كتب : العميد فضل العيسائي
سألني احد الاصدقاء لماذا لم تكتب عن الاتفاق والحكومة الجديدة فكان ردي ان هكذا وضع يدعو الى وقفة تأمل حتى تتضح الرؤية لاني لا ارى صدق النوايا من قبل كل الاطراف ، فالشرعية المتأكلة دخلت هذا الاتفاق وهي في اسواء وضع ففي الجانب العسكري منيت في العام المنصرم بهزائم متتالية واصبح العدو.
( اذا افترضنا ذلك ) يقرع ابواب مأرب ، وفي الجانب الاقتصادي اصبح الريال يقرع ابواب الالف للدولار الواحد وفي الجانب السياسي ظهرت تعدد الفرق داخل جسم الشرعية فرقة تتبع تركيا وقطر وتظهر معارضة علنية لتوجهات الرئيس في اقلب الملفات وفرقة تابعة للامارات توجهها واضح حيثما تكون مصلحة الامارات تكون وفرقة متمسكة بالسعودية وكما يقول السفير آل جابر يقولوا ( تم ) .
وكذلك الانتقالي في وضع لايحسد عليه فهو بين مطرقة الاستحقاقات الجنوبية الذي ضحى في سبيلها آلاف الشهداء الابطال وسندان توجهات الكفيل ..
وكذلك هو الراعي قائد التحالف متذبذب بين تلبية التوجهات المتناقضة للاطراف الداخلية اليمنية الحليفة والضغط الداخلي والدولي لسرعة حسم المعركة التي طال امدها او الجنوح للسلام وهو مالايقبله على الاقل بالمرحلة الراهنة .
لذلك نرى هذا التناقض المركًب في الاهداف المتناقضة للفرقاء ويجعلنا في حيرة ويتوجب عدم الافراط في التفاؤل .
لكن ثمة سببين تفتح لنا نافذه صغيرة للتفائل باعتبارنا داخل المعمعة واكثر من يكتوي بنارها فايقاف نزيف الدم في المعركة العبثية التي كانت تدور رحاها في ابين عمل عظيم لايمكن التقليل من اهميته الوطنية والاخلاقية ،وايقاف التدهور الاقتصادي والاجتماعي والتقاط الشعب لانفاسه والبدء في تلبية متطلبات الشعب المعيشية والخدماتية بعد ان وصل الوضع الى حافة الكارثة سبب آخر ومدعاة للتفاؤل ايضآ .
لذلك دعونا نراقب تصرفات الاطراف في المرحلة القادمة بحيادية فهل يحسنوا النوايا ويعوا ان وضع الشعب وصل حد الكارثة ويحترموا ماتعاهدوا عليه ويتجنبوا العودة للمحاكة السياسية واللامبالاة في عواقب الصراع على عامة الشعب من خلال المؤشرات التالية لكل طرف .
اولآ : يقاس مدى التزام الشرعية بالاتفاق واداركم لخطورة الوضع باجراء اصلاحات مالية عاجلة تمكنها من الايفاء برواتب الموظفين وتحسين الخدمات وايقاف تدور العملة وايقاف تحريك شلل الفسادة التي تعبث بالخدمات العامة .
ثانيآ :اما الانتقالي يقاس مدى التزامه بالاتفاق هو الموائمة بين متطلبات الاتفاق والحفاظ على منجزات شعب الجنوب التي تحققت بفضل تضحيات آلالف الشهداء الابطال وهو تحدي كبير فأن لم يدعو شعب الجنوب الى النفير وفتح معركة داخلية جديدة في العام القادم فذلك نجاح كبير .
ثالثآ : اما الراعي للاتفاق فانه ملزم وباعتبار ان الاتفاق صنيعته والحكومة حكومته فالمقياس دعم العملة اولا والانعاش الاقتصادي ثانيآ ونقل كل القوات وبالذات المنتظمة الى ساحة مواجهة العدو الحوثي المجوسي ثالثآ .
ثمة امر يجعلني ان لا نفرط بالتفاؤل وهو معرفتنا لطبائع الاطراف ولان( الطبع يقلب التطًبع )
لذلك دعونا نراقب الامور ونتمنى الافضل دائمآ ومتشائلون .