كريتر نت – أندبندنت – مصطفى رستم
أحاطت موسكو عملية صفقة تبادل الأسرى بين سوريا وإسرائيل بالسرية، إلى أن أعلنت دمشق وتلّ أبيب عن جاهزيتهما لإخلاء سبيل سوريين اثنين من الجولان، مقابل فتاة إسرائيلية دخلت الأراضي السورية عن طريق الخطأ.
رفض الانصياع للقرار الإسرائيلي
الصفقة تكللت بالنجاح، ونال الأسيران ذياب قهموز، ونهال المقت حريتهما، وروت الأسيرة المحررة لـ “اندبندنت عربية” ما حدث معها قبل ساعات من الإفراج عنها، وقالت إنها استدعيت من قبل الأجهزة الإسرائيلية التي تدير السجون، وأبلغتها نيتها بإرسالها إلى الداخل السوري، إلا أنها أصرّت على رفض الأمر.
وتضيف المقت أن اتصالات جرت مع الجانب الروسي، وأن الإسرائيليين أكدوا رفض الأسيرين نيّة الإسرائيليين إبعادهما خارج مجدل شمس (أكبر قرى الجولان)، إلى أن رضخ الإسرائيليون بتوجيه روسي إلى مطلبهما، وقالت، بعد ساعات من تحريرها، إن غاية تلّ أبيب إبعاد كل الأسرى خارج قرى الجولان وبلداتها، “ولكن تمسّكنا كان كبيراً” وأضافت، “ننتظر التحرير لحظة بلحظة، ومعركتنا المقبلة هي طرد المحتل من أرضنا، والجيل الجديد متمسك بأرضه”.
ظروف الأسر القاسية
والأسيرة المحررة، تتحدر من عائلة مناضلة، ويعتبر شقيقها، صدقي المقت عميد الأسرى السوريين في السجون الإسرائيلية، وتقول إن السبب المباشر لسجنها نشاطها الواسع للضغط على تلّ أبيب لإطلاقه إلى أن أدى الأمر إلى اعتقالها واحتجازها سنوات عدة، كما أن لها أخاّ آخر في الأسر.
وتؤكد المقت أن ظروفاً قاسية يعيشها الأسير وسط ضغوط نفسية تمارس عليه أيضاً، منها مثلاً حرمانه من أن يرى الضوء، والشمس، والاطلاع على أي معلومة، وتتحكم إدارة السجون بوسائل الإعلام التي يتابعها، بالإضافة إلى الإهمال الطبي.
وعن وضع الأسيرات تقول إنهنّ يحرمن من مشاهدة أطفالهنّ، وممنوع على الأمهات الأسيرات لمسهنّ أثناء الزيارة، ويبلغ عددهنّ (36) أسيرة من الجنسية الفلسطينية، “زوار السجون عليهم أن يبقوا منتظرين تحت أشعة الشمس، وتحت الأمطار، للسماح لهم بالجلوس مع الأسرى داخل ممرات ضيقة، لا تتسع لشخصين، ويخرج المعتقل مقيّد اليدين والقدمين، ومدة الزيارة لا تتعدى 45 دقيقة”.
اللقاءات
أضافت أن ظروف الاحتجاز والاعتقال غاية في الصعوبة، وأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تسجّل كل المحادثات التي تدور بين الأسير والزوار، ما يمثّل انتهاكاً لخصوصية الأسير، وتتابع أن أوضاعاً صحية، قد تكون خطيرة، يعاني منها المعتقلون، ولا سيما مرضى كورونا.
وتتحدث المقت عن وجود أسرى منذ مدة طويلة لا تقلّ عن 41 سنة، يعانون سوء الرعاية من الناحية الصحية أو في ما خصّ تسوية أوضاعهم القانونية.
وساطة روسية
وكانت وسائل إعلام رسمية سورية ذكرت أن روسيا تتوسط لإبرام اتفاق للإفراج عن فتاة إسرائيلية عبرت الحدود إلى سوريا عن طريق الخطأ مقابل الإفراج عن سوريَّين تحتجزهما إسرائيل.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن السوريَّين اللذين تحتجزهما تل أبيب من مرتفعات الجولان التي احتلت القوات الإسرائيلية جزءاً منها في حرب 1967.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، “نعمل على إنقاذ الأرواح، أستغل علاقاتي الشخصية مع الرئيس (فلاديمير) بوتين لحل المشكلة، ونحن الآن في خضم اتصالات حساسة”.
وكانت عملية تبادل تمت في أبريل (نيسان) العام 2019 بوساطة روسية أيضاً، وبموجبها، أفرجت إسرائيل عن اثنين من المعتقلين السوريين هما، زيدان الطويل وخميس أحمد، مقابل تسليم رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل الذي قتل في معركة “السلطان يعقوب”، العام 1982 على يد الجيش السوري في لبنان.