كتب : محمد الثريا
( زيارة المبعوث الأممي الى عدن تؤكد دعم المجتمع الدولي للحكومة الجديدة والرغبة لديه في مزاولة مهامها على الأرض ).
في ظل تزايد الإنفلات الأمني بالعاصمة المؤقتة عدن وتنامي الحديث عن رغبة بعض وزراء الحكومة في المغادرة الى الرياض ومزاولة أعمالهم من هناك، تأتي اليوم زيارة المبعوث الأممي الخاص الى عدن كمحاولة جريئة منه لتثبيت ” واقع وجود الحكومة بالداخل”.
نستطيع القول ان تلك المحاولة تتجلى في إعلان الرغبة الدولية بإنعاش المولود الجديد وبذل كافة الجهود في سبيل التأكيد على أهمية بقاء الحكومة واستمرار تواجدها في عدن.
يتطلب السير قدما في مبادرة جريفيثس وضمان نجاح المفاوضات بين أطرافها حالة من الندية والتوازن العام بين تلك الأطراف قبيل الشروع بأي مفاوضات بينها، وهو ما يستدعي بالضرورة نجاح مخرجات اتفاق الرياض وأهمها حكومة توافق سياسي متماسكة وموجودة على الارض.
إذ كيف سيستقيم مشهد التوازن ذاك؟! حينما يشاهد العالم حكومة سلطات الانقلاب الحوثي وهي صامدة في صنعاء ويمارس اعضائها مهامهم من هناك بكل إريحية، بينما حكومة الشرعية وهي المعنية اكثر بالتواجد على أرضها وقد آثرت الظهور بمظهر ( الحكومة المنفية ) التي يفضل وزرائها العمل من داخل فنادق الرياض، هنا الموقف التفاوضي نفسه لطرف الشرعية سيكون ضعيفا ومهزوزا للغاية، وعند هذه النقطة ربما جاءت الضرورة اليوم في أهمية بقائها في عدن كما أكدت ذلك الزيارة الأممية الأخيرة .
” يجب ان ندرك ان دفع السعودية بأعضاء الحكومة الجديدة نحو عدن لم يكن قاصرا في التعبير عن مدى إلتزام المملكة بتطبيق اتفاق الرياض وحسب، بل هي الحاجة ايضا الى إبراز دور التحالف في المساهمة بتسوية الأرضية وتهيئة المناخ السياسي المطلوب لنجاح مبادرة جريفيثس” .