كريتر نت – نيوز يمن
أعاد التسجيل المسرب لقيادي أمني إخواني بارز، التذكير بخطورة الصمت على السيطرة الإخوانية على مؤسسة الجيش والأمن في تعز وتفخيخها بالأفكار الجهادية المتطرفة.
حيث يوثق التسجيل محاضرة ألقاها العقيد الإخواني محمد حمود اليوسفي مدير إدارة القيادة والسيطرة بأمن تعز، أمام عدد من عناصر الأمن في منتزه زايد في جبل صبر، ظهر فيها بخطاب جهادي لشيخ متطرف أكثر منها لقائد أمني.
اليوسفي تحدث في محاضرته عن المعارك الأخيرة في مأرب بين قوات الجيش والقبائل ومليشيات الحوثي، وشبه هذه المعارك بمعركة بدر التي وقعت في عهد النبي، وقال بأن الملائكة شاركت في المعارك، وزعم بأن “الله أوحى للملائكة لتثبت الذين آمنوا”، في إشارة إلى قوات الجيش الوطني.
القائد الأمني الإخواني تطرق إلى عملية تبادل الأسرى التي تمت مؤخرا بين الشرعية وجماعة الحوثي، مهاجما بشكل حاد الموقف الدولي من صفقة التبادل الذي وصفه بانه “عالم كافر طرطور لا يعترف بالحقيقة.. لم يقل هزم الشيعة وانتصر السنة”، حسب قوله.
العقيد الإخواني واصل خطابه الديني إلى الجنود حتى قال: “انتصرنا وستنتقل الشوكة من المجرمين الشيعة إلى المسلمين السنة شاء من شاء وأبى من أبى”، مهددا جماعة الحوثي باجتثاثها وقال بانه “من الآن سنغزو الحوثيين ولن يغزونا”.
هذا الخطاب الديني أعاد التذكير بخطورة سيطرة القيادات الإخوانية المؤدلجة بأفكار التطرف والجهاد على مؤسسة الجيش والأمن، وصناعة جيش وأمن بعقيدة إخوانية خالصة.
اليوسفي الذي تقول مصادر أمنية بأنه القائد الحقيقي للأمن في تعز، في تشابه للدور الذي يقوم به مستشار قائد المحور العميد/ عبده فرحان المشهور بـ “سالم” والذي يعد القائد الفعلي لقوات الجيش في تعز والقائد العسكري للإخوان أيضاً.
وبمعرفة أن سالم هو أحد القيادات الإخوانية التي قاتلت في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، يمكن إدراك خطورة الاخونة العقائدية التي تتعرض لها مؤسسة الجيش في تعز وتفخيخها بأفكار التطرف والإرهاب.
ولعل من أبرز المشاهد في هذا السياق، كان مشهد الفيديو الذي بثه ناشطون العام الماضي لـ”سالم” وهو يقف مشرفا على تدريبات لكتيبة الاحتياط التابعة لقوات المحور، وكان لافتا في مشهد التدريبات هو الصوت المصاحب لها لأحد عناصر التوجيه المعنوي التابع للمحور الذي يقوده يحيى الريمي احد ابرز قيادات الإخوان في تعز.
حيث كان صوت التوجيه المعنوي يتحدث وخلال تدريبات الجنود وبشكل حماسي عن القتال ضد اليهود والنصارى الذين قال بأنهم “خربوا بلادنا”، معرجا ايضا على معارك الجهاد في افغانستان وباكستان وكذا ارض الاندلس (إسبانيا) التي كانت تخضع لحكم الخلافة الاسلامية.
وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور الخطير ليحيى الريمي الذي تم تعيينه مديراً لشعبة التوجيه المعنوي في قيادة المحور ومنحه رتبة ”عقيد” بعد أن شغل منصب قائد القطاع الثاني في اللواء 22 ميكا، رغم أنه ”مدني تربوي”، ويعرف عنه تأييده للأفكار المتطرفة والجهادية.
ما يعني أن فرضه من قبل جماعة الإخوان في تعز بهذا المنصب ليقود مهمة تعبئة عقول أفراد الجيش في تعز بالأفكار الإخوانية المتطرفة، ويمكن قراءة ذلك بوضوح بمطالعة ما تضمنه واحد من الإصدارات الفكرية التي صدرت عن شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز، وهو الكتاب المعنون بــ”الإعداد الفكري للمقاتلين للعام 2018”.
وبمجرد الاطلاع على أول صفحة من الكتاب وهي الإهداء، تظهر بوضوح للقارئ مفردات ”مرابط، سبيل الله، مجاهد، الجنة…“، بينما لم يتضمن مفردة ”الوطن” ولا ”الشعب” ولا ”الجيش” ولا ما يشير إليها.
قراءة هذا المطبوع تخلق انطباعا بأنّ مُعدّيه ينتمون لمدرسة السلفية الجهادية التي أسسها سيد قطب وقامت على ”التكفير والجهاد”، فمفرداته لا تبتعد كثيرا عن أفكار سيد قطب الذي يعد الأب الروحي لحركات العنف الإسلامي خلال العقود الماضية.
وإلى جوار سالم والريمي، هناك قيادات عسكرية إخوانية تعمل على صناعة الجيش العقائدي الإخوانية في تعز وبعضها لم تحظ بتسليط الضوء بشكل كاف، ومنها هذه القيادات العميد / عدنان رزيق، الذي يعد من اكثر العناصر المتطرفة فكريا على مستوى القيادات العسكرية الإخوانية في تعز.
رزيق الذي تعود أصوله إلى محافظة شبوة تشير مصادر إلى أنه عمل في شبابه مرافقا لدى القيادي الإخواني البارز / عبدالمجيد الزنداني، وانتقل إلى تعز أواخر 2015م، بشكل غامض، وسط حديث عن كونه احد العناصر المتهمة بأنه أحد من قاد المجاميع المسلحة التي سيطرت على أجزاء من عدن ورفعت شعارات القاعدة بعد تحريرها من مليشيات الحوثي.
هذه الاتهامات جاءت بسبب انتقال الرجل إلى تعز عقب بدء قوات المقاومة في عدن حربها ضد العناصر المتطرفة والمرتبطة بالقاعدة، ليظهر في تعز قائدا لكتائب حسم التي اثارت الجدل بظهور عناصرها باللباس الافغاني وغلب على خطابها الإعلامي المفردات الجهادية المتطرفة.
عقب هذا الجدل تحولت كتائب حسم إلى اللواء الخامس حماية رئاسية بقيادة رزيق، ولا يعرف الدور العسكري الذي يقوم به حاليا مع عدم وجود منشآت رئاسية لحمايتها ولا جبهات قتال لهذا اللواء، وهو ما يعزز الشكوك بان اللواء هو أشبه بقوات نخبة إخوانية عقائدية بدور مرسوم ربما لم يأت الوقت المناسب له.
لم تكتف جماعة الإخوان بسيطرتها الكاملة على قوات الجيش في تعز وغرس أفكارها المتطرفة، بل سعت إلى انشاء مليشيات خارج اطارها عرفت بمليشيات “الحشد الشعبي” التي يقودها القيادي الإخواني المقيم في تركيا حمود سعيد المخلافي وممولة من قطر.
هذه المليشيات التي تقول المصادر إن قوامها ما بين 15 – 20 ألف مقاتل، جلهم من عناصر الإخوان، وتم إعداد هذه المليشيات في معسكرات الجيش الخاضع لسيطرة الإخوان وبدورات عسكرية وثقافية نوعية، لتشكل جيشا إخوانيا خالصا في حالة فشل تدجينها لقوات الجيش أو تحسبا لأي متغير سياسي قد يطيح بسيطرتها على مفاصل الجيش بتعز.
لذا اهتمت جماعة الإخوان في إنشاء مليشيات الحشد بتأهيلها عسكريا على حرب الشوارع، واقتحام المنازل والمواقع، وفكريا بالمحاضرات الدينية مصحوبة بالأناشيد الجهادية الخاصة بالجماعات الدينية المتطرفة.