كريتر نت – العرب
أعادت نتائج التحقيقات، التي توصلت إليها الحكومة اليمنية بشأن هجوم مطار عدن، التأكيد على خطورة الصواريخ الإيرانية التي تسلمها الحوثيون وباتت تهدد أمن الطاقة في المنطقة بعد هجوم أبقيق (سبتمبر 2019)، كما باتت تهدد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات الإستراتيجية في العالم التي يتم عبرها شحن النفط.
واتهمت الحكومة اليمنية، الخميس، الحوثيين بالوقوف وراء الهجوم على مطار عدن الدولي، جنوبي البلاد. جاء ذلك في مؤتمر صحافي لوزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان، في عدن، للإعلان عن نتائج التحقيقات في تفجيرات استهدفت مطار عدن في 30 ديسمبر الماضي، بالتزامن مع وصول طائرة الحكومة اليمنية الجديدة من السعودية.
وقال حيدان “الهجوم نفذ بثلاثة صواريخ أرض – أرض متوسطة المدى تم إطلاقها من مسافة تبعد أكثر من 100 كيلومتر باستخدام نظام ملاحي يعتمد تقنيات دقيقة موجهة عبر نظام GPS (تحديد المواقع)”.
وأضاف حيدان أنه بعد “التحقيقات وجمع البيانات وصور الكاميرات وبعض حطام الصواريخ وتحاليل الصواريخ وزوايا سقوطها وبؤر الانفجارات وإجراء عمليات معاينة وفحص، تبيّن قيام ميليشيا الحوثي والخبراء الإيرانيين واللبنانيين بتنفيذ الهجوم الإرهابي باستخدام ثلاثة صواريخ باليستية متوسطة المدى أرض – أرض يتراوح مداها بين 70 و135 كم”.
وكشف أن الصواريخ المستخدمة التي توجد بها أرقام تسلسلية مشابهة لصواريخ توجد بها أرقام مماثلة تعمل بتقنيات واحدة استهدفت بها الميليشيات الحوثية في وقت سابق مواقع عسكرية ومدنية في محافظة مأرب وكذلك منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية (أبقيق وخريص).
إبراهيم حيدان: أرقام الصواريخ المستخدمة شبيهة بالتي استهدفت أرامكو
وتسببت الهجمات على منشآت النفط، والتي نفذتها 18 طائرة مسيّرة وثلاثة صواريخ حلقت على ارتفاع منخفض، في اندلاع حرائق وإلحاق أضرار مادية أوقفت إنتاج ما يفوق خمسة في المئة من إمدادات النفط العالمية.
ويرى متابعون للشأن اليمني أن التحقيقات، التي أجرتها الحكومة اليمنية، تؤكد ما كان منتظرا من وقوف إيران وراء تلك الهجمات، وأنها هي من تولت تهريب تلك الصواريخ المتطورة إلى صنعاء، وأن خبراء إيرانيين وآخرين تابعين لحزب الله اللبناني هم من تولوا تدريب المتمردين الحوثيين على استعمال تلك التقنيات وتوجيهها لاستهداف عدن في أكثر من مناسبة، فضلا عن استهداف منشآت نفطية سعودية.
ونجحت إيران على مدى السنوات الماضية في إيصال أسلحة نوعية إلى الحوثيين، ما مكّنهم من مواصلة الحرب طول هذه المدّة وتوسيع دائرة تهديدهم لتشمل العمق السعودي وحركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
ولطالما اتهم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، الحرس الثوري الإيراني بتزويد الحوثيين بـ”قدرات نوعية” من صواريخ باليستية وطائرات دون طيار تمكنّهم من استهداف أماكن داخل السعودية.
وأشار المتابعون إلى أن هذه التحقيقات تظهر أن إيران توجه رسائل تحد قوية للجهات الإقليمية والدولية الساعية لبناء سلام دائم في اليمن، فضلا عن الجهات المعنية بأمن الطاقة بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا ومختلف الدول التي تحصل على النفط من منطقة الخليج.
ويشكل إنتاج منطقة الشرق الأوسط أحد أهم شرايين صناعة النفط العالمية، حيث تنتج المنطقة أكثر من 28 مليون برميل يوميا، تعادل نحو 35 في المئة من الإنتاج العالمي.
ولئن اكتفت الولايات المتحدة بالتلويح باستهداف مواقع إيرانية في حال استهداف أمن الطاقة أو تنفيذ هجمات من ميليشيات موالية لطهران على مواقع أميركية في المنطقة، فإن إسرائيل هي الوحيدة التي وجهت ضربات دقيقة لمنع تمركز تلك الصواريخ في سوريا أو تهريبها إلى إيران بسبب وقوفها على المخاطر التي يمكن أن تمثلها تلك الصواريخ على أمنها والمس من صورتها كدولة أولى من حيث القدرات العسكرية المتطورة.
وبدا أن إسرائيل في سباق مع الوقت لتوجيه ضربات متتالية لمواقع إيرانية في سوريا يقول الخبراء إن هدفها منع أي تمركزات دائمة لإيران في سوريا، وخاصة منع بناء مراكز لإطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية التي باتت تمثل خطرا إقليميا.
وكانت مصادر “العرب” في عدد الأربعاء قد كشفت أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق قريبة من الحدود بين سوريا والعراق رسالة واضحة لجهة تأكيد أن إسرائيل لن تقبل بوجود صواريخ إيرانية في سوريا في المرحلة المقبلة، وبالتالي في لبنان، بغض النظر عمّا إذا كانت إدارة جو بايدن ستنجح في إعادة الحياة إلى الاتفاق بشأن الملف النووي مع إيران أم ستفشل.
وأوقعت غارات إسرائيلية على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا، الأربعاء، 57 قتيلاً على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في المنطقة الممتدة من مدينة دير الزور إلى بادية البوكمال عند الحدود السورية – العراقية، وهي حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سوريا.
وتكثّف إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في عدّة مناطق في سوريا، تزامنًا مع تأكيد عزمها على “ضرب التموضع الإيراني في سوريا”.