذه العجلة في التطبيع الم يكن من الافضل انتظار ما بعد نوفمبر للانتخابات الرئاسية الامريكية ام ان الامر مرتبط بتقديم هدية لترامب تساعده في حملته الانتخابية وكذلك نتانياهو في مواجهة مشاكله الداخلية وما الفائدة التي ستعود للدول الخليجية من استعجالها في التطبيع والحاق ضررا بموقف القضية الفلسطينيةواضعاف موقف جامعة الدول العربية ؟
وفي الاخير تجدر الاشارة الي سابقة تاريخية ان الولايات المتحدة وقعت علي اتفاقية فرساي بعد الحرب العالمية الاولي ورفض الكونجرس الامريكي التصديق عليها يجب التامل والاستفادة من واحدة من هذه التجارب علي ابعاد احتفالات التوقيع في البيت الابيض