كريتر نت – الشبكة العربية للأنباء
خلال هذه السنوات شهدت صنعاء ازدهاراً كبيراً في تجارة الحشيش والمخدرات، لأول مرة يكون الحشيش رائجاً بهذا الشكل والكمية، ومن المعروف أن أكبر تجار الحشيش والمخدرات هم من القيادات الحوثية “من صعدة” وسجل مكافحة المخدرات “في عهد الدولة” يثبت أسماء المهربين وتجار الحشيش من أبناء صعدة، ويعملون لصالح الحوثي.
“عبود”، وهو الاسم الذي أراد أن نطلقه عليه في هذا التقرير، لحماية نفسه وعدم الكشف عن هويته الحقيقية، خوفاً من اغتياله، يعمل عبود تاجر حشيش في صنعاء بعد ثلاث سنوات اختفى خلالها في صعدة، عندما ذهب للعمل هناك “عمل حر”، ثم عاد إلى صنعاء كتاجر حشيش لصالح جهات في الحركة الحوثية.
يقول “عبود” إنه أثناء تواجده في صعدة في البداية كان الوضع صعباً أن تحصل على عمل بأجر يومي، أو أن تعمل “كمقوت”، لأن “القات” بحاجة إلى رأسمال “ضمار”، لكن أحد الأشخاص من أبناء صعدة ساعده وأقرضه مبلغا من المال من أجل أن “يقوت”، ولم يدرك عبود أن البداية كانت من تلك اللحظة التي قبل فيها القرض.
بعد عام واحد وبعد أن تعمقت العلاقة بين عبود والشخص الذي ساعده والذي أطلق عليه (أ.ن.ح)، أصبح عبود مدمن حشيش، ومتعاطياً له بشراهة، إلى درجة أنه لم يواصل عمله “كمقوت” وأصبح مرة أخرى مفلساً، وأصبح من السهولة استدراجه للعمل كموزع حشيش لصالح (أ.ن.ح).
يتحدث عبود عن تجربته في التوزيع، على نطاق مدينة صعدة، والمخاطر التي كان يواجهها، والخوف الذي كان ينتابه في البداية أثناء التوزيع، وكذلك أثناء تعاطي الحشيش، لكن بعد فترة تبدد الخوف عندما عرف أنه محمي من (أ.ن.ح)، كونه قياديا في جماعة الحوثي، يمتلك شبكة من الموزعين والمهربين، تمتد هذه الشبكة إلى صنعاء وذمار والحديدة.
ليس هو الوحيد من يمتلك شبكة توزيع وتهريب، يقول عبود، هناك آخرون قيادات في الجماعة الحوثية يمتلكون شبكات توزيع الحشيش وتهريبه على نطاق المحافظات وإلى السعودية والخليج ايضاً.
عبود الآن انتقل مجال عمله ونطاق التوزيع إلى صنعاء، وقد تحسنت حالته المادية نوعاً ما، لكن إدمانه للحشيش أضر بصحته كثيراً. عمله في صنعاء، كما يقول، أفضل من صعدة، هنا أرباح كبيرة وتوزيع أكثر، حيث نسبة الشباب المتعاطي للحشيش تتضاعف كل يوم.
الأموال التي يتم توريدها، كما يقول عبود، إلى الأخ (أ.ن.ح) أسبوعياً تصل إلى الملايين، تتناسب مع كمية الحشيش الذي يتم توزيعه والصنف والجودة، هذا الأمر يجعلك أن تكسب أكثر بكثير من تجارة “القات” والهيانة والتعب، كما يتحدث عبود، والذي رفض أن يذكر أكثر من هذه التفاصيل.
ليس عبود وحده ضحية الحوثي وتجارة الحشيش، هناك العشرات الذين تستخدمهم قيادات جماعة الحوثي للعمل كمهربين وموزعين، لكن ليس بالسهولة أن تكون أحد هؤلاء الموزعين أو المهربين، تجتهد قيادات الحوثي في الاختيار والتدريب، لأن العمل بحاجة إلى كفاءة وإدمان وسرية تامة.
صنعاء اليوم مرتع للإدمان وتجارة الحشيش، يخسر المجتمع أبناءه، ويكسب الحوثي مئات الملايين.. يخسر الناس أنفسهم ويربح الحوثي المال والسلطة وانحلال المجتمع، ليسهل عليه اصطياده والتحكم به.. إلى متى يربح الحوثي ويخسر المجتمع؟!