كريتر نت – يمن الغد
أعلن الجيش الوطني مقتل 30 حوثيا وتدمير مخزن أسلحة في غرب مأرب، في عمليات نوعية للجيش ومقاتلي القبائل الذي يخوضون الان معارك هي الأعنف.
ووردت أنباء عن مقتل محافظ مأرب المعين من قبل مليشيات الحوثي بغاره جويه في جبهة صرواح، ونقل ناشطون انه تم نقله مصابا الى مستشفى ٤٨ في صنعا الا انه توفى داخل العناية المركزة متأثرا بإصابته، بحسب مصادر نقلها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي ولم يستطع محرر “يمن الغد” تأكيدها من مصادر موثوقة.
مصادر عسكرية ميدانية في الجيش الوطني تحدثت لـ”يمن الغد” عن متغيرات واسعة في المعركة بمحافظة مأرب ومفاجآت لن ولم تكن في حسبان مليشيات الحوثي.
وأكدت المصادر ان الفشل يلاحق مليشيا الحوثي في محاولتها اجتياح مأرب حتى مع اعتماد تكتيك “هجمات الأنساق” (المجموعات) عبر موجات متتالية.
ودفعت مليشيا الحوثي بأفواج متتالية من المسلحين في سلسلة هجمات متواصلة، في محاولة لضغط الجيش اليمني والقبائل للحيلولة دون شن هجمات معاكسة.
وقالت 3 مصادر عسكرية وقبلية ترابط غربي مأرب، إن مواقع الجيش والقبائل تواجه هجمات تعد الأعنف على الإطلاق، من جانب مليشيا الحوثي، تعتمد على الهجوم السريع بشكل متتالٍ.
وأشار الجيش في بيان، إلى كسر نحو 15 نسقا هجوميا حاولت اقتحام محور جبهة “صرواح” فقط، وأكدت المصادر أن ذات الأعداد من الأنساق استهدفت أيضاً اقتحام جبهات: مدغل ورغوان، ومحاور جبهات: “المخدرة” و”الزور” و”الكسارة”.
ويعتبر محور “الكسارة” غربي مأرب، هو أقرب نقطة تماس إلى مدينة مأرب، وحسب المصادر فقد حاولت المليشيات الحوثية اختراق الدفاعات الرئيسية للقبائل والجيش اليمني في هذه الجبهة.
وعلى مدار الـ48 ساعة الماضية، لم تتوقف مليشيا الحوثي عن دفع التعزيزات وسحب المسلحين من جبهات متجمدة بالمحافظات الأخرى ودفعها نحو “مأرب”، لخوض معركة حاسمة في أهم معاقل مدن الشرعية شمالا.
وسقط المئات من عناصر مليشيا الحوثي، والقيادات الميدانية في محاور جبهات “صرواح” و”المخدرة” و”الكسارة”، إذ أحصت مصادر يمنية ميدانية نحو 186 عنصرا وقياديا حوثيا وجدت جثثهم هامدة في متاريس متقدمة، في إشارة لانتحار حوثي دون اعتبار للخسائر البشرية.
وقالت المصادر أيضاً إن ضربات جوية لمقاتلات التحالف والمدفعية، دمرت نحو 30 دورية وآلية قتالية منذ مطلع الأسبوع الجاري، وأكد بيان للجيش اليمني، الإثنين، أن غارة محكمة للطيران الحربي دكت غرفة عمليات متقدمة للمليشيات غربي معسكر “ماس” الاستراتيجي.
وقال مصدر عسكري ميداني آخر، إن وزارة الدفاع كلفت اللواء ركن عمر سجاف لقيادة جبهات العلم في الصحراء الحدودية بين مأرب والجوف، وهي محور مشتعل يبعد عن مدينة مأرب نحو 30 كيلومترا من الجهة الشرقية، وهو أقرب نقاط النار من حقول نفط صافر.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش اليمني تنفيذ عملية نوعية في “تباب الصماء” الواقعة على الخط الدولي بمديرية باقم شمالي محافظة صعدة شمالي البلاد، يعتقد أنه لتخفيف الضغط البري للمليشيات على مأرب بإرباك دفاعات الحوثيين بمعقلهم الأم.
وأوضح بيان للجيش اليمني، أن هذه العملية أسفرت عن تدمير آليات عسكرية ومقتل 6 عناصر من مليشيات الحوثي وإصابة آخرين.
معارك الأنساق
ويستخدم الحوثيون في المرحلة الجديدة أكبر قوة نيران لإسناد هجوم الأنساق المتتالية، ويقول خبراء عسكريون إن هذا التكتيك اعتمدته المليشيا خلال الأسبوع الماضي، لقياس ردة الفعل الدولية نحو هجوم بري لتغير خطوط التماس، وذلك عقب شهور من معارك كر وفر متقطعة.
وسعت المليشيات الانقلابية إلى فتح جبهات جديدة وتوسيع خط النار وإرباك الحاميات المتقدمة والخلفية للجيش اليمني والقبائل، ومعرفة طريقة اجتياز الموانع البشرية والقتالية، وبث سيل من الشائعات في مسعى لتمويه الهدف الرئيسي والنوايا الحقيقية للانقلابيين.
حيث اعتمدت مليشيا الحوثي أيضا لتشتيت جهد الجيش اليمني وإنهاك القبائل، شن هجمات متزامنة على أكثر من محور قتالي مع حشد وحركة نارية على محور معين، إذ ظل أكبر هجوم للانقلابيين مركزا على الغرب والشمال الغربي مع اشتغال الجهات الثلاث للمحافظة.
واستخدمت المليشيا أيضاً إطلاق الصواريخ الباليستية والكاتيوشا لتهديد مراكز القيادة الخلفية، واستهداف المناطق السكنية ومخيمات النزوح، لبث الذعر في الحاضنة الشعبية، وحمل السكان للنزوح لاتخاذ أماكنها كمنطقة عسكرية.
وطبقا للخبراء فإن المليشيا الحوثية أعادت إلى الواجهة ترويج خطاب إعلامي كغطاء لعدوانها بزعم “الحرب على القاعدة وداعش وحزب الإصلاح”، وهي مفردات ترويجية، بعد أن ثبت تحالفها السري مع هذه التنظيمات الإرهابية.
ويرى القيادي في الجيش الوطني العميد فيصل الشعوري، أن تكتيكات مليشيا الحوثي في القتال عبر “الهجوم بأنساق متفرقة، وكلما انكسر نسق ظهر نسق أخر”، يستهدف إنهاك القبائل والجيش.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الانقلاب الحوثي عادة يحشد عناصره المدربة في إيران، ويلقي بها في أنساق متتابعة، لتحقيق أهداف مرحلية، منه إنهاك القبائل والجيش وإرهاقها، فيما تتولى الكتائب العقائدية المتطرفة والمتمرسة على القتال، والتي دخلت معارك مأرب مؤخرا، للانقضاض على المواقع المنهكة.
وحذر الشعوري من تكتيكات وأساليب مليشيات الحوثي المستخدمة في المعارك، والتي تستهدف السيطرة الكاملة على مأرب وفرض واقع جديد.
ومن المتوقع أن يخفض الحوثيون حدة هذا الهجوم قبل يوم على الأقل من عقد مجلس الأمن جلسة مقررة بشأن البلاد الخميس المقبل، لكنه سيعود إلى ذروته تماما بعد أن تنجذب الأنظار إلى مكان آخر، وفقا لحديث الشعوري.
وتقول الحكومة إن الجيش وقبائل مأرب بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، أجهضوا التصعيد الواسع الذي شنته مليشيا الحوثي الإرهابية في مختلف جبهات القتال بمحافظة مأرب، وكبدوا الانقلابيين أكبر خسائر منذ اندلاع الحرب.