كريتر نت /خــاص – عــاد نــعـمــان
دعا مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب أن تجد سيرة الفقيد الدكتور/عبدالعزيز الدالي، حيزًا من الاهتمام تليق بها، وذلك باستيعابها في مناهج التربية والتعليم، ونشاط الجامعات ودارسيها ومراكز الأبحاث والدراسات، وأن تكون حاضرة لدى النُخب وفي برامج التنمية السياسية، وتأهيل وتدريب القيادات ومن يتطلعون لحمل المسؤولية وشغل مواقع صُنع القرار، في كافة المجالات وعلى أي مستوى، وذلك لتحقيق بعض الوفاء والعرفان تجاه الفقيد، وما تميزت به سيرته من قدوة ومثال، ومسيرته المليئة بالعبر والدروس والمآثر.
جاء ذلك على هامش ورقة لرئيس المركز/قاسم داؤود، في ندوة نقاشية وسمت بعنوان “الدكتور/عبدالعزيز الدالي .. ذكرى عطرة وتجربة حياة مليئة بالعبر والدروس”، نظمها المركز برعاية من المجلس الانتقالي الجنوبي، بمناسبة الذكرى الأربعينية لرحيل الفقيد، تحت شعار “الدكتور/الدالي .. حياة زاخرة بالمآثر والإنسانية”، بحضور دبلوماسيين وشخصيات سياسية واعتبارية واجتماعية وأفراد أسرته ومعارفه.
دُشنت فعاليات الندوة النقاشية بكلمة ترحيبية من ميسرتها الناشطة السياسية/رضية شمشير، داعيةً الحضور إلى الوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة لروح الفقيد، بعد ذلك أفسحت المجال أمام سفراء سابقين وسياسيين؛ لإلقاء كلمات وتقديم مداخلات، عددت مناقب ومواقف وإسهامات الفقيد، لا سيما في المجال السياسي.
تحدث السفير/جعفر إسماعيل عن تجربته العملية كمدير لمكتب الفقيد عندما كان وزيرًا للخارجية آنذاك، ومرافقته في العديد من المؤتمرات والمحافل في عواصم عربية وعالمية، وكذا اللقاءات والاجتماعات مع هيئات دولية ودبلوماسية، متطرقًا إلى الصعوبات البالغة والتوترات شديدة الحساسية التي واجهها في مرحلة شابتها التعقيدات، وتمكنه من تخطيها بمنصبه الرفيع ومسؤولية تحملها باقتدار كبير ونجاح مشهود.
قدمت دكتور التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة عدن/أسماء ريمي، نبذة تعريفية عن نشأة الفقيد ومحطات في مسيرة حياته الشخصية والعلمية، وتناولت بعض الجوانب الإنسانية والنضالية له، وعلاقاته بأسرته ورؤسائه وزملائه وموظفيه في النشاط السياسي، وكذا زمالته في عضوية مجموعة مشاورات عدن، مشيرةً أن الفقيد شخصية وطنية صادقة ومتزنة سياسيًا علمت الكثير وصارت قدوة، وتركت أثرًا طيبًا في نفوس معارفه ومحبيه، منوهةً أنه قرر في الثلاث السنوات الأخيرة من حياته العودة إلى مهنته الأصلية كطبيب أسنان بعد غياب طويل عنها، كما عانى مؤخرًا من وضع صحي، تألم إثره بعيدًا عن الجميع وغادر بصمت.
عرج السفير/سيف محسن في ورقة عن هيئة الدبلوماسيين الجنوبيين بعنوان “إنجازات الراحل الدالي”، إلى النشاط السياسي والدبلوماسي للفقيد في قيادته لوزارة الخارجية، واصفًا تحركات الوزير بالحيوية والديناميكية على المستوى العربي والإقليمي والدولي، مؤكدًا أن أسلوبه الفريد والمميز في مقاربة القضايا الشائكة، أحدث نقلة نوعية في تعزيز وتوطيد علاقات التعاون الخارجية مع مختلف دول العالم، وذلك بشهادة مراقبين ومحللين سياسيين، منوهًا أن الفقيد امتلك رؤية ثاقبة عميقة ونظرة ثاقبة لمجريات الأحداث والتطورات في الجنوب والمنطقة عامةً، تاركًا بصمة فارقة واستثنائية، حظيت باحترام شعبي كبير وتستعين بها الكوادر مستقبلًا.
استعرض السفير/محمد عبدالغفور يوميات وجوانب جمعته مع الفقيد في ديوان وزارة خارجية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقًا في منتصف الثمانينات، في ورقة بعنوان “عبدالعزيز الدالي كما عرفته” .. توالت وتنوعت الكلمات الوداعية والتأبينية من قبل أصدقاء وزملاء ومعارف الفقيد، استذكروا خلالها أبرز سماته الشخصية ومواقفه الوطنية إزاء قضايا وتعاطيه مع الآخر، وتجاربه وخبراته في مسيرته العملية الطويلة وأهم إنجازاته، وأخرى تناولت مآثره ومحاسنه وأدواره، أعربت في مجملها عن مشاعر الحزن والخسارة بالرحيل.
وصولًا إلى كلمة أسرة الفقيد، التي ألقاها نجله الأكبر هاني الدالي، توجه من خلالها بالإمتنان إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلةً بالرئيس/عيدروس الزُبيدي، ورئيس مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب/قاسم داؤود، والضيوف والحضور، وكل من ساهم في إنجاح الفعالية وأدلى بشهادته وسرد جوانب مضيئة في سيرة حياة الفقيد الإنسانية والاجتماعية والنضالية والإنسانية، مشيرًا أن شعار الفعالية “تاركًا بصماته لمن سيواصل استشراف المستقبل الواعد”، تدفع نحو العطاء والعمل والتقدم والنجاح، وتحمل الأمل لتحقيق الهدف السامي والمبتغى في دولة النظام والقانون، داعيًا الجميع إلى الترحم على روح الفقيد.
شهدت الندوة النقاشية حضور مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي/فضل الجعدي، الذي أشاد بتجربة الفقيد وأدواره في مختلف المراحل، مؤكدًا أن الوفاء والعرفان للفقداء والشهداء يتمثل في استلهام مآثرهم والسير على دروبهم والتمسك بالقضايا العادلة والأهداف الحقة التي ناضلوا وضحوا في سبيلها، متطرقًا في إطار حديثه إلى مسائل وتحديات راهنة .. اختتمت فعاليات الندوة بتوزيع ميسر النقاش “شمشير” نسخ من كُتيب عن الفقيد حمل عنوان “الدكتور عبدالعزيز الدالي في رحاب الخالدين”، تضمن كلمات وداعية لزملاء وزميلات الفقيد في مجموعة مشاورات عدن، داعيةً إلى التقاط صورة جماعية تذكارية.
ولد الفقيد الدكتور/عبدالعزيز عبده محمد الدالي، في 3 مارس 1937، وتلقى دراسته الإبتدائية والمتوسطة في مدرسة تابعة للجالية الحضرمية في أوغندا، واصل دراسته الثانوية في القاهرة، وتخرج من كلية طب الأسنان – جامعة الإسكندرية عام 1966، شغل منصب مدير مستشفى الجمهورية في عدن بعد الإستقلال، وعُين وكيلًا في وزارة الصحة 1969، ولاحقًا وزيرًا للصحة حتى عام 1977، ومن ثم سفيرًا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لدى الإتحاد السوفيتي لأربع سنوات، ترأس جمعية الصداقة مع الشعوب، كما تبوأ منصب وزير الخارجية في ج. ي. ط. ش سابقًا خلال الفترة 1982 – 1990، وكان آخر منصب دبلوماسي شغله وزيرًا للدولة للشؤون الخارجية بعد قيام دولة الوحدة لأربع سنوات، وأختتم مشوار حياته بين عمله الأساسي طبيب أسنان، وعضو في مجموعة مشاورات عدن، ومستشارًا للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي.