كريتر نت – العرب
قدرت إحصاءات لمنظمات خيرية أن تسعة من كل عشرة أشخاص في العشرات من الدول الفقيرة قد يفوتهم تلقي لقاح كورونا خلال الأشهر المقبلة لأن الدول الغنية لديها جرعات أكثر بكثير مما تحتاج إليه.
وتستمر دول غنية في عقد اتفاقيات للحصول على كميات أكبر تحسبا لمضاعفات الوباء في مراحل قادمة، فقد اشترت كندا ما يكفي لتطعيم سكانها خمس مرات.
وقال تحالف لقاحات الشعب، الذي يضم مؤسسة “أوكسفام” الخيرية، ومنظمة العفو الدولية ومنظمة العدالة العالمية الآن، إن الدول الغنية التي يسكنها 14 في المئة من سكان العالم قد اشترت 53 في المئة من إجمالي مخزون اللقاحات الواعدة حتى الشهر الماضي.
وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول الراغبة في احتكار ما تنتجه الشركات المنتجة للقاح.
وقال أليكس عازار وزير الصحة الأميركي إن لدى بلاده خيارات للحصول على ما يصل إلى 500 مليون جرعة من لقاح فايزر.
ووقّع الرئيس دونالد ترامب مرسوما يمنح بلاده أولوية في تسلّم اللقاحات المنتجة في الولايات المتحدة، قبل تصديرها إلى بلدان أخرى، وتعهد الرئيس المنتخب جو بايدن بتلقيح مئة مليون شخص في أميركا خلال الأيام المئة الأولى من ولايته.
وتظهر هذه الأرقام أنه من الصعب أن تترك الدول الثرية الفرصة أمام الدول الفقيرة للحصول على لقاحات في وقت مبكر، وأن الأمر قد يتأجل إلى الربيع أو بداية الصيف.
وحث تحالف لقاحات الشعب شركات الأدوية، التي تعمل على إنتاج لقاحات كورونا، على أن تشارك التكنولوجيا والملكية الفكرية بشكل علني من خلال منظمة الصحة العالمية حتى يمكن تصنيع المزيد من الجرعات.
وقالت مهجة كمال ياني، مستشارة تحالف لقاحات الشعب، “لا ينبغي أن تحدث مثل هذه المعركة بين الدول لتأمين جرعات كافية”.
وأضافت ياني لوكالة رويترز “خلال هذه الأوقات الصعبة، يجب إعطاء الأولوية لحياة الناس وسبل عيشهم قبل أرباح شركات الأدوية”.
وقال التحالف إنه في حين تلقت أكثر المجموعات المعرضة للإصابة بالفايروس في بريطانيا يوم الثلاثاء الجرعات الأولى للقاح الذي طورته شركتا فايزر وبايونتيك، فإن معظم الناس في 67 دولة فقيرة، بما في ذلك بوتان وإثيوبيا وهايتي، يواجهون خطر التخلي عنهم.
وأضاف التحالف أنه من بين لقاحات كورونا الثلاثة التي تم الإعلان عن نتائج فاعليتها، حصلت الدول الغنية على جميع الجرعات المتاحة تقريبا من شركات فايزر وبايونتيك وموديرنا.
استحواذ على حصة الأسد من اللقاحات وترك البلدان الفقيرة
وكشف التحالف أنه بينما تعهدت شركة “أسترازينيكا” وجامعة أكسفورد بتوفير 64 في المئة من جرعاتهما للناس في الدول النامية، فإن ذلك لن يصل إلا إلى 18 في المئة من سكان العالم بحلول العام المقبل على أقصى تقدير.
واستخدم نشطاء بيانات من شركة المعلومات والتحليلات العلمية “آيرفينيتي” لتحليل الصفقات المبرمة بين الدول وثماني شركات مرشحة لإنتاج اللقاحات، بما في ذلك “سينوفاك” الصينية، و”سبوتنيك” الروسية.
وقالت مؤسسة “أوكسفام” الخيرية إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واليابان وسويسرا وأستراليا وهونغ كونغ وماكاو ونيوزيلندا وإسرائيل والكويت قد حصلت على 53 في المئة من هذه الجرعات المحتملة.
وقال ستيف كوكبيرن، رئيس العدالة الاقتصادية والاجتماعية بمنظمة العفو الدولية، في بيان “بشراء الغالبية العظمى من جرعات اللقاحات في العالم، تكون الدول الغنية قد انتهكت بذلك التزاماتها في مجال حقوق الإنسان”.