كريتر نت – الحديدة
بسبب لغم أرضي تحولت حياة عائلة المواطن (منصور ناجي عبد الله مكيلد)؛ الذي غادر الحياة في اليوم السادس من شهر رمضان لعام:2018م، وهو من سكان قرى الحيمة التابعة لمديرية التحيتا جنوبي إلى عذاب وفقر إثر انفجار لغم زَرَعة عناصر الحوثيين، في أثناء ذهابه للعمل على متن درجته؛ التي يتخذها مصدر دخل لتوفير مصاريف زوجته وأطفاله الخمسة.
ومنذ استشهاد منصور، أصبحت عائلته تنام جائعة وتستيقظ دون أن تجد ما تأكله، وتذهب الأم الأرملة المسنّة قاصده طلب الرزق الحلال بصنيع يديها، ثم تعود إلى أطفالها وهم لا يحدوهم الفضول بمعرفة ما لا يكفي أن يشبع رمق جوعها هي وحدها.
تقول حنان؛ وهي أكبر أبناء الشهيد منصور: إن والدها استُشهد بلغم من مليشيات الحوثي؛ إذ جاءوا به في إحدى ليلي شهر رمضان جثة هامدة! وتضيف، مننا خمسة أطفال لا حول لنا ولا قوة، ولا أحد يصرف علينا، ثم أخذت أحد الحبال وواصلت حديثها: أمي تصنع هذا الحبل وتبيعه بخمس مائة ريال.
من جانب حنان، تقول والدتها نعمة حسن عبدالله: إن زوجها استشهد قبل عامين، في ميناء الخوخة، عند عودته من مديرية الخوخة، ولم تلبث في إكمال الحديث حتى تطأطئ رأسها قهرًا، وانهارت بالبكاء. بمجرد سماع نبرة حنان ووالدتها المكلومة تخنقك العبرات، ويأسرك الحزن العميق للحالة المأساوية التي يعيشون فيها.
ولم يعد لدى العائلة ما يعملون به لقوت يومهم، سوى الحبال التي تصنعها الأم (نعمة)، من سعف النخيل، مقابل أجر لا يتعدى واحد دولار، الأمر الذي يهدد حياة العائلة ما لم تتدخل المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات لانتشالهم من خِضَم المجاعة.