كتب : أحمد مهدي سالم
شهدنا مسبقا قرارا محنكا من قيادة السلطة المحلية بمحافظة أبين ممثلة باللواء ركن أبوبكر حسين سالم بمنح جامعة أبين استقلالية مؤقتة بمباني معهد الأوراس ومعهد المعاقين ومكتب الشؤون الاجتماعية لتأسيس جامعة أبين وكلياتها التي أصبحت اليوم ثمرة مزهرة استفاد منها شباب وشابات محافظة أبين تلبي طموحاتهم وآمالهم المستقبلية فهل سنشهد قرارا اخرا من محافظ محافظة أبين اللواء ركن أبوبكر حسين يمنح مركز الحميات استقلاليته بشكل مؤقت عن الرازي حتى يتم بناء المبنى الخاص به ليتم دعمه من المنظمات ليلبي حاجة المواطنين من خدمات طبية وعلاجية مجانية
لقد انتشرت الحميات في محافظة أبين تزامنا مع انتشار جائحة كورونا وكانت تسجل الوفيات بالعشرات يوميا وتسبب بهلع وخوف على مستوى المحافظة بشكل عام ومديرية خنفر بشكل خاص وتداعى كوادر المحافظة ورجال الأعمال والخير بالتنسيق مع السلطة ومكتب الصحة لإنشاء مركز لعلاج الحميات وكورونا، وتكللت جهود الجميع بالنجاح واتخذ كل مايلزم وتم تكليف مدير مكتب الصحة خنفر صلاح بالليل مشرفا على المركز والدكتور خالد زين مديراً لإدارة المركز وافتتح المركز في مستشفى الرازي بخنفر بأسرع وقت بدعم من افران عدن ومصنع الوحدة للاسمنت و.. وقدم خدمات طبية وعلاجية مجانية وساعد بشكل كبير على علاج جميع حالات الحميات .. ونجحوا بذلك نجاحا منقطع النظير.
ووضعت بعد ذلك رؤية تتمثل بأن يكون المركز مستمر نظرا لاستمرار الحميات التي أصبحت داء مستوطن مايتحتم تثبيت المركز وتوسعه ليكون وقائي وعلاجي للقضاء على مصادر انتشار الحميات التي تنتقل بواسطة البعوض.
أصبح المركز الأمل الوحيد خاصة للفئات الفقيرة لتلقي الخدمات الطبية والعلاجية من الحميات بالمجان.. لكن سرعان ما بدأ الأمل بالتلاشي.. وبدء تراجع مستوى خدمات المركز ونقص الادوية..
حيث أكد أطباء وممرضون بمركز الحميات الواقع بهيئة مستشفى الرازي أن انسحاب أفران عدن من دعم المركز أدى إلى تدني الخدمات الطبية ونقص الادوية. واصبح جميع عمال المركز يعملون بحوافز ضعيفة جداً، وأصبحت الجهة المشرفة على المركز تتخبط للبحث عن مصادر توفير بدل المواصلات للعاملين، بعد أن تكفل مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة بالحوافز لكنها حوافز ضئيلة جدا وغير مجدية، وتوفير أصناف من ادوية الحميات لكي لا تسوء حالة المركز ويتم إغلاقه.ومع ذلك فإن الأدوية لن تغطي إلى نهاية الشهر لانعدامها لدى مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة ومستشفى الرازي, وهذه مؤشرات بأن المركز يمر بظروف حرجة للغاية.واذا لم يكن هناك تدخل لدعمه وتحديد الجهة المختصة بتسيير العمل فيه فسوف يتوقف كليا.
ومع ذلك مازالت المتابعات مستمرة مع المنظمات لدعمه ولتثبيت هذا المركز الذي خدم منذ تأسيسه الالاف من المرضى الذين اصيبوا بالحميات وخصوصا الفقراء والمحتاجين.
وأبدت عدد من المنظمات استعدادها لدعم مركز الحميات، لكن إلى هذه اللحظة لم يتم تدخلها، بالإضافة إلى انه اذا استعدت المنظمات للتدخل فإن هناك معضلة ستواجه فرصة دعم واستمرارية المركز وهي موقع المركز، اذ تشترط المنظمات لدعم المركز بأن يكون هذا المركز مركزاً مستقلا، وليس قسما يتبع المستشفى، لانه اذا كان مركز الحميات مركزا مستقلا للمحافظة فسيتم دعمه، اما اذا كان قسما من اقسام مستشفى الرازي فلا يمكن ان تتدخل المنظمات.
ونأمل أن تتكاتف وتتوحد الجهود بين كوادر وقيادات أبناء المحافظة ويعملوا لأن يكون مركز الحميات هو مركز المحافظة مستقلا بمستشفى الرازي لفترة مؤقتة لكي يستمر على وتيرته التي بدأها، يقدم خدمات طبية وعلاجية مجانية للمحتاجين في ظل جائحة كورونا وانتشار الحميات خاصة ونحن في فصل الشتاء والذي تكثر فيه الحميات حتى يتم بناء المركز في موقعه الجديد وييصبح مركزاً مستقلا بمبناه.
ويشار أن هناك اتفاقية مع وزارة الصحة العامة والسكان لبناء مركز حميات، وقد تم تحديد ثلاث أرضيات في مديرية خنفر ليتم اختيار احدهما، وتم التعهد من قبل مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة أبين والسلطة المحلية بمديرية خنفر لتحديد الموقع، وسوف يتم بناؤه قريبا، حيث يعتبر الموقع الحالي في الرازي هو موقع مؤقتا نتيجه للوضع الصحي الذي تمر به المحافظة والبلاد بشكل عام.
ما يجب ان نعلمه ان مركز الحميات يختلف تماما عن المراكز الاخرى في مركز كرونا مراكز مؤقته بين مركز الحميات ومركز مستمر الان الحميات هي أوبئة مستمره تخفف في الصيف وتزداد في الشتاء من الشكنغونيا وحمى الضنك والملاريا وحالات كوفيد 19 التي تعتبر أوبئة مزمنة نتيجه عدم وجود مستشفى أمراض معدية بالمحافظة، فمركز الحميات بخنفر يغطي ويقدم خدمة طبية كبيرة للمصابين بالحميات ويقدم لهم العلاجات المجانية مع العلاج الوقائي والرش للقضاء على مصادر الأوبئة التي تتسبب بإنتشار الحميات بين أوساط المواطنين.
واذا توفرت منظمات في القريب العاجل لتدعم المركز فإنها ستشترط أن يكون المركز مركزا مستقلا بصفته، ويكون له خصوصيته .. فاصبح الان مركز الحميات بخنفر بين المطرقه والسندان، فإما أن تتعاون هيئه مستشفى الرازي بمنح مركز الحميات المبنى مؤقتا حتى يتم بناء المركز في موقعه الذي تم تحديده أو يتم نقله الى مديريه زنجبار او مديريه اخرى من مديريات المحافظه.
الجدير بالذكر أن مستشفى الجمهوريه التعليمي بمحافظه عدن فيه عدة مراكز منها المختبر المركزي وهو مركز مستقل، وبنك الدم وهو كذلك مستقل، ومركز العزل حاليا أيضاً مركز مستقل، والمستودعات الطبيه كذلك مستقل، كلها في اطار مستشفى الجمهوريه بمحافظة عدن لكنها لا تخضع لاداره المستشفى. وتقدم لها المنظمات جميعا كافة أنواع الدعم والحوافز ومستمرة في عملها.