كتب : خليل السفياني
استغلال المنصب من اجل تحقيق منافع مادية ومعنوية.
الفساد اضحى آفة عالمية، إلا ان الفساد في اليمن وصل الى حد لايعقل ولايوصف، بحيث وصلنا الى نوع من الفساد المركب والذي نعني فيه تعدد انواع وصور الفساد في اليمن بطرق حتى لاتطرأ على ابليس نفسه، والذي اتصوره فاتحا فاه مستعجبا و مندهشا لدهاليز الفساد والياته.
من جهة اخرى يتبع معظم الوزراء طرقا متعددة لها اول وليس لها اخر على سبيل المثال :
فتح شركات في دول اجنبية وعربية باسماء اقارب او شخصيات قريبة او موثوق بها، ثم احالة العقود الكبيرة اليها بصورة مباشرة.
بيع العقود بصورة مباشرة او غير مباشرة عن طريق وسطاء وهي حالة اصبحت شائعة، إذ يتم بيع العقود لمقاولين او اصحاب شركات مقابل مبالغ تصل للملايين يتم تقاسمها بين الوزير والمجموعة المرتبطة معه من التجار او غيرهم
ولمدراء مكاتب الوزراء دور كبير في الفساد، بحيث يتولى مدير مكتب الوزير كل عمليات الفساد، دون القاء الضوء على الوزير.
يمارس بعض الوزراء دور الوسيط لدى التاجر عن طريق التهديد او الترغيب، ولبعض الوزراء اداور كبيرة في الفساد، ومن المفارقة ان بعضا منهم يتحدث عن الفساد ليلا نهارا، وهم اكثر الوزراء فسادا.
وزراء أصبحوا يدعوا الله بأن تطول الحرب
حتى يستمروا في فسادهم
وزراء أصبحوا يمتلكون عقارات وفلل واراضي وتجاره
اصبح لكل وزير شلة فساد متنوعة من اصحاب المصالح يزرع الثقة بهم. وإعلاميين يسبحون ليل نهار للوزير حتى يلمعونهم
يلجأ الوزراء الى تعيين اخوانهم واقاربهم في الوزارات وبعضها في درجات وظيفية عليا دون مؤهلات حقيقية،الى درجة بات هذا الامر شيئا مقبولا ولا يخضع للمسائلة ولم تثره اي لجنة نزاهة.
وهذا يعني ايضا فساد الوزير يخلق توقعا لوكيل الوزير ان لديه الحق بالفساد، والذي ايضا يخلق بدوره توقعا للمدراء العموم وهكذا الى ان نصل الى منظومة من الفساد نبدأ من الوزير الى الغفير.
لذا تحول اليمن الى “دولة حرامية” بكل معنى الكلمة والمفارقة هنا ان الفساد تحول من ظاهرة عابرة الى مؤسسة صلدة،
لذا ليس غريبا، ان اليمن يتصدر قائمة الدول من حيث الفساد، وتذكر منظمة الشفافية العالمية حقيقة مفادها انه كلما كثرت المؤسسات عددا التي تحارب الفساد ازداد الفساد، وهذه حقيقة بتنا نراها في اليمن على نحو واضح.
لقد اصبحت الطبقة السياسية والمرتبطة بها تتحكم بمصير اليمن، وبدأت تهيمن شيئا فشيئا على مقدرات اليمن وثرواته على حساب المواطنين، ومن المؤسف ، نحن بلد غني بكل شئ لكن مقدر عليه ان يعيش فقيرا.والغريب بل المعيب جدا ان نرى احزمة البؤس والفقر والجوع والمرض والذل والاهانه منتشرة في جميع محافظات اليمن مع كل هذه الثروات، يؤسفني ان اكرر القول لقد تحولنا الى “دولة حرامية”
الكل ينهش وينهب باسم الوطن
وزراء يعيشون في عواصم عربيه وكل آخر شهر يستلمون رواتبهم
بينما الشعب اليمني يتجرع الويل والهوان والذل
فكيف تريدون لنا النصر !!