كريتر نت – العرب
قال مكتب رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الجمعة إنه عين إدوارد ليستر مبعوثا خاصا جديدا لمنطقة الخليج، في خطوة تكشف دخول بريطانيا التي تستعد لمرحلة صعبة ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي على خط التوترات في الخليج.
وقال جونسون “الخليج منطقة ذات أهمية بالغة من الناحيتين الاقتصادية والجيوسياسية. يسعدني أن أرسل اللورد إدوارد ليستر للعمل مع شركائنا هناك”.
وأضاف “يشير تعيينه إلى طموحي في تحقيق تحديث شامل لعلاقاتنا الخليجية، وخلق وظائف وتعزيز الازدهار في الداخل مع الوفاء بأولوياتنا وقيمنا في الخارج”.
وقال مراقبون إن بريطانيا تريد أن تكون طرفا رئيسيا في قضايا الخليج جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، وتستفيد من مناخ التوتر في المنطقة خاصة ملفي اليمن وإيران لتثبت وجودها وتحمي مصالحها.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه إدارة جو بايدن تجميد الأسلحة الموجهة للسعودية بسبب حرب اليمن قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي إن “القرارات التي تتخذها الولايات المتحدة بشأن مسائل بيع الأسلحة هي قرارات تخص الولايات المتحدة”.
إدوارد ليستر سيكون مبعوثا بريطانيا في منطقة مهمة من الناحيتين الاقتصادية والجيوسياسية
وأضاف “المملكة المتحدة تتحمل مسؤولياتها الخاصة بتصدير الأسلحة (وتأخذ ذلك) على محمل الجد، ونواصل تقييم جميع تراخيص تصدير الأسلحة وفقا لمعايير الترخيص الصارمة”.
وأظهرت لندن خلال الأيام الماضية حزما واضحا تجاه موضوع النووي الإيراني. وقالت بريطانيا في بيان ثلاثي مع فرنسا وألمانيا إن أنشطة طهران النووية “تفتقر إلى أي مسوّغ مدني موثوق به في إيران”، داعية إياها في الوقت نفسه إلى “وضع حد لها دون إبطاء والامتناع عن أي انتهاك آخر لالتزاماتها النووية”.
وأعلنت بريطانيا في يوليو الماضي استئناف مبيعات الأسلحة إلى السعودية على الرغم من الضغوط التي مارستها منظمات تعنى بحقوق الإنسان ووسائلُ إعلام بريطانية عُرفت بمواقفها المناوئة للرياض.
ويشير مراقبون إلى أن بريطانيا تحتاج إلى علاقات أوثق مع الخليجيين، خاصة أنها ستفتقد عقب الخروج من الاتحاد الأوروبي امتيازات لطالما تمتعت بها في السوق الأوروبية المشتركة ما سيجعلها تبحث عن خيارات أخرى، وتمثل منطقة الخليج بثرائها النفطي واحتياجاتها الأمنية والعسكرية المتزايدة أحد هذه الخيارات.
وفيما تحتاج دول الخليج إلى الثقل الدولي لبريطانيا تحتاج الأخيرة إلى الثقل المالي لدول الخليج بما سيساعد لندن على بناء اقتصاد جديد في مرحلة ما بعد بريكست.