كريتر نت – العرب
عادت العنصرية للظهور في ملاعب كرة القدم إذ ألقت بظلالها على مباريات الدوري الإنجليزي، وهو ما دفع رابطة اللاعبين المحترفين إلى المطالبة بتحقيق حكومي. وتبذل نوادي كرة القدم حول العالم مجهودات كبيرة لمحاربة العنصرية ومظاهرها التي كانت قد بلغت أعلى مستوياتها.
دعا مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق الذين ينشرون إساءات عنصرية تستهدف المهاجم الفرنسي أنطوني مارسيال والمدافع أكسل توانزيبي. ومني مانشستر يونايتد بخسارة مفاجئة أمام ضيفه شيفيلد يونايتد صاحب المركز الأخير.
وأثارت الهزيمة موجة من الانتقادات الموجهة للاعبي مانشستر يونايتد، بما في ذلك الإساءة العنصرية التي استهدفت المدافع توانزيبي الذي ارتطمت بفخذه تسديدة أوليفر بورك وعانقت شباك حارس المرمى الإسباني ديفيد دي خيا معلنة عن هدف الفوز للضيوف والمهاجم مارسيال.
ونشر البعض مصطلحات عنصرية ورموزا تعبيرية للقردة في تعليقاتهم على الخسارة على حساباتهم في إنستغرام. وقال النادي، الخميس، في بيان “الجميع في مانشستر يونايتد يشعر بالاشمئزاز من الإساءات العنصرية التي تلقاها اللاعبون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد مباراة الليلة الماضية”.
وأضاف “نحن ندينها بشدة ونتشجَّع برؤية المشجعين الآخرين يدينون ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا”.
وتابع البيان أن النادي لا يتسامح على الإطلاق مع أي شكل من أشكال العنصرية أو التمييز، مضيفا “تحديد هؤلاء الحمقى الأغبياء المجهولين لا يزال يمثل مشكلة. نحض منصات وسائل التواصل الاجتماعي والسلطات التنظيمية على تعزيز التدابير لمنع سلوك مماثل”.
كما تلقى توانزيبي ومارسيال دعما من زملائهما في الفريق. ونشر لاعب الوسط الدولي الأسكتلندي سكوت مكتوميناي صورة لتوانزيبي مع تاج على رأسه إلى جانب رمز تعبيري على شكل قلب، بالإضافة إلى قبضتين بالأبيض والأسود.
مانشستر يونايتد دعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق الذين ينشرون إساءات عنصرية تستهدف الفرنسي أنطوني مارسيال
وقال على موقع إنستغرام ستوري “أخي. أنا مشمئز مما قرأته هذا الصباح”. وكتب قائد يونايتد قطب الدفاع هاري ماغواير على تويتر بجانب صورة للاعبين راكعين على ركبتيهما “متحدون ضد العنصرية. لن نتسامح معها”. وقال رئيس منظمة “كيك إت أوت” المناهضة للتمييز سانجاي بهانداري، إنه يأمل أن تتم إزالة المسؤولين عن الانتهاكات من منصات التواصل الاجتماعي.
من جانبه، استنكر نادي تشيلسي الإهانات العنصرية التي تعرض لها مدافعه ريس جيمس عبر الإنترنت، ودعا منصات التواصل الاجتماعي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بحق من يرتكب مثل هذه “التصرفات الخسيسة”. ونشر جيمس لاعب منتخب إنجلترا صورة للرسائل المهينة التي تلقاها عبر إنستغرام مع عبارة “أشياء تحتاج إلى تغيير”. وقال تشيلسي في بيان “الكل في تشيلسي يشعر بالاشمئزاز بسبب الإهانة العنصرية التي وجهت إلى ريس جيمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي”. وأضاف البيان “النادي يعتبر العنصرية وكافة أشكال التمييز تصرفات غير مقبولة”.
وطالب تشيلسي وسائل التواصل الاجتماعي بخلق بيئة لا تقبل الكراهية والتمييز ولا تتسامح مع أي تصرفات من هذا القبيل.
وقال النادي أيضا “نضم صوتنا إلى الأصوات التي تطالب منصات التواصل الاجتماعي والسلطات الرقابية باتخاذ خطوات أكثر فاعلية على وجه السرعة ضد هذه التصرفات الخسيسة. هناك أشياء تحتاج إلى تغيير وتحتاج إلى التغيير الآن”.
فيفا أطلقت برنامجا جديدا، مقسم على خمسة أجزاء ويتم تقديمه عبر شبكة الإنترنت، لمواجهة الإساءات ضد اللاعبين تحت مسمى “الشهادة الرياضية لحماية حراس فيفا”
وفي هذا الصدد، كشفت تقارير صحافية أن بروتوكول التنوع العرقي في الكرة الإنجليزية دخل حيز التنفيذ سعيًا لمحاربة العنصرية في الملاعب. وجاء ذلك حسب ما ذكرت صحيفة تايمز التي أكدت أن البروتوكول الجديد سيغير الكثير في طرق محاربة العنصرية في كرة القدم.
وأوضح بول إليوت رئيس صندوق التضمين في الاتحاد الإنجليزي أن ذلك البروتوكول الجديد سيكون الأكثر تأثيرا في شكل الكرة الإنجليزية في السنوات المقبلة. وقال إليوت “أعتقد صدقًا أن تلك اللحظة ستؤثر على التنوع في الكرة الإنجليزية أكثر من أي شيء آخر حدث منذ عام 1993”.
وأضاف “الأندية التي ستوقع على البروتوكول عليها أن تضمن تعيين 15 في المئة من الأقليات العرقية والجنسية في إدارات الفرق التي سيتم تعيينها”.
وأردف “ستكون هناك نسبة أخرى تخص الأجهزة الفنية ستصل إلى 25 في المئة، وسيكون وجود عناصر نسائية في الأجهزة الخاصة بفرق كرة القدم النسائية ضروريا بنسبة 50 في المئة من بعد البروتوكول”.
أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) برنامجا جديدا لمواجهة الإساءات ضد اللاعبين تحت مسمى “الشهادة الرياضية لحماية حراس فيفا”. ويعتبر البرنامج الجديد المقسم على خمسة أجزاء ويتم تقديمه عبر شبكة الإنترنت، امتدادا لبرنامج الحراس الذي بدأ قبل عامين للاتحادات الـ211 الأعضاء بالفيفا.
وقال جياني إنفانتينو رئيس فيفا في بيان “أي شخص يلعب كرة القدم أو أي رياضة، معني بالانضمام إليه (البرنامج) في بيئة آمنة ومشجعة، أولًا وقبل كل شيء تحمي سعادتهم، خاصة في ما يخص الأطفال، هذا هو هدف برنامج الحراس لفيفا”.
وأضاف “كرة القدم تقطع خطوة أخرى مهمة في الوصول إلى هذا الهدف، بجانب التزام فيفا بتضمين معايير الحماية عبر لعبتنا”.