كريتر نت – مونت كارلو
قلب الرئيس الأميركي جو بايدن استراتيجية الولايات المتحدة بشأن اليمن رأسا على عقب بعدما سحب الدعم الأميركي للسعودية، حليفة واشنطن، لكن الطريق لا يزال رغم ذلك طويلا لإنهاء النزاع المتواصل منذ أكثر من ست سنوات.
وتمثّل قرارات بايدن يوم الخميس 04 فبراير 2021 والتي شملت العودة عن تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية، انقلابا على سياسات سلفه دونالد ترامب الذي أقام علاقة شخصية وطيدة مع حكام المملكة وشن حملة ضغوط قصوى ضد إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين.
فيما يلي أبرز تداعيات الاستراتيجية الأميركية الجديدة:
هل تدفع القرارات نحو إنهاء الحرب؟
وصف بايدن الذي علّق أيضا بعض مبيعات الأسلحة للسعودية قبل أن يعلن وقف الدعم لها في النزاع، حرب اليمن بأنها “كارثة يجب أن تنتهي”.
وتقود الرياض تحالفا عسكريا في اليمن منذ عام 2015 لدعم الحكومة المعترف بها دوليا، لكنها عجزت عن الإطاحة بالحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد.
ويقاتل الحوثيون حاليا للسيطرة على مدينة مأرب، آخر معقل للحكومة في الشمال، مما يزيد من الضغوط على القوات المدعومة من السعودية.
وبالنظر إلى ديناميكيات اليمن المعقدة، يقول محللون إن قرارات بايدن تعيد الزخم للحل الدبلوماسي، لكن التحدي الحقيقي لإنهاء الحرب يكمن في إيجاد حل وسط مقبول من قبل الفصائل المسلحة التي لا تعد ولا تحصى.
وقال الخبير غريغوري جونسن الذي كتب عن سياسة الولايات المتحدة في اليمن “السؤال هو كيفية إنهاء كل الحروب المتداخلة؟”.
كيف تنوي الولايات المتحدة دعم الدبلوماسية؟
من المتوقع أن يعزز تعيين الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركينغ في منصب المبعوث الأميركي الخاص لليمن، الجهود لإنهاء الحرب.
وقال بايدن إن ليندركينغ سيدعم مسعى الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وإحياء المحادثات بين الحوثيين والحكومة.
ويقول المتمردون إن شطبهم من قائمة المنظمات الإرهابية كان “خطوة نحو السلام”، لكنهم حذروا من ضرورة إشراكهم في المفاوضات.
ورحّبت إيران بحذر بقرار الولايات المتحدة الحد من الدعم لخصمها اللدود السعودية، قائلة إن ذلك قد يساعد في إصلاح “أخطاء الماضي”.
لكن الخبيرة في الشؤون اليمنية ندوى الدوسري رأت أن إلغاء تصنيف الحوثيين كإرهابيين “خطأ فادح”، مضيفة “المتوقع هو أن يرد الحوثيون بالمثل ويشاركوا في محادثات سلام بحسن نية.
لكن هذه ليست الطريقة التي يفسر بها الحوثيون ذلك”.
وتابعت “الضغط فقط سيجبرهم على التغيير.
بايدن فقد ذلك من أجل لا شيء”.
ماذا عن الأزمة الإنسانية؟
قالت وزارة الخارجية الأميركية إن تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية” يمكن أن تفاقم الأزمة الإنسانية الكبرى في بلد على حافة المجاعة، وهو رأي تبنته وكالات الإغاثة.
واعتبر السناتور الأميركي كريس مورفي ان التصنيف “لن يؤثر على الحوثيين بأي طريقة عملية، لكنه يوقف وصول الطعام والمساعدات الهامة الأخرى داخل اليمن، ويمنع إجراء مفاوضات سياسية فعالة”.
وقد تسببت الحرب الطاحنة في اليمن في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، مما ولّد ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وحثت منظمة”مرسي كوربس” واشنطن على “مضاعفة الجهود الأميركية والدولية لزيادة المساعدات الإنسانية من أجل الوصول إلى ملايين اليمنيين الذين يحتاجون إلى الغذاء والرعاية الطبية والخدمات الأساسية الأخرى”.
ما هو موقف السعودية؟
بعدما أطلقت تحالفها في 2015، أصبحت السعودية عالقة في مستنقع عسكري، فقد فشلت سنوات من الضربات في التغلب على الحوثيين واسترداد العاصمة صنعاء، كما أن هؤلاء وسعوا بشكل مطّرد نفوذهم في شمال البلاد.
وقال المحلل في “مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات” ومقرها واشنطن فارشا كودوفايور “مع اهتمام السعودية المتزايد باعتماد استراتيجية خروج، هناك فرصة حقيقية لبايدن لزيادة الزخم”.
لكن الرياض تخشى أن مغادرة اليمن يمكن أن تولّد تمردا خطيرا على أمن المملكة عند حدودها الجنوبية.
وقد أكّد بايدن أن الولايات المتحدة “ستساعد السعودية في الدفاع عن أراضيها وشعبها”، وتعهد بمواصلة دعم عمليات مكافحة الإرهاب خصوصا في وقت لا يزال تنظيم القاعدة المتطرف ينشط في هذا البلد.