كريتر نت – متابعات
أسطوانات تالفة وأخرى مخالفة للمقاييس اليمنية تعج بها مأرب ومنشأة الغاز بالمحافظة تستبدل 24 الف أسطوانة تالفة وتحد من تسرب الغاز لمناطق سيطرة الحوثيين
تعج الأسواق اليمنية بأسطوانات الغاز المنزلي تالفة وأخرى مخالفة لمقاييس تهدد حياة المواطن في قعر داره، ويستغل تجار يمنيين وخارجيين الوضع العشوائي الذي تعيشه اليمن في ظل الحرب لإدخال أسطوانات عشوائية لا تطابق المواصفات المحددة للبلد.
وأدخلت عشرات الآلاف من أسطوانات الغاز إلى اليمن عبر المنافذ البرية من الدول المجاورة مخالفة للمواصفات والمقاييس المحددة للبلد لتزيد من معاناة المواطن ومخاطر إضافية على حياة اليمني داخل منزله، بالإضافة إلى توقف عمليات صيانة أسطوانات الغاز السابقة والتي باتت تهدد حياة الناس بعد امتلاء الأسواق بها.
واحتجزت غرفة عمليات منشأة غاز مأرب قرابة 4500 أسطوانة، وحولتها إلى عدن ضمن إجراءات مصادرة الكمية والتي كانت قد قدمت إلى مأرب مخالفة للمقاييس والمواصفات المحلية.
وقال مدير منشأة غاز مأرب علي هادي غريب في تصريح خاص لـ ” الموقع بوست ” إن المركز الفني والرقابي في مأرب التابع لمنشأة الغاز قام بحجز ومصادرة أكثر من 1500 أسطوانة مخالفة للمقاييس، بالإضافة إلى كميات أخرى كبيرة احتجزت في عدن تقدر بـ 3000 أسطوانة غير موافقة للمقاييس.
وأضاف “نحن في منشأة غاز مأرب لانقبل أي اسطوانة غير موافقة للمواصفات، لما لذلك من مخاطر على حياة المواطنين في منازلهم، وما قد تحدثه من أضرار مادية وبشرية في الأسر.
وأشار غريب إلى أن تلك الاسطوانات الغير موافقة للمواصفات والمقاييس اليمنية تدخل عبر المنافذ اليمنية وهي التي تتساهل بدخول مثل هذه الاسطوانات بشكل مستمر للبلاد، لافتا إلى أن فريق منشأة غاز مأرب يقوم بجهوده لمنع تلك الاسطوانات من التداول في المحال التجارية، ولدى التجار، وكذا منعها من التداول بين يدي المواطنين، لأنها تعد خطرة وقد تنفجر وتؤدي لحرائق في المنازل وتسبب كوارث كبيرة، حد قوله.
مصدر الاسطوانات التالفة
وقال غريب إن الاسطوانات التالفة تنتشر هي الأخرى في الأسواق ولدى وكلاء الغاز والمواطنين بصورة كبيرة، بسبب توقف أعمال الصيانة في البلاد منذ ست سنوات بانتهاء العقد بين شركة الغاز اليمنية والشركة اليمنية لصيانة اسطوانات الغاز التي تسيطر عليها جماعة الحوثي والواقعة تحت مناطق سيطرتها .
وأكد أن منشأة الغاز بمأرب استبدلت خلال العام الجاري فقط 24 ألف أسطوانة تالفة، بأخرى جديدة وذلك من مخزون المنشأة الاحتياطي.
وتابع إن “ملاحظة وجود كميات كبيرة من الاسطوانات التالفة المستخدمة منذ سنين دون خضوعها للصيانة لدى الوكلاء والمواطنين، جعلنا نسحب من الكميات الاستراتيجية لدينا من المخزن لاستبدال الاسطوانات التالفة التي بحوزة الوكلاء والمواطنين وتم استبدال التالف حتى استنفدنا 24 ألف أسطوانة جديدة من مخازن المنشأة والمعاد صيانتها حتى اليوم، وأصبحت التالفة تملئ المخازن لدينا وباتت من الضرورة إعادة صيانتها أو استبدالها”.
وأشار إلى أن الاسطوانات الوافدة عبر المحافظات الأخرى إلى مأرب هي سبب ازدياد واستمرار تواجد الاسطوانات التالفة في المحافظة بفعل أسعار الغاز بمأرب مقارنة بأسعاره في المناطق الأخرى وانعدامه هناك والذي أدى ذلك أيضا إلى استمرار تسرب أسطوانات الغاز المعبئة إلى المحافظات الاخرى رغم جهود منعها في مارب.
ولفت غريب إلى أن الغاز المنزلي يباع في مأرب بسعر رسمي حيث يباع للوكيل بقيمة 1850 ريال للأسطوانة ويبيعها الوكيل للمواطن بقيمة 2200ريال وتتم العملية بالقيمة المقدمة وتورد الأموال بنفس اليوم إلى الصندوق في المنشأة ويوردها بدوره الصندوق إلى البنك خلال اليوم الثاني من البيع وتورد إلى رصيد المنشأة، وفي نهاية الشهر يقفل حساب المنشأة ويورد إلى حساب الشركة، ومن ثم تورد كل الأموال إلى حساب الحكومة نهاية كل شهر وهكذا تدور العملية خلال العام.
صفقة لشراء مليون اسطوانة غاز
يشير مدير منشأة غاز مأرب إلى أن الحكومة بصدد تنفيذ اتفاقية لاستيراد مليون أسطوانة عبر شركة سعودية بحسب المواصفات اليمنية على مراحل متعددة، وحددت الصفقة المتفق عليها رسميا بين الطرفين على أن يكون العدد الأولي للطلب 100 ألف أسطوانة خلال العام القادم والتي تأجلت بسبب كورونا، وذلك كتجربة أولية .
يضيف غريب وهو أحد اعضاء الفريق الحكومي لإنجاز صفقة شراء الاسطوانات إلى أن هذه الصفقة تعد انجاز كبير وان منشأة مأرب تخطط لحصة المنشأة بانها لن تبقى في المخازن كونها جديدة وسنصرف تقريبا نصف الكمية لتبديل الاسطوانات التالفة، وسحبها من السوق ومن ثم نعيد صيانتها وذلك بسبب الضغط الكبير على مارب من جميع النواحي في ما يخص الغاز المنزلي (ضغط بتوافد الاسطوانات التالفة من مختلف المحافظات وضغط من خلال سحب كميات الغاز المستحق لسكان المحافظة، وضغوط داخل المحافظة من خلال الكميات الكبيرة التي يحتاجها السكان من الغاز المنزلي يوميا وكبار المستهلكين)، حد قوله.
عائدات الغاز المنزلي
وأوضح مدير منشأة غاز مأرب أن الوضع حاليا في مأرب، فيما يخص استهلاك الغاز المنزلي تعدت النسبة الطبيعية في الاستهلاك، لكن بجهود فريق العمل في المنشأة الذي يعمل بفترتين غطى بقدر الاستطاعة احتياجات المستهلكين.
وصرحت السلطة المحلية والشركة اليمنية للغاز في مأرب لخمس شركات غاز خاصة، إحداها لتغطية المركبات وباصات الأجرة التي تعمل بمادة الغاز وذلك باشراف منشأة غاز مأرب ورقابتها.
وقال غريب إن هناك لائحة أعطت القطاع الخاص حق المشاركة في تقديم الخدمات العامة للمواطنين إلى جانب القطاع الحكومي وفي مأرب أعطى القطاع الخاص مساحات واسعة في الاستثمار في تقديم خدمة الغاز المنزلي وفتح له خمس محاطات غاز خاصة في المحافظة وجميعها تخضع لأشراف ومراقبة منشأة غاز مأرب.
وخلال العام المنصرم بلغت مبيعات الغاز المنزلي بمأرب حوالي تسعة مليار ريال بكمية 2000 أسطوانة موزعة على 269 وكيل لبيع الغاز بمحافظة مأرب، حسب التقرير السنوي للمنشأة.
وشهدت منشأة غاز أرب عملية صيانة وتحديث خلال الشهر الماضي لتطوير عملها وتحديث أجهزتها بشكل يتناسب مع تقديم الاحتياجات والخدمات لدى المواطنين في مأرب، حسب ما يوضحه التصوير البياني.
وتعد منشأة مأرب للغاز واحدة من سبع منشآت أخرى متوزعة على سبع محافظات هي عمران الحديدة صعدة عدن حضرموت ذمار مأرب، وجميعها تتبع مركز الشركة اليمنية للغاز المسال.