كريتر نت – سوشيال ميديا
شهدت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، أحداث غريبة على الدولة التي تقول إنها راعية الديموقراطية في العالم.
واقتحم متظاهرون مؤيدون للرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، اقتحموا مبنى الكونجرس الأمريكي أثناء جلسة عقدت للمصادقة على فوز المرشح جو بايدن.
المتظاهرون قاموا بتكسير النوافذ ونهب مقتنيات وتعطيل جلسة الكونجرس والنواب لمنع الرئيس الجديد من تسلم الرئاسة رسميا، عقب خطاب تحريضي لترامب.
وتدخلت الشرطة الفيدرالية والحرس الوطني لفض جموع المتظاهرين، الأمر الذي أدى لمقتل 4 وإصابة العشرات، قبل أن يستكمل الكونجرس جلسته والمصادقة رسميا على فوز مرشح الديمقراطيين، والذي رجحها جمهوريون قالوا إنهم لن يسمحوا بتعكير الديمقراطية والذهاب ببلادهم نحو المجهول.
هذه الأحداث الغريبة أعادت إلى الذاكرة سيناريو مماثل أثناء ثورات الربيع العربي، الأمر الذي أثار تندر المغردين العرب بقولهم إن على أمريكا تذوق بعض ما كرسته في بلدانهم لسنوات.
المغردون اليمنيون، رغم البؤس الذي يعيشونه، لم يتركوا الأمور تمر دون التندر وتشبيه مواقف ترامب ومناصريه بشخصيات يمنية أثناء الانقلاب الأخير وكذلك ثورة الشباب التي أطاحت بالرئيس علي عبدالله صالح من سدة الحكم.
التذوق من ذات الكأس
الصحفي اليمني “كمال السلامي” علق على أحداث الشغب التي شهدتها الولايات المتحدة “ترامب يدعو أنصاره إلى الزحف باتجاه الكونغرس، الراجل يقتفي أثر الهالكين في دول العالم الثالث”.
وأضاف على صفحته في تويتر “أمريكا تشهد اليوم مشهدا تكرر علينا وجربناه كثيرا في دول الشرق الأوسط، تمرد الحاكم على قرار الشعب، واستقوائه بالغوغاء،كما حدث ويحدث في بلداننا العربية”.
الصحفي السوري “ماجد عبدالهادي” أبى إلا أن يسخر هو الآخر ويشمت إن صح التعبير “هيا أيها الأميركيون؛ جربوا قليلاً، قليلاً فقط، من بلطجة الاستبداد التي نرزح تحت وطأتها منذ 70 سنة، على أيدي طغاتكم المفضلين”، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة للحكام العرب على الثورات التي قامت ضدهم.
وأضاف المراسل في قناة الجزيرة بالقول “جربوا العيش ليلة واحدة بطريقة الناس في (جمهوريات الموز) التي تدعمون، ثم قولوا لنا بماذا تشعرون”.
ويؤمن اليمنيون والسوريون بأن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن وأد أحلامهم الربيعية عبر تقوية حكام بلادهم الديكتاتوريين، وجعلها ساحة حرب بالوكالة لا تريد أن تنتهي.
الربيع الأمريكي
مغردون اعتبروا ما يحدث في الولايات المتحدة ربيع أمريكي على طريقة الدول العربية، وإن كان قصير جدا حيث لا يوجد من يغذيه، ناسخين أحداث مماثلة في البلدان العربية على سبيل الفكاهة.
الصحفي “خليل العمري” تذكر أحداث صنعاء إبان صورة الشباب “ناطق الحكومة الأمريكية عبده الجندي يقول إن المرأة التي تداولتها وسائل الإعلام على أنها مصابة في محيط مبنى الكونغرس أصيبت في القتال الدائر بأرحب إلى جانب الهنق قبل أيام وليس لمتظاهرة سلمية”.
الصحفي “خليل العمري” تذكر أحداث صنعاء إبان صورة الشباب “ناطق الحكومة الأمريكية عبده الجندي يقول إن المرأة التي تداولتها وسائل الإعلام على أنها مصابة في محيط مبنى الكونغرس أصيبت في القتال الدائر بأرحب إلى جانب الهنق قبل أيام وليس لمتظاهرة سلمية”.
أما الصحفي غمدان اليوسفي فقال “اليمن تعلن حظر دخول الأمريكيين إلى أراضيها ابتداء من مساء اليوم حتى إشعار آخر”، في إشارة إلى مواقف الدول الغربية التي اتخذتها مع بدء اقتحام الحوثيين للعاصمة صنعاء.
الناشط “أحمد فوزي” قال إنه يعتذر لقبائل الطوق في واشنطن “والله طلعوا عسرين ووقفوا مع الزعيم ترمب وما فلتوه وفحطوا”، على غرار قبائل طوق صنعاء الذين تركوا الحوثيين يستفردون بالعاصمة قبل ستة أعوام.
سيناريو اليمن
الكاتب “أيمن نبيل” استعاد مشاهد مماثلة في بلاده “ترى المتظاهرين يقتحمون الكونغرس، فيبدو مشهدًا مضحكًا ومخجلًا، لكن تتذكّر حين اقتحم الحوثيون قصور الرئاسة والوزارات في صنعاء، وكيف كان الأمر شنيعًا ومقززًا”.
وأضاف نبيل في صفحته على تويتر “الفارق هو المؤسسات؛ في أميركا هذه مجرد بطلجة لن تغير شيئًا، ولهذا تبدو مضحكة، ولكن عندنا، كان ذلك نهاية بلاد وحلم عظيم”، متذكرا الحرب التي اشتعلت ولا تزال تلتهم حلم اليمنيين.
الصحفي التلفزيوني “صالح البيضاني” بدا غاضبا من تشبيه أحداث أمريكا باليمن “من يحاول استدعاء صور المتمردين الحوثيين وهم يقتحمون مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء 2014 يخطئون حينما يتم مقارنتها بصور أنصار ترامب وهم يقتحمون الكونغرس”.
أما المغرد اليمني “فرانز عبدالستار” نسخ مطالب الحوثيين إبان اقتحام صنعاء على الوضع القائم في أمريكا بالقول “أنصار ترامب يرفعون 3 مطالب: إسقاط الحكومة، إسقاط الجرعة، تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار”.
وكانت الأحداث الدائرة في العاصمة الأمريكية قد تصدرت قوائم الترند العربي على تويتر تحت عدة وسوم أبرزها “#ترامب، #الكونجرس، #الانتخابات_الأمريكية” في قالب ساخر لم يخرج عن إطار التشفي بعد سنوات من تجرعهم من ذات الكأس برعاية الأمريكيين ودول الغرب.
وتابع تبرير رأيه بالقول إنه “لا وجه للمقارنة بين أنصار رئيس منتهية ولايته وبين عصابة سلالية وكيان سرطاني دخيل تسلقت خلافات اليمنيين للسطو على الدولة”.