أيمن فايد: قيادات الجماعة والمرشد زارونا في أفغانستان وطلبوا من زعيم القاعدة الصفح عنهم والانضمام لهم بعد كشف فضائحهم وسرقاتهم
كريتر نت – العربية نت – أشرف عبدالحميد
انتهازيون ويمارسون كل أنواع الكذب والخداع ويسرقون وينهبون كل ما تطاله أياديهم من أموال وممتلكات باسم الدين.. هكذا وصف أيمن فايد المستشار السابق لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة جماعة الإخوان وقياداتها.
وكشف في حديث خاص مع “العربية.نت” أن تاريخ الإخوان مع القاعدة والمجاهدين الأفغان مخز وغير مشرف، فقد مارسوا كل أنواع السرقة والدناءة، ولذلك لم يكن قيادات القاعدة والقادة الأفغان راضون عنهم وعن سلوكياتهم، مضيفا أن زينب الغزالي القيادية بالإخوان مكثت لفترة طويلة في معسكرات ومقار ومنازل زوجات المجاهدين العرب بأفغانستان، واعترفت بنفسها -بعد ما شاهدته- أن عناصر الإخوان مقارنة بعناصر الجهاد بعيدون تماما عن الدين، وليس لديهم أي قيم أومبادئ، كما أكدت تورطهم في حوادث عنف واغتيالات في مصر ومنها حادث الفنية العسكرية في العام 1974.
تفاصيل ووقائع يسردها مستشار بن لادن للتدليل على كلامه، ويقول إن قيادات الإخوان وباعتراف الإخواني عبدالله عزام، وهو فلسطيني الجنسية، كانت تتولى مهمة جمع أموال وتبرعات من الدول والحكومات باسم الإخوان لصالح المجاهدين الأفغان، إلا أنهم حصلوا لأنفسهم على تلك الأموال والتبرعات، واشتروا غابات شجرية في آسيا وإفريقيا لزراعة الأشجار وبيع الأخشاب بعد ذلك، كما اشتروا ناقلة نفط لحساب التنظيم الدولي، وأنشأوا مشروعات في أوروبا وعملوا في تجارة الذهب ولم يصل للمجاهدين من هذه الأموال سوى الفتات.
وقال إنه بعد معارك حاجي في نهاية العام 1987 والتي أبلى فيها المجاهدون الأفغان بلاء حسنا وحققوا انتصارات كبيرة، وذاع صيتهم، وكتبت عنهم وسائل الإعلام العالمية، زار مرشد الإخوان محمد حامد أبو النصر ونائبه مصطفي مشهور أسامة بن لادن في أفغانستان، والتقوا أسامة بن لادن وعلي الرشيدي، وطلبوا من بن لادن الصفح عنهم وعن الإخوان بسبب تصريحات سابقة لقيادات الجماعة طالت المجاهدين الأفغان، وقللت من دورهم واتهمتهم بعدم مشروعية ما يفعلونه، كما طلبوا من بن لادن العودة لصفوف الجماعة مجددا وإعلان ذلك في محاولة منهم لاستثمار الانتصارات التي يحققها المجاهدون، وزيادة حجم التبرعات القادمة لهم.
وقال إن بن لادن رفض طلب المرشد، وأكد له أنه لن ينضم للإخوان، وانتهت المقابلة بالفشل، فيما قام المرشد وأمام الجميع بتقبيل يد بن لادن قائلا له إن ما يحققه ورفاقه من انتصارات رفعت رؤوس المسلمين وإنه يستحق أن يقبل يده.
وكشف مستشار زعيم القاعدة أن الإخوان كانوا يقيمون مستشفيات ميدانية في أفغانستان لعلاج جرحى العمليات القتالية، وكانوا يحصلون على تبرعات وأموال من بعض الدول لحساب تلك المستشفيات، وأدوية كذلك، مضيفا بالقول: “فؤجئنا أن جماعة الإخوان أقامت هذه المستشفيات في مناطق حدودية بعيدا عن مناطق العمليات، ويرفضون الانتقال لعلاج الجرحى في مناطق القتال مطالبين أن يقوم المجاهدون بنقل الجرحى إليهم وعلى بعد مئات الكيلو مترات ما كان يعرض حياتهم للخطر، كما فوجئنا أن الأدوية التي كانت ترد للمجاهدين وهي غالية القيمة وعالية الفعالية وتم إنتاجها في دول أوروبية يستولى عليها عناصر الإخوان ويبيعونها لحسابهم ويستبدلونها بأدوية رخيصة في القيمة وقليلة في الفعالية من باكستان وفيتنام”.
