كريتر نت – العرب
حذرت الأمم المتحدة من تعريض ملايين المدنيين للخطر جراء تصعيد مليشيات الحوثي المدعومة عسكريا من إيران في مأرب و”تداعياته المحتملة على الأوضاع الإنسانية”.
وأكد منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك في سلسلة تدوينات على “تويتر”، إن الهجوم العسكري “يضع ما يصل إلى مليوني مدني في خطر وينتج عن نزوح مئات الآلاف، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها”.
وشدد قائلا “لقد حان الوقت الآن للتهدئة، وليس مضاعفة المزيد من البؤس للشعب اليمني”، مشيرا إلى أنه سوف يقدم الإحاطة بذلك إلى جلسة مجلس الأمن لدى انعقاده، الخميس المقبل.
ويشن المتمردون المدعومون من إيران منذ أكثر من عام حملة للسيطرة على المدينة تكثّفت في الأسبوعين الأخيرين. وقتل وأصيب العشرات من الطرفين وسط ضربات جوية مكثفة لطائرات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في هذا البلد منذ 2015 دعما للحكومة.
وحقق الحوثيون خلال الساعات الماضية تقدما جديدا نحو مدينة مأرب الواقعة على بعد 120 كلم شرق صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، أثر معارك مع القوات الحكومية أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
والاثنين، قال وزير الإعلام اليمني معمر الارياني، في سلسلة تغريدات عبر تويتر “الحوثيين قصفوا مخيم الزور بمديرية صرواح في مأرب بصاروخ باليستي وعدد من صواريخ الكاتيوشا”، دون الإشارة إلى وقوع إصابات أو قتلى جراء القصف.
وأشار الإرياني إلى أن “المخيم يضم أكثر من 20 ألف نازح من مختلف المحافظات”.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب كونها تعد أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، كواحدة من أهم محافظات البلاد، قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
ويرمي الحوثيون من وراء التصعيد إلى الضغط على السعودية لتكون أكثر تحمّسا لخطة وقف إطلاق النار، وإلى تحصيل أكثر ما يمكن من المغانم الميدانية لتوظيفها في الحصول على مكاسب سياسية.
وتحاول الجماعة المتمردة تحقيق استفادة قصوى من حالة الارتباك في الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الملف اليمني والظهور بمظهر الطرف القوي بعد ست سنوات من الحرب، وهو ما قد يشجع إدارة جو بايدن على التعامل مع الحوثيين كشريك رئيسي في الحل القادم كما تعاملت معهم إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
ويرى مراقبون أن هناك هدفا آخر للتصعيد الحوثي مرتبطا بالملف الإيراني ومحاولة ابتزاز المجتمع الدولي والإدارة الأميركية الجديدة، للعودة إلى المفاوضات بشأن الملف النووي دون شروط، خاصة ما تعلق بدور إيران الإقليمي وضرورة التزامها بعدم استهداف حركة تصدير النفط والملاحة الدولية، فضلا عن وقف تدخلاتها في دول مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
وقال مصدر عسكري يمني إن “المتمردين تمكنوا من التقدم غرب وشمال مدينة مأرب بعد سيطرتهم على منطقة الزور وصولا على الجزء الغربي من سد مأرب وإحكام السيطرة على تلال جبلية تطل على خطوط إمداد لجبهات عدة”.
وبحسب مصادر عسكرية أخرى، فإنّ القوات الحكومية حشدت مئات المقاتلين للقتال على الجبهات.
وقتل العشرات من الجانبين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقا للمصادر العسكرية، كما تسببت الاشتباكات في مأرب في نزوح مئات اليمنيين خاصة في مخيم الزور القريب من سد مأرب بعد وصول الاشتباكات إلى المنطقة.
ومن جانبهم، قال المتمردون الحوثيون إنه تم شن 13 غارة جوية على مناطق متفرقة في محافظة مأرب.
ويأتي تصعيد الحوثيين عقب قرار الإدارة الأميركية الجديدة بسحب تصنيفهم كجماعة إرهابية رغم ابقاء العقوبات وهو ما يعتبره المتمردون انتصارا.
وأودت الحرب في اليمن بحياة أكثر من 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.