كريتر نت – العرب
يمكن وصف عام 2020 على أنه عام الأزمات العالمية الصحية والسياسية والبيئية والاقتصادية، ويبدو أن مجموعة العشرين في نسختها الجديدة عالقة بين تلك القضايا الأربع الحساسة وطريقة استجابة المنتدى تثير أسئلة حول ما إذا كانت تواجه أزمتها الوجودية.
ومع انتهاء الانتخابات الأميركية الفوضوية والانتقال الرئاسي بالإضافة إلى تفشي جائحة كوفيد – 19 التي تتصدر عناوين الصحف العالمية وأيضا الأزمة الاقتصادية العالمية فإن من باب الواقعية القول إن السعودية قامت بما يلزم حتى تُنجح اجتماعات مجموعة العشرين.
وترى إيرين واتسون لين مستشارة الشؤون الخارجية في أستراليا أن هناك ضغوطا كبيرة أكثر من المعتاد قد تؤثر في نجاح قمة قادة مجموعة العشرين لهذا العام.
وتشير لين في تحليل نشره موقع معهد ألوي الأسترالي إلى أن هناك سببين لذلك؛ الأول هو أن مجموعة العشرين تواجه أول أزمة حقيقية لها منذ إنشاء المنتدى لمعالجة الأزمة المالية العالمية لعام 2008 وقد اختبر هذا استمرار أهميتها وفعاليتها. أما السبب الثاني، فيتعلق بمدى تحقيق السعودية لنجاح في تنظيم القمة وكيف ستدفع بكل حملات التشويه التي تعرضت لها طيلة رئاستها القمة.
ومنذ الأزمة المالية العالمية، اتسعت ولاية مجموعة العشرين، وتضخمت مشاركتها المدنية وتحاول مجموعات المشاركة بشكل متزايد معالجة التحديات التي تتجاوز التعاون الاقتصادي العالمي. ولكن التفويض الموسع دون آليات منظمة سيشكل دائما تحديا، على الرغم من السرعة التي تترافق مع الحد الأدنى من البيروقراطية.
ومع ذلك، ربما ساعدت الاجتماعات الافتراضية عبر تطبيق زووم مجموعة العشرين في التغلب على بعض أوجه القصور التي تزداد إشكالية، أحدها أن الاجتماعات نفسها أصبحت هدف المنتدى، وليس المنصة أو الآلية لاقتراح ومناقشة السياسة.
ومن خلال اندفاع العالم إلى التنقل في الاجتماعات عبر الإنترنت، زاد التركيز وتكرار الاجتماعات ولم تعد هناك حاجة لتأمين التمويل والسفر، وتم تقليل الحواجز التي تحول دون الحضور وشحذ جداول الأعمال. وقد حقق قمة مجموعة العشرين الذي يقترح توصيات سياسية لتمكين المساهمة الاقتصادية للمرأة، على الأقل بثلاثة أضعاف ما كان عليه في السنوات السابقة.
وتعتقد لين، وهي زميلة أولى في مركز بيرث يو إسيا في جامعة أستراليا الغربية، أن هناك مشكلة هيكلية أعمق تتمثل في عدم وجود مكان للمرأة على طاولة صنع القرار بين أهم الاقتصادات في العالم.
والهدف النهائي لمجموعة العشرين، هو بيان القادة، فمن المقرر أن يصدر وهو يعتمد على إجماع جميع الدول الأعضاء، في حين قد يتم الحكم في قدرة السعودية على إنجاحها رغم سيل الاتهامات الموجهة لها وما إذا كان قد تم التوصل إلى توافق في الآراء، ولذلك فإن الأمر يستحق اللجوء إلى التحديات الأخرى التي قد تؤثر على نتيجة قمة هذا العام.
وتثبت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية بالفعل أنه من الآن وحتى التنصيب، ستكون القيادة الولايات المتحدة غير متوقعة فقد كان لقرارات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وقع كبير على العالم وقد تراجع دور واشنطن في تعزيز المؤسسات العالمية على مدى السنوات الأربع الماضية.
ويفضل ترامب مجموعة السبع القوية والموسعة بدلا من مجموعة العشرين، وقد يفسر هذا أيضا بعضا من تراجع في زخم قمم المجموعة خلال السنوات الأخيرة خاصة في ظل العديد من الملفات الشائكة الأخرى بين القوى الرئيسية في العالم.
وهناك ما يمكن إضافته حول قمة مجموعة العشرين أكثر من عدم القدرة على التنبؤ بالأشهر المتبقية من رئاسة ترامب، فقد يؤثر التوتر الحاصل في العديد من القضايا الدولية والإقليمية على الأساليب التي يمكن اتباعها لتنفيذ أي توصيات كما حصل في قمم سابقة.
في الواقع، لن يكون من غير المعروف أن الخلاف يعيق طريق البيان المشترك النهائي فعدد حالات الإصابة بكورونا بين دول مجموعة العشرين هائل، مع وجود أعلى خمس دول من حيث الإصابة جميعها في مجموعة العشرين، وهي الولايات المتحدة والهند والبرازيل وفرنسا وروسيا.
وترى لين أنه من المؤكد أن التوتر بين الدول بين الضرورة الملحة للاستجابة الصحية والاستجابة الاقتصادية سيؤثر على كيفية وما سيكون قادة مجموعة العشرين على استعداد لتأييده.
وكل هذا يشير إلى منتدى متعدد الأطراف يُحتمل أن يكون ضعيفا، بدلا من منتدى فعال، يفتقر إلى القدرة على معالجة أزمة عالمية عند الحاجة. وإذا كان هذا هو الحال في ختام قمة القادة 2020، فإن التساؤل الأكثر إلحاحا هو لماذا تستمر مجموعة العشرين في الوجود؟