كتب – محمد الثريا
الدروس والعبر المستخلصة من مشهد المصالحة الخليجية كفيلة بأن تعيد لذكرى (التصالح والتسامح) وهجها ومعانيها السامية ..الحديث لمن يفهم معنى الخلاف السياسي، وأين تقف حدوده !!
نعلم جيدا خصوصية الخلاف والتعقيدات الحاصلة هنا، غير ان الواجب الاخلاقي والديني سيحتم علينا الدعوة الى مصالحة جنوبية شاملة تذوب خلالها جميع كتل الخلاف وبؤر التوتر بين الاخوة المتخاصمين، في المقابل سيكون لزاما على جميع منصات الاعلام المختلفة والمثقفين والشخصيات الاجتماعية المساهمة في تهيئة الاجواء الايجابية لصالح انعقاد هذا العمل الوطني وبما يضمن نجاح مخرجاته وانعكاسها ايجابا على النسيج الاجتماعي الجنوبي .
لربما ستكمن رمزية ذكرى هذا العام في شجاعة قرار القبول بإحيائها من قبل الأخوة الخصوم أكثر من جرأة الحديث عن نقطة ( من أين تريدنا ان نبدأ؟) كمدخل للمصالحة والجلوس على طاولة واحدة، من هنا نجدد الدعوة الى جميع المكونات الجنوبية بأهمية العودة الى إحياء هذه الذكرى العظيمة لما لها من تأثير حقيقي على نفوس الجنوبيين جميعا لاسيما عقب الاحداث الأخيرة وما خلفته من ضغائن وتنافرات آلت اليها حسابات ضيقة سقط في وهم تحقيقها البعض، وبروز الحاجة الى محو آثار كل ما حدث خلالها .
علينا التعلم من مرؤة الأشقاء الذين وضعوا مصالح شعوبهم فوق كل إعتبار وذهبوا في مصالحة شاملة تضمن أمن ومستقبل بلدانهم، لقد تجاوزوا اخطاء الماضي بلا خجل .
الجنوبيون اليوم بحاجة العودة الى رشدهم والعمل على توحيد الصف مجددا، هذا إذا أرادو حقا تجاوز تبعات الأخطاء السابقة والإنتقال بقضيتهم الى أفق آمنة وواعدة .
ـ المصارحة وردم الخلاف ..نراه عنوانا معبرا لذكرى هذا العام، فهل تفعلونها؟!