كريتر نت – صحف
قال الكاتب السياسي السعودي “طارق الحميد”، اليوم الخميس، إن وقف الحرب في اليمن يتطلب وقف تمدد الإرهاب الإيراني بالمنطقة أولا.
وأضاف في المقال الذي نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية، أن وصول جو بايدن للرئاسة الأمريكية يعني أننا سنمر بموسم التحريض، وأبسط مثال هنا مقال منشور في معهد بروكنجز عن الحرب في اليمن، ومطالبة بايدن بإيقافها.
ويفيد: كاتبا المقال يقولان، وبصورة انتقائية، إن الحرب في اليمن تعزز فرص إيران في التواجد هناك، وإنه في حال وضعت إدارة ترمب الحوثيين على قائمة الإرهاب فإن ذلك يعني عدم الاستقرار باليمن، وهذا تحليل رغبوي، وتضليل.
ويشير إلى أن أول خطوات التضليل في مثل هذا الطرح، وخصوصا في أمريكا، هو تجاهل الانطلاق من نقطة الأصل؛ النقطة المحورية، وهي أن الحوثيين قاموا بالانقلاب على الشرعية في اليمن، واستولوا على صنعاء بالقوة.
وتابع الكاتب في مقاله: لم يكن ليتم ذلك دون دعم إيراني واضح ومثبت، ومعروف، ونتج عن ذلك الانقلاب تهديد للأمن القومي السعودي، حيث إن انقلاب الحوثيين باليمن يعني أن إيران تريد خلق حزب الله جديد على الحدود الجنوبية للسعودية.
ويرى أن القول بأن وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب الأمريكية قد يؤدي إلى تعقيد فرص التوصل لتسوية أو اتفاق هو مجرد تسطيح، فمحاربة أمريكا لطالبان لم تحول دون تفاوضهما. ووضع حزب الله على قوائم الإرهاب لم تعق التدخل الأمريكي بالملف اللبناني.
وأشار إلى أن الأمر نفسه ينطبق على وضع جبران باسيل على قوائم العقوبات الأمريكية بتهمة الفساد، والأمر نفسه مع الحشد الشعبي، والمليشيات الإيرانية بالعراق، والتي تستهدف المنطقة الخضراء، والسفارة الأمريكية ببغداد.
وأوضح ” الحميدي” ما لا يفهمه البعض، ومنهم المحرضون، الذين لديهم أسباب أخرى غير التباكي على الأوضاع باليمن، الذي هو نتاج انقلاب الحوثيين الذين أعدموا حتى حليفهم علي عبد الله صالح، مالا يفهمه هؤلاء أن حرب اليمن أوقفت التمدد الإيراني، وليس العكس.
وأفاد بالنسبة لمعهد بروكنجز يقول لي خبير: «لو كان لمعهد بروكنجز عين متجردة، لأدرك أن موطئ القدم الذي تُهرّب إيران سفيرها إليه، كان سيتحول لولا ست سنوات من كفاح اليمنيين المدعوم من تحالف أشقائهم العرب، إلى ولاية إيرانية خالصة وقاعدة انطلاق لفيالق ميسرة جيش الولي الفقيه التي كانت ستطبق مع ميمنة ذلك الجيش المشؤوم في العراق والشام على المشرق العربي بمياهه وثرواته وبشره وحجره».
مضيفا: «أما أسوأ كارثة إنسانية، فالحروب لا تولد إلا المآسي التي توثقها لغة الأرقام.. فلنرجع إليها لنعرف أن حرب اليمن التي فرضت على السعودية استخدام حقها في الدفاع عن نفسها، أن لا مقارنة بين الأوضاع الإنسانية في اليمن ومثيلاتها في بلد مثل سوريا أنكب أطفاله على وجوههم البريئة في إقليم الأبيض المتوسط طلباً للنجاة من أسلحة الدمار الشامل الكيميائية، وبراميل المتفجرات التي استخدمها النظام الحليف لإيران لإرهابهم».
واختتم مقاله بالقول: على من يريد وقف الحرب باليمن أن يوقف تمدد الإرهاب الإيراني بالمنطقة أولا.