وقال إن عبدالمجيد الزنداني، القيادي الإخواني اليمني، والذي كان موجودا في أفغانستان قام بتقسيم المجاهدين حسب جنسياتهم وخصص منازل ومعسكرات خاصة للعناصر القادمة من اليمن وجمع كل العناصر اليمنية في صفوف المجاهدين، وكان يغدق عليهم ويشتري ولاءاتهم بعيدا عن الجنسيات الأخرى، تمهيدا ليكونوا ميليشيا تابعة له عندما يعود بهم لليمن بعد ذلك ويستخدمهم في عمليات لحسابه ولحساب الجماعة، وهو ما أدى لتفاقم الخلافات بينه وبين بن لادن والظواهري.
وأشار إلى أن عبدالله عزام، القيادي الإخواني الذي كان يجمع التبرعات والأموال لحساب المجاهدين، كرر نفس العمل واكتشفت جماعة الإخوان أن عزام كان يستولى على نسبة من الأموال لحسابه، وأقام معسكرا لنفسه ضم فيه العناصر القادمة من فلسطين والأردن، واستقدم ضابطا منشقا عن الجيش السوري يدعى أبو برهان، لتدريبهم واستخدامهم فيما بعد كميليشيا تابعه له في فلسطين، هو ما كشفته الجماعة، وأبعدته عن تلقي التمويل والتبرعات، حتى اغتيل بعد ذلك في ظروف غامضة.
وأضاف أن الجماعة وإيران حاولا زرع عناصر لهم داخل صفوف المجاهدين الأفغان، واستغلت إيران المنطقة الوسطي التي يتحدث سكانها الفارسية في إقامة تنظيمين منهما ضمن تنظيمات الجهاد الأفغاني، وهما تنظيم “محمد نبي” وتنظيم “جيلاني” وكانت تمولهم بوفرة، كما قامت طهران باختراق تنظيمات الجهاد من خلال عناصر كانت تنتشر بين صفوف المجاهدين وتنقل كل ما يدور لصالحها ولصالح جماعة الإخوان وأجهزة استخبارات، مشيرا إلى أنه تم رصد بعض هذه العناصر، وقام الشيخ جلال الدين حقاني، أحد قيادات المجاهدين الأفغان، باستجوابهم والتحقيق معهم وحصل منهم على اعترافات مذهلة، حيث أدلوا بتفاصيل ما نقلوه من معلومات لإيران والإخوان، وأكدوا أن قادة الجماعة كانوا ينقلون هذه المعلومات لأجهزة استخبارات غربية.
وأضاف أنه بعد رحيل عبدالله عزام، تكفل أسامة بن لادن بكافة نفقات المجاهدين وتنظيم القاعدة مستقبلا، وكان أبوعبيدة البنشيري ومع بداية كل شهر يتحصل على شيك بمبلغ يعادل 6 ملايين جنيه مصري من الشقيقة الصغرى لأسامة بن لادن، إضافة للمبالغ التي كان ينفقها أسامة، وكان المجاهدون يشترون بها أسلحة وذخيرة من منطقة تسمى “دارا أدم خيل” بباكستان، وكانت تشتهر بصناعة الأسلحة والذخيرة.
وأوضح أيمن فايد أن قيادات القاعدة كانت تصف قيادات الإخوان بالكذّابين، وكانوا يعلمون أنهم يعملون لحساب إيران ودول غربية أخرى، ويستخدمون كل التنظيمات الجهادية لصالحهم لجمع تبرعات كبيرة باسم هذه التنظيمات وباسم أعمال الإغاثة، مؤكدا أن كافة هذه التبرعات ذهبت لخزائن الجماعة، وانفقوا منها على مشروعاتهم وتنظيماتهم وعناصرهم في مصر واليمن وليبيا والعراق، ودول المغرب العربي.