”السروري فجوات كبيره للمسيرة النسوية نستطيع التغلب عليها بالتحلي بقدرات ملكتي بلقيس واروى”
كريتر نت – حاورتها – هويدا الفضلي.
للمرأه مكانة عظيمة في كافة المجتمعات ولا يمكن ان نرى مجتمعا شاع به العلو والرفعة ولا مكان ارتقى وارتفع الا ومعه “نون النسوة وتاء التانيت .. انها ”المرأة” تلك التي لا ينجز شيء الا بها.
والمعروف أن المرأة عادة ما تقوم بكل شيء وبمنتهى الإخلاص والإحسان ،وما جعلنا نقوم بلفت النظر اكثر عن هذا الأمر هو دور الأمم المتحدة الوفير للاهتمام بقضايا النساء ومساعدتهن ،وخصوصاً بالقرار الذي مفاده الأمن والسلام القرار رقم 1325 الذي يوافق 31 من شهر اكتوبر الحالي ذكراه العشرين ، لهذا يسعدنا ان نلتقي بإحدى النساء الناجحات ومن ضمن أفضل النماذج اليمنية المشرقة والمشرفة التي لها صيت في هذا الجانب”الاستاذة الصحفية والناشطة النسوية “ضياء السروري” وكان أبرز مناصبها الصحفية رئاستها لتحرير صحيفة صوت عدن الإلكترونية ، ومديرة تحرير لمجلة لؤلؤة اليمن النسوية ،وعملت ايضا لصحيفة الامين.
ويجرنا الحديث معها في السطور القادمة الى الأمن والسلام ووضع المرأة اليمنية خلال هذه الحروب المدمرة و التي جعلت الشعب يعاني في كل مجالات الحياة، وخصوصاً النساء ، سواء في عدن بشكل خاص ، او اليمن بشكل عام .. فالمرأة اليمنية التي تجرعت التهميش من قبل اصبحت حالياً اكثر عرضة لاثار الحروب المدمرة ،وهمش دورها ويكاد لا يحسب.
وكانت هذه حصيلة اللقاء الصحفي :
– استاذة ضياء سروري .. بعد وافر التحايا لك ..اعطينا نبذه مختصره عنكِ وعن حياتكِ الأكاديمية؟
ضياء محمد علي السروري مواليد2سبتمبر 1976م من مواليد التواهي _ عدن درست الإبتدائية في مدرسة الدلالي بالتواهي 8 سنوات نظام قديم ، ومن ثم درست الثانوية في ثانوية 14مايو بالتواهي نظام تعليمي قديم 4 سنوات اما عن مرحلة التعليم العالي، فدرستها في القاهرة لأنني من عائلة نفيت من عدن بعد حرب 1994م درست كمبيوتر ساينس من خلال منظمة UN لأن بلادنا في عهد الرئيس السابق صالح ،وعقب حرب 1994م كانت الدولة حينها ترفض التعامل مع كل ما يخص المناوئين للنظام .. لهذا رفضت مساعدتنا كطلاب تحت رعاية الدولة اليمنية ،تزوجت في عام1999م، ولدي 3 أبناء بنت وولدين ،وقبل العفو العام2001 باشهر قليلة هاجرت اسرتي الى استراليا وبقيت انا في القاهرة ووالدتي كانت تعمل صحفية وسياسية ،وكانت عضوه الامانة العامة في المؤتمر عام 1990م بعد الوحدة مباشرة ، وفي خلاف مباشر في أول اجتماع للجنة الدائمة اعلنت استقالتها امام الرئيس صالح،وبعد ظهور الأحزاب في عدن بعد الوحدة ،عادت امي لأنتمائها الأول في جبهة التحرير،وكانت عضوه الامانة العامة ومسؤول شؤون المرأة.
– حدثينا عن نشاطك الصحفي والذي يختص بحقوق المرأه؟
انا عملت رئيسة تحرير صحيفة صوت عدن الالكترونية وهي كانت آخر اعمالي، وكنت مديرة تحرير مجلة لؤلؤة التي اصدرت عام 1993م المختصة بشؤون المراة وعملت سكرتير تحرير لصحيفة المناره ، ومدير تحرير لمجلة صوت الشعب بالقاهرة،وادرت مكتب صحيفة الأمين ،وكنت اعمل للأحدى الصحف التي كانت تصدر بالقاهرة اسمها صحيفة النهار وفي عام 1993م كنت اعمل ايضاً في ذلك الوقت في صحيفة صوت العمال تحت التمرين،حيث كنت في 18من عمري..اهتميت بالعمل الصحفي المختص بشوؤن المرأه،وخصوصاً ان والدتي كانت مكرسة حياتها المهنية للعمل السياسي وآخر الوظائف التي عملت بها في مجال شؤون المرأه ،وهذا بحد ذاته كفيل بأن يصنع مني صحفية تهتم بقضايا النساء اضف الى ذلك اهتمامي بالمجال الحقوقي والإنساني …
– انتِ لك صيت واهتمام بقضايا النساء والوضع السائد باليمن ، اليك ان تحديثنا عن وضع المرأة اليمنية في الوقت الراهن؟
بعد التحية والامتنان.. المرأة في زمن الحرب اغرقتها دوامات الصراع السياسي ، تجاذبتها قوى التهميش وجرائم العنف ، ارهقتها تقلبات الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والامنية والتعليمية.
– في ما بعد الحرب التي غيرت معالم الحياة باليمن بالمجمل ،و المراه اليمنية بالخصوص حيث من المعروف أن شؤون الحياة تغيرت ،والاعباء ازدات على كاهل النساء بشتى المجالات اليكِ ان تخبرينا عن هذا الأمر؟
ويلات الحرب كارثية ، فقد فقدت الدولة مهمتها في تقديم العون للمواطن ، ذكر كان ام أنثى لكن طبيعة المرأة خاصة في بلادنا تجعلها قادرة على تحمل الهموم والمشاكل ومحاولة حلها والسيطرة عليها ، لم تكن وحدها الأعباء الاقتصادية هي المشكلة التي تواجه المرأة بل ان قيامها بدورها الوطني أيضا أصبح على عليها في ظل موجات من الصراعات السياسية التي أضرت الوطن والمواطن ، ان الاختفاء القصري أيضا كان مشكلة واجهة الكثير منهن، ومع كل هذا لا تزال المرأة قادرة على القيام بواجبها ومهامها العملية التي تقدم من خلالها واجبها الوطني والأسري أيضا.
– ماهي اكثر وابرز العثرات التي تقف امام المراه اليمنية ؟
لا نستطيع في الوقت الراهن تحديد أبرز العثرات ، فجميع ما تعيشه المرأة اليمنية اليوم يعد عائق حقيقي امام نجاحها الشخصي والعملي والأسري .
هي في حالة يصعب وصفها ، تعيش وسط خراب وامراض وحروب، ضياع قيم ، قصور وعي سياسي ، واشياء كثيرة تواجه المرأة وتمنعها من العيش الكريم وتحقيق ما تتمناه لنفسها ومجتمعها ووطنها.
– تحقيق السلام امر ضروري في ظل هذه الكوراث السياسية والوضع الصعب التي يعيشه افراد الشعب بما فيهم نواه المجتمع المرأه برائيك كيف ان يتحقق ذلك بشكل جذري وفعال؟
يستحق شعب اليمن ان يعيش حياة كريمة ، آمنه ، تتحسن اوضاعه الإنسانية وتقل حدة التوتر السياسي بعض الشيء .
صحيح مشاكل اليمن كبيرة لكن هذا لا يعني أن نتجاهل او نهمل البحث عن طريق يخرجنا من دوامة الصراع الدائر على الساحة منذ خمس سنوات وأول خطوات الطريق بحسب نظرتي المتواضعة هي ..
* سحب الأسلحة بكل انواعها من جميع الاطراف .
* عدم الالتزام والتمسك بالمرجعيات الثلاث لان واقع اليوم مختلف فقد تغيرت قوانين وأدوات اللعبة السياسية واختلفت تماما على الارض ، فهناك أطراف جديدة ظهرت واخذت شعبية وكانت قادرة على السيطرة في بعض الأوقات.
* على الجميع ان يعني بأن العنف والتهديد والسيطرة الغير شرعية لن ياتي لنا بالجديد بل قد يجرنا لمرحلة اصعب وينهي ما تبقى لنا من امل
* وجود حل حقيقي للقضية الجنوبية والنظر لها بعين الاهتمام.
* الرغبة الصادقة في إنهاء حالة اللا حرب واللا سلم بين جميع الاطراف
– المشاركة السياسية وقرار الأمم المتحدة 1325 بشأن المراة والأمن والسلام يدعو الى زيادة مشاركة المراة وادماجها في الحياة العامة اين المرأه اليمنية من هذا القرار بوجهة نظرك؟
هناك فجوة كبيرة بين الرغبات والواقع ، نحتاج لكثير من الجهد حتى نقلل مساحة اتساعها وعمقها،رغم أن تاريخ المرأة في جنوب اليمن يشهد لها بالكثير من الإنجازات والحقوق إلا أن حرب ٩٤ غيرت مسيرة نجاحها وقيد أحلامها، لكن عليها ان تسعى لوضع استراتيجية تضمن للمرأة وجودها في منظومة السلطات القضائية / التشريعية/ السياسية/ التنفيذية
عقب عودة الدولة وخلاصها من شرنقة الوضع الحالي بإذن الله .
– اريد ان اعرف منكِ الرسالة التي تريدي ان توجيهها للنساء اليمنيات من هذا المنبر الصحفي ؟
على المرأة اليمنية أن تتحلى بقدرة وقوة بلقيس واروى وان ترتدي لباس الصبر والجلد حتى تتمكن من عبور المرحلة الصعبة بأمان
وان تهتم باسرتها وبتربية جيل تزرع بداخله قيم وعادات مجتمعنا تحيي بقلبه وعقله روح الإنتماء للأرض والخوف على كل شبر فيها .
عليها تعلم بأن الأرض عرض ،وان كرامتها من كرامة ارضها وان لا شي مستحيل اذا احسنا الظن بالله ،وكانت نوايانا صادقة.