كتب – سعيد المعمري
ها نحن نحتفي بالذكرى ال ٥٧ لثورة ١٤ من أكتوبر المجيدة . هذه الثورة. التي أنطلقت من أعالي جبال ردفان الشماء معلنة الكفاح المسلح ضد الوجود الإستعماري البريطاني الذي رزح على أرض جنوب الوطن سابقاً ما يقرب من ١٢٩ عاماً حيث مارس ذلك المستعمر وأعوانه . شتى صنوف القهر والإذلال ضد شعبنا اليمني ، بقدر ما عمل على عملية التفرقة بين أبنائه وفئاته الإجتماعية ..
وهذا ما أثر حقاً في بنية المجتمع آنذاك لكن رغم ذلك لم يستطيع أن يثني شعبنا اليمني عن مواصلة نضاله وكفاحه .. بل لقد كان للقوى السياسية والوطنية .. والنقابات العمالية . ومنها النقابات الست أن تلعب دوراً فاعلاً في إيقاظ الوعي الوطني السياسي في وسط العمال .. والعمل على الدفع بمواصلة نضالهم والذي تمثل حينذاك المطالبة بتحسين أوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية .. وكذا المشاركة السياسية . وغيرها ولكن تلك المطالب لم تؤخذ بعين الإعتبار من قبل السلطة البريطانية في عدن ..
ولذلك كان من الطبقة العمالية في جنوب الوطن من أن تشمر عن ساعدها .. وتعمل على بناء قدراتها السياسية من خلال أحزابها الوطنية التي كان لها السند في دعم النقابات العمالية ، والذي شكل ذلك وعياً كبيراً في وسط الجماهير بشكل عام .
ناهيك عن دور القوى السياسية والتي أضطلعت بدورها الريادي تجاه .. وطنها وشعبها . ومن ذلك الجبهة القومية ، فضلاً عن جبهة التحرير .. والتنظيم الشعبي للقوى الثورية وكذا الأحزاب السياسية الأخرى إضافة إلى دعم ثورة سبتمبر وأبنائها في دعم ثورة أكتوبر فضلاً عن دعم مصر عبدالناصر وهذا ما كان له الأثر الكبير في مواجهة قوى الإستعمار وأعوانه .. من سلاطين ومستوزرين وغيرهم ..
بقدر ما أخذ ذلك النضال نحو أربع سنوات من الكفاح المسلح شمل كل مناطق الشطر الجنوبي من الوطن آنذاك .. والذي توج في نهاية المطاف بخروج آخر جندي بريطاني وتحقيق الإستقلال الوطني في ال ٣٠ من نوفمبر ٦٧ م .. بقيادة الجبهة القومية ( الحزب الإشتراكي اليمني حالياً ) ولكن ماذا . عسانا أن نقول يا أكتوبر . والوطن اليوم مسلوب الإرادة . والكرامة .. وبإعتقادي .. على قوى الشعب العامل وقواها السياسية والوطنية والإجتماعية أن تعمل على تصحيح . ذلك الوضع .. وإلا فعليها أن تأخذ الخيارات المناسبة لإستعادة أرضها وكرامتها . وأدميتها كبني الآدمين الآخرين .
وبالتالي إذا كنا اليوم نحتفي بهذه الذكرى العظيمة .. فلنا أن نحتفي بما أنجزته خلال فترات مراحلها الماضوية وكذا الترحم على أولئك الشهداء الذين كان لهم الدور الكبير في صنع الثورة .. وناضلوا من أجل إستقلال الوطن اليمني شمالاً وحنوباً .. ورفعوا رأية النصر في كل جبل ووأد وسهل من أجل . إعلاء هامة اليمن .. والحفاظ على ثورتيه سبتمبر وأكتوبر المجيدتين .
ولكن للأسف ما نراه اليوم لهو شيء لا يطاق للبته . حيث أضحى الوطن اليمني ممزقاً .. شمالاً وجنوباً وهذا غير مقبول به مهما كان الأمر . فلا بد من إستعادة وطن ال ٢٢ من مايو ٩٠ م . الذي شكل نقطة تحول في مسار الثورة الوطنية الديمقراطية اليمنية . ولكن هنالك من عمل على وأدها .. والإستفراد بها . والعمل على تمزيق عراها . أكان من قبل أولئك الذين هم في الداخل من متأمرين وقوى تقليدية وكذا راديكالية متطرفة ،
أم أولئك الذين سعوا ويسعون حالياً إلى السيطرة على اليمن وموانئها وسواحلها . ومنافذها البحرية والبرية .. ولكن .. رغم ذلك فشعبنا اليمني أقوى من هذه المؤامرات التي تحيكها تلك القوى الخارجية أكانت خليجية أم غيرها سوف تتحطم على أرض اليمن .. ويعود اليمن بأرضه كاملاً لأبنائه . اليوم أم الغد.
وإنا غداً لناظره قريب