كريتر نت – متابعات
بدا المشهد في صنعاء كما لو أنك في مدينة إيرانية تحيي الذكرى السنوية الأولى لمصرع قائد الحرس الثوري قاسم سليماني، وترفع صوراً كبيرة على الحيطان، والشوارع وتتوشح باللون الأخضر ذي الهوية الخمينية.
مشهد يختصر السيطرة الإيرانية المحكمة على صنعاء وعلى قرار مليشيات الحوثي وأنها ليست سوى تابع ووكيل وأداة من أدوات الخميني تنفذ توجيهاته وأجندته في اليمن والمنطقة ورهنت مصير بلد بيد ملالي قم.
الفعالية التي أقامتها المليشيات الحوثية في صنعاء إحياءً للذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني بغارة أمريكية في الثالث من يناير 2020م، تسيدها حاكم صنعاء الجديد والمندوب الخميني السامي حسن إيرلو والذي ألقى خلال الفعالية كلمة لم تخل من التهديد والوعيد.
وشارك في الفعالية ممثل حركة حماس، وعدد من ضباط المخابرات الإيرانية المعاونين للمليشيات الحوثية في حربها العبثية التي تخوضها ضد اليمنيين للعام السادس على التوالي والذين يتحكمون بزمام القرار العسكري والسياسي.
وتشابه المشهد الذي بدا في صنعاء كالذي في طهران، وبغداد والضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، وغزة، في صورة واضحة عن مدى النفوذ الإيراني في العواصم والمدن العربية التي صارت مرتهنة تحت قرار الخامنئي.
الاحتفال يعري ويفضح المزايدين بشعارات السيادة والذين ابتلعوا ألسنتهم عند إعلان طهران تعيينه سفيراً في صنعاء، ويعتريهم الصمم عند مشاهدة مثل هذه الاحتفالات التي يرعاها سفير إيران في اليمن والذي أصبح حاكما على المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين ومشرفا على ضباط الحرس الثوري الإيراني الذين يستهدفون اليمن وجيرانه بالطيران المسير والصواريخ.
كما أن تواجد حسن إيرلو الضابط في الحرس الثوري الإيراني في صنعاء يفضح بعض القوى وعلى رأسها حزب الإصلاح الإخواني التي تردد شعارات السيادة في المناطق المحررة لأهداف سياسية تخدم أعداء التحالف العربي في اليمن.
وتعمدت مليشيا الحوثي، إقامة الفعالية داخل جامع جامع الصالح وسط صنعاء، بعد أيام على نشر صحفي إيراني معلومات تؤكد أن “سليماني” هو من وجه بتصفية الرئيس اليمني “صالح” في ديسمبر 2017م.
ويعد قاسم سليماني، الذي كان يقود فيلق القدس في الحرس الثوري، أكبر الأيادي الإيرانية الملطخة بدماء العرب واليمنيين ولقي مصرعه بغارة أمريكية مطلع العام الماضي قرب مطار بغداد.