كريتر نت – العرب
رحبت سلطنة عُمان بإعلان المغرب عن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأنها تأمل أن تعزز هذه الخطوة مساعي السلام في الشرق الأوسط، في موقف لا يستبعد المراقبون أن يكون أولى إشارات مسقط عن استعدادها للتطبيع، وأن تكون ضمن قائمة الدول المعنية بإقامة اتفاقيات مع إسرائيل، والتي سبق أن أشار إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتوقع أن يتزايد عددها قبل نهاية مدته الرئاسية في يناير المقبل.
وأشاد بيان لوزارة الخارجية العمانية بما أعلنه العاهل المغربي الملك محمد السادس في اتصاليه الهاتفيّيْن بالرئيس الأميركي والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال البيان إن سلطنة عمان “تأمل أن يعزز ذلك من مساعي وجهود تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط”.
وفي السابق، أشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إلى أن عُمان يمكن أن تكون مرشحا آخر محتملا لتطبيع العلاقات. ولم تتحدث السلطنة عن احتمالات التطبيع.
ويرى مراقبون أن الخطوة المغربية ستكون نقطة فاصلة في مسألة التطبيع، لأن المغرب بعيد عن الحساسيات الإقليمية ولن يتهمه الفلسطينيون ولا قياداتهم بشيء، ومواقفه في دعم قضية القدس معروفة للجميع.
وأشاروا إلى أن الأمر سيشجع دولا مثل سلطنة عمان على الإقدام على التطبيع، وخصوصا أن العهد الجديد بقيادة السلطان هيثم بن طارق يستعد لإعادة النظر بشكل شامل في سياسات البلد الخارجية بما يتوافق مع تغيرات كبيرة تحدث على كل المجالات في المنطقة والعالم.
ولن تجد القيادة الجديدة حرجا في اتخاذ خطوة شبيهة بالخطوة المغربية والانفتاح على إسرائيل في ظل المناخ الإقليمي الحالي بعد الاتفاقيات التي عقدتها كل من الإمارات والبحرين والسودان.
كما أن السلطان الراحل قابوس بن سعيد قد فتح الباب في أكثر من مناسبة للتعامل الإيجابي مع إسرائيل، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بين آخر الزعماء العالميين الذين التقوا السلطان قابوس قبل رحيله، مما يشير إلى الأهمية التي كان يوليها السلطان الراحل للعلاقة مع إسرائيل.
وبعد الزيارة، وصف نتنياهو المحادثات مع السلطان قابوس قائلا “كانت مهمة لدولة إسرائيل وأمنها”. كما قال إن السلطان قابوس أقرّ له بأن “شركة الطيران الإسرائيلية ‘إل عال’ تستطيع التحليق فوق الأراضي العمانية”.
موقف عماني اتسم بالعقلانية والهدوء من مسألة التطبيع
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحات لاحقة إلى أن بلاده قررت البحث عن السلام بشكل مباشر مع الدول العربية دون رهنه بتقدم المفاوضات مع الفلسطينيين.
وقال “عندما ألتقي زعماء عربا يقولون لي لدينا مصالح أمنية واقتصادية ونريد أيضا أن نتمتع بثمار التقدم ومن الآن فصاعدا لن نضع تطبيعنا مع دولة إسرائيل رهينة بيد نزوات الفلسطينيين”.
وإن لم تعلن سلطنة عمان آنذاك عن التطبيع مع إسرائيل، فإن موقفها اتسم بالعقلانية والهدوء في تناول هذا الملف حين اعتبرت أن وجود إسرائيل أمر مسلم به.
وقال وزير الخارجية السابق يوسف بن علوي إن “إسرائيل دولة موجودة بالمنطقة ونحن جميعا ندرك هذا”.
وقابلت وسائل الإعلام العمانية ببرود تصريحات للمفتي العماني أحمد بن حمد الخليلي، حذر فيها من التطبيع، ووصف فيها الاتفاقيات الجديدة بالظاهرة السلبية وبـ“التودد للعدو”. كما حذر من “المساومة على المسجد الأقصى”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين قد زار السلطنة في عام 1994، وفي عام 1996 وقع الجانبان اتفاقية لفتح مكاتب تمثيلية تجارية. وفي أكتوبر 2000، بعد أسابيع من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أغلقت عُمان هذه المكاتب.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت سلطنة عمان تأييد اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
وأشار بيان من وزارة الخارجية العمانية إلى “تأييد السلطنة قرار الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل، في إطار الإعلان التاريخي المشترك بينها والولايات المتحدة وإسرائيل”، وذلك بعد إعلان ترامب عن رعايته للاتفاق، وحضوره مراسم التوقيع.
وذكر البيان رغبة السلطنة “في أن يسهم ذلك القرار في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، بما يخدم تطلعات شعوب المنطقة في استدامة دعائم الأمن والاستقرار”.