كريتر نت – متابعات
تواجه المرأة اليمنية قيودا مجتمعية تحد من انطلاقتها والمشاركة بفعالية في خدمة المجتمع، فباتت ممنوعةً من الالتحاق بقطاعات حيوية.
وكانت الشرطة والعمل الأمني إحدى تلك المجالات التي وضع المجتمع قيودًا غير مبررة على التحاق المرأة اليمنية بركبه، واستمر هذا الحال عقودًا طويلة، غير أن هذه القيود بدأت بالتلاشي بحسب أعداد الملتحقات مؤخرًا بالعمل الشرطي النسوي، عقب عام 2015، وتحديدًا في محافظات جنوب اليمن.
وكان اليمن قد أقر فتح المجال أمام الفتيات للالتحاق بسلك الشرطة في العام 2006، واقتصرت مهامهن على تفتيش السيدات في المطار والمقرات السيادية الحساسة، رغم معارضة رجال الدين والزعماء القبليين.
وتوقف الالتحاق بسلك الشرطة النسائية النظامية خلال الحرب التي أشعلها الانقلاب الحوثي أواخر العام 2014، لكن تحرير عدن من المليشيا الحوثية، أعاد الروح لهذا المجال مجددا بعد التحاق مئات الفتيات مجددا.
وتؤكد مدير إدارة حماية الأسرة في وزارة الداخلية اليمنية، العميد علياء صالح، أن هناك أكثر من 800 ملتحقة مستجدة بسلك العمل الأمني، التحقنّ بأكاديمية الشرطة النسوية في مدينة عدن، بعد أن كانت هذه الأكاديمية مقتصرة على منتسبي وزارة الداخلية.
ولفتت العميد علياء في حديثها لـ”العين الإخبارية”، إلى أن أكاديمية الشرطة النسائية تعمل على تأهيل الملتحقات في مجال المعارف والمهارات الشرطية، تمهيدًا لإطلاقهنّ في العمل الميداني.
كما يتلقين أساسيات الانضباط الأمني، والتعرف على طبيعة قوانين الشرطة والمفاهيم العسكرية، وكيفية تسخير كل ذلك في العمل مع المواطنين خلال مهام الشرطيات ميدانيًا.
وبات السلك الأمني هدفا لكافة الفتيات اليمنيات، بما فيهن الحاصلات على شهادات جامعية في تخصصات مدنية، وظهر ذلك جليا من خلال انضمامهنّ إلى أكاديمية الشرطة النسوية بعدن.
وخلال الأعوام الماضية، التحقت مئات الفتيات المستجدات الملتحقات بالأكاديمية في فروع محافظات جنوب اليمن، حيث يتواجد نحو 70 ملتحقة بأكاديمية الشرطة النسائية في محافظة لحج المجاورة لمدينة عدن.
كما أن هناك 70 ملتحقة أخرى في محافظة أبين، و 50 فتاة ملتحقة بالأكاديمية في محافظة حضرموت، بينما لا تتوفر إحصائيات دقيقة عن أعداد المنتسبات في محافظتي المهرة وأرخبيل سقطرى.
واعتبرت العميد علياء صالح، أن فتح المجال للنساء والفتيات للعمل، خاصةً في مجالات وقطاعات جديدة، يزيد من تقبل المجتمع لرؤية اليمنيات في هذه المجالات النوعية والجديدة، أما الانكفاء والانعزال فيساعد على نمطية النظرة القاصرة تجاه دورة المرأة والفتاة اليمنية.
وأكدت لـ”العين الإخبارية” أن اليمنيين، ذكورًا كانوا أو إناثًا، يحبون ويحترمون من يعمل ويجتهد، في أي مجال، سواءً في الشرطة أو غيرها، فخلال السنوات القليلة الماضية بدأ المجتمع اليمني يتجاوز الكثير من القيود المفروضة على الفتيات، خاصة فيما يتعلق بالالتحاق بالعمل الشرطي، ربما بفعل العادات والتقاليد.
ولفتت العميد علياء إلى أن ما يزيد من كسر هذه القيود المجتمعية وتقبل التحاق اليمنيات بالشرطة، هو تحويل استراتيجية وزارة الداخلية اليمنية تجاه العمل الشرطي باعتباره خدمةً اجتماعية في المقام الأول.
وأكدت أن هذه الاستراتيجية من أولويات سياستنا القائمة على إدماج الشرطة في المجتمع، من خلال إيجاد ما يطلق عليه الشرطة المجتمعية، وهذه الرؤية ستساعد في زيادة التحاق الفتيات والنساء اليمنيات بهذا القطاع الهام.
يذكر أن مشروع أكاديمية الشرطة النسوية تتبناه المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، والتي تعمل على تأهيل وتدريب الفتيات اليمنيات الملتحقات بالعمل الشرطي.
وسبق للمنظمة الدولية أن قامت بتدريب الصحفيين اليمنيين، خلال الشهرين الماضيين، على كيفية مساعدة المجتمع بتقبل فكرة وجود شرطيات يقمنّ بخدمات أمنية واجتماعية تجاه مجتمعهنّ.