كتب : علي منصور الوليدي
استمع كبار الساسة والمراقبين الدوليين المهتمين بمتابعة توجهات الادارة الامريكية الجديدة وتحديدا تجاه منطقة الخليج والشرق الاوسط الى ثلاث رسائل امريكية هامة وشديدة اللهجة ، عقب اتصال الرئيس جو بايدن بالعاهل السعودي ، الذي تاخر كثيرا ، لاكثر من شهر منذو توليه مهام الرئاسة الامريكية ، على غير العادة بمن سبقوه من الرؤساء الامريكيين السابقين ، وتصريحاته يوم أمس عقب اتصاله المرتقب بسويعات وشمل الحديث عن امر الرئيس جو بايدن بنشر تقرير المخابرات المركزية الامريكية عن مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشغجي والاتهامات الواردة فيه لكبار القادة السعوديين ، الذي اشار اليه الرئيس بايدن في تصرياته عنه يوم امس ، وفي اول اتصال له منذ توليه الرئاسة الامريكية ، الذي اجراه مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وأكد فيه عن عزم ادارته محاسبة القيادة السعودية لانتهاكاتهم لحقوق الانسان على حد تعبيره.
الرسالة الاولى:-
من الرئيس بايدن باتصاله بالعاهل السعودي وتاكيده على محاسبة الادارة الامريكية للقادة السعوديين وتصريحاته العلنية بانه سيتحدث (فقط مع جلالة الملك سلمان) ولن يتحدث مع ولي العهد محمد بن سلمان على حد وصفه.
علاوة على اجراءاته السابقة والتي شملت قرار وقف امدادات السلاح للملكة في حربها في اليمن ودعوته وقف الحرب فورا وتعيين مبعوث امريكي خاص بازمة اليمن وامره بنشر تقرير مقتل خاشغجي .. ