كتب / علي منصور الوليدي
ست سنوات من حرب الضربات الجوية من البعد والحصار البري والبحري والجوي المحكم على اليمن شمالا وجنوبا ، منذ انطلاق “عاصفة الحزم” التي اخفقت في تحقيق اهم اهدافها المزعومة “المعلنة حينها” المتمثلة في القضاء على انقلاب الحوثيين في اليمن واستعادة نظام الرئيس الشرعي الى صنعاء.
برغم ما خلفته وما زالت تخلفه الحرب من دمار وخراب مادي وضحايا بشرية وتشريد ونزوح وبطالة وفقر وجوع ومرض ومأسي انسانية ، وفتنة داخلية وتفكك في النسيج الاجتماعي واشعلت حروب جانبية شمالا وجنوبا وما زالت مشتعلة حتى اليوم.
لكنها خلقت امر واقع على الارض شمالا وجنوبا من الصعب تغييره بمبادرة السيد “جريفت” الجديدة التي اسماها (الاعلان المشرك) لحل الازمة اليمنية وحددت طرفيها ” النظام الشرعي بالمنفى ومليشيات الحوثي في صنعاء” وتجاهلت جذر الازمة اليمنية “القضية الجنوبية” والمجلس الانتقالي والحراك الجنوبي ، واتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي.
فالامر الواقع للمسيطرين على الارض طرفيه هما “الحوثي شمالا” و “الانتقالي جنوبا” والذي صار عصيا واكثر تعقيدا ، مهما تم تجاهله ومن المستحيل اجتثاثه باطالة أمد الحرب أو بعواصف حزم اخرى .. لذلك مثلما اخفقت “عاصفة الحزم” وخرجت عن اهدافها المعلنة.. لا اظن أن تفلح مبادرة “جريفت” التي صورت الازمة اليمنية وكأنها “شمالية – شمالية” بين حكومة شمالية في المنفى وسلطة شمالية انقلابية في صنعاء .. وأن كانت هذه المبادرة تمثل اعترافا دوليا بالحوثيين واكبر انتصارا سياسيا لهم .. لكنني اتوقع انهم أول من سيرفضها .. وبمجرد رفضهم لها سيكسبوا انتصارا ميدانيا وسياسيا اخر .
وبهذا يكون السيد “جريفت” قد دق اخر مسمارين بوقت واحد الاول في نعش الحكومة الشرعية ، والاخر في نعش تحالف عاصفة الحزم ومملكة الحزم .. وحقق نبوءة علي خامئني باعلان سقوط صنعاء كرابع كعاصمة عربية في المنطقة ؟!