كتب : محمد علي محسن
أنصار عبد الملك وأتباع صالح ، هم في المحصلة ينافحون لأجل استعادة ما يرونه حقًا لسيدهم أو ولي نعمتهم .. فلا فرق هنا بين جمهورية الزعيم وبين ولاية السيد ، فمهما اختلف الشكل والمظهر او تعدد الباعث والخطاب ، يبقى المضمون واحد ، فكلاهما يتشاركان غاية الهيمنة والتسلط على اليمن واليمنيين .
كما وكلاهما يتمسكان بدولة مركزية قرارها وقوتها في صنعاء ، فمهما قيل لك او سيقال عن الرجلين ؛ فما هو مؤكد وثابت أنهما لم ولن يقبلان بتوزيع تلك السلطة والقوة والثروة على كافة اليمنيين وان استلزم ذلك حربًا لا تذر وطنًا أو تبقي بشرًا .
فهل بعد كل ما حدث يمكن أن يخامرنا شكًا أو ريب بكونهما بلاءً على اليمن وأهله ؟ ويقينـًا أن احمد أو طارق أو يحيى يحاربون الآن في جبهة استعادة جمهورية العائلة ومن يظن انهما يحاربان لأجل الجمهورية أو الدولة اليمنية الاتحادية، أو حتى المؤتمر الشعبي العام فهو إمـَّا مخدوع ومضلل به أو انه انتهازيا .
فمعركة هؤلاء غير معركة اليمنيين، واكبر دليل وبرهان هنا انهم لا يعترفون بغير جمهورية الزعيم ودون سواها ، إذ ان معركة ابناء وأقارب واتباع صالح ثأرية وانتقامية وغايتها استعادة ملك ذهب منهم، وليس لاستعادة جمهورية اليمنيين كافة .
لهذا هي معركة ليست مشرفة او نزيهة في كل الاحوال، فلن تكون لأجل دولة يمنية عادلة مهما تراءت عناوينها جاذبة وخادعة، لكنها في المحصلة معركة غير وطنية وباعثها انتقامي ثأري .
فرغم ان هاديا كان نائبًا لصالح طوال عقدين من الزمن ، كما والرئيس الاسبق هو من اقترحه وسلمه السلطة وراية الجمهورية ؛ إلا ان ذلك لا يشفع له أمام ورثة الزعيم كي يمنحونه الولاء .
فلم يأت الرجل بانقلاب عسكري وانما باتفاق سياسي يعلم الجميع ان صالح هو من صاغ واشترط اغلب مضامينه.. فعلام يجاهد الابناء إذًا وعن أي جمهورية يحاربون؟؟.
والسؤال الملح الآن : لماذا على غالبية اليمنيين دفع فاتورة باهضة لأجل ان يتسلط عبد الملك وعترته او يحكم ابناء واقارب صالح؟. صحيح ان الحرب تخاض بين أطراف عدة ، ولا يقتصر الأمر على الطرفين ، ومع هذه الحقيقة المرة ينبغي التفريق بين طرف غايته الدولة المؤسسة الجمهورية وبين طرف يقاتل من أجل ما يراه حقـًا شخصيًا وعائليًا .
نعم فالحرب ينبغي ان تكون من أجل الدولة اليمنية وتثبيت نظامها الجمهوري الديمقراطي التعددي ، ولا سواها ، وأي معارك لا تكون غايتها الدولة ونظامها ودستورها ومشروعيتها واستقرارها وحماية مكاسب شعبها هي معارك خاسرة بكل المقاييس السياسية والتاريخية والاخلاقية.
وعلى كل يمني حر ان يختار لذاته موضعـًا بين المنزلتين، فإما ان ينحاز لخيار استعادة جمهورية الشعب المهدرة قيمها ومبادئها بفعل الايغال في التسلط المستبد ،وإما ان يظل بيدقًا في صراع لطالما أضر بوطنه وشعبه وجمهوريته.