كتب – أحمد مهدي سالم
نظمت محافظة أبين احتفالا فنيا خطابيا بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لانطلاقة ثورة 14 أكتوبر صباح اليوم في قاعة مطهر الكوني بزنجبار.. حضره الأخ محافظ أبين والقيادة السياسية والتنفيذية والانتقالية أُلقيتْ فيها كلمات وقصائد وأغاني للاحتفاء بالحدث .
والحقيقة أن الحفل لم يعجبني لأسباب سأذكرها،وأعتقد أن عددا من الحاضرين يشاركونني الرأي وأورد هنا الملاحظات التي أتمنى تلاقيها في قادم الاحتفالات ،ومعها سأشير إلى ما استحسنته ذائقتنا :
-سوء الإعداد..غياب التبريد..وجاء بعد فترة.
-بدأت فقرات الاحتفال ،ولما حانت كلمة المحافظ..تذكر أو تذكروا أن الحفل لم يبدأ بالنشيد الوطني فوجه الحاضرين..قوموا.. فقاموا..نشيد في وسط الحفل.
-ضمن استعراض كلمة المحافظ لمنجزات أكتوبر ذكر ..تأسيس التعاونيات الزراعية..ونسي أن تأسيسها أيام التشطير كان على حساب سرقة واستلاب وظلم وحرمان ملاكها المزارعين المساكين الذين ظلموا ما يقرب من ثلاثين عاما حتى جاءت الوحدة،وأعادت لهم حقوقهم المسلوبة..كيف غاب ذلك عن المحافظ ليسجل السلب والنهب والظلم كإنجاز.
-في أثناء إلقاء المحافظ كلمته قام الناشط والشاعر صلاح ناشر بصعود المسرح وتطويق عنق المحافظ بعقد فل..فقام بنزعه بغضب..أثار الاستغراب،وأحرج الزميل الذي أراد أن يعبر عن محبته للمحافظ في هذا اليوم الفرائحي البهيج..أين الحكمة؟،والمعهود في أن يكون كبير القوم حكيما يمسك عند الغضب.
-أجمل الكلمات التي صافحت القلوب..كلمة الفنان الكبير محمد محسن عطروش التي عبرت بصدق عن وهج ودلالة أكتوبر العظيم،ومكانته العميقه في النفوس مع مؤاخذتي عليه قوله : انطلقت الثورة من زنجبار.
-لوحظ وجود دربكة للفرقة الموسيقية للثقافة،وكأنها تصعد إلى المسرح لأول مرة،نقص كراسي،عدم تنسيق بين العازفين..استغرقت فترة قبل بدء نمرتها الأولى..لماذا؟..لا ندري .
– عطفا على النقطة السابقة..ضعف صوت المايكات..لا تصل الموسيقى والكلمات إلى آذاننا إلا بجهد..حتى أن قائد الفرقة سالم غضب وانفعل بقوة على أصحاب الصوت،وشاهد كل المسرح حركته الغاضبة..وضعف الصوت خطأ مكرر سبق أن نبهنا إليه في سنوات سابقة.
-في منتصف الحفل كرم الأخ المحافظ أبوبكر حسين سالم ونائبه مهدي الحامد بتكريم عدد من الشهداء والمناضلين كإنصاف لأسماء لم تُكرّم من قبل..وأزعجني النفاق والإجحاف الذي تجلى في عدم تكريم الشهيد البطل علي عوض بن شلال المانعي الكازمي وهو المظلوم المُحارب المهمل،وتاريخه ناصع وجلي وشامخ.. تملكني الغضب وصحت محتجا ومنتقدا المحافظ وإدارة رعاية الشهداء الذين أهملوا مثل هذا الشهيد،وأضاعوا عليه فرصة إنصاف.
-عقب كلمة محمد محسن عطروش قال المحافظ : إن أبين ستكرم قريبا الفنان الكبير،وأتذكر أن الزميل حسين بامطيره مدير عام ثقافة أبين قد أخبرني قبل عامين إنهم سيكرمون عطروش في الفترة القادمة..ومرت الأيام والشهور والسنون ولم يتم التكريم..إذا تم.. ابقى قابلوني.
-مما أبهت قليلا من التفاعل مع الحفل ..كثرة المصورين الذين صاروا أكثر من الهم على القلب..وتجد بعضهم يصعد إلى المسرح،ويقرب الكاميرا إلى العازف،أو يقترب أكثر من وجوه المنشدات،ويحجبون المتعة والإمتاع عن المشاهدين فلا ترى الملامح والحناجر،وهي تشدو..وفي احتفالات سابقة نبهنا وكررنا للاستفادة بعدم حدوثها في قادم المناسبات،لكن ما فيش فائدة..إصرار على الخطأ.
–من طرائف اليوم..أنه عند دخول الأخ عبده ناجي نائب مدير عام مالية أبين،والذي المحافظ يحول له..حظي باستقبال وحفاوة أكثر من المحافظ..كان جالسا في الصف الأول أمامي،وكان مقعدي خلفه،وكل لحظة يقوم مجيبا ومستقبلا موجات التحايا و القبل.. وقد عددتها لأن الحفل لم يعجبني فطلعت تسعة وتسعين بوسة..قبلة،وجاء الإعلامي محمد السوكة وغلّق المئة..وواضح أن كلهم أو جلهم من المسؤولين والمتابعين لهم حوالات من أبوبكر،وعبده لا يلتقى بسهولة..قاتل الله النفاق،والمصادفة أن سيارته الكورللا هي نفس موديل ولون سيارتي قد أوقفها بجانب سيارتي ،وحينما خرجت بعد اختتام الحفل وجدت زحمة عند سيارته وأعاقتني فانتظرت حتى تحرك فتحركت.
-لحظة رائعة حينما كان الفنان الموهوب رائد الهدار يغني رائعة عطروش “سبولة”،كنت مركزا أكثر على تفاعل عطروش صاحب الأغنية..تسلطن طربي للهدار،ومتابعة بابتسام وتلذذ واستحسان بهز الرأس لعطروش..علاقة التلميذ والأستاذ.
— أما حوافز الإعلاميين وظلمهم الجائر القاهر..كارثة..إذلال.. انتقام..فحس متعمد..يتكرر كل عام،ونحن نناشد وننبه ونذكّر؛ولكن النوايا كما تبدو مبيّتة..أليس كذلك يا محافظ .. يا طيّب..يا ابن ناس؟!
–تقديم قوي بلغة فصيحة،وأشعار معبرة،وأداء لمقدم الحفل الزميل فيصل غرامة.. مذيع احتفالات متميز.
-فنانو أبين الرائعون عوض أحمد،وصالح البصير،ورائد الهدار،والمخضرم محمد يسر..قدموا وصلات غنائية عوضوا عن بعض النواقص،وأبهجوا الجمهور الذي كان للحضور النسائي فيه نصيب كبير..نون النسوة في أبين يمتلك قوة حضور وتأثير.
— في فقرة التكريم.. قال المحافظ للحاضرين : قوموا دقيقة حداد على أرواح الشهداء فقاموا..ملاحظة تكرار كلمة قوموا مرتين بصيغة الأمر..وكأنها أوامر عسكرية..كلمات ألطف أفضل.. يشفع له هنا أنه ابن المؤسسة العسكرية،وأحد رموزها البارزين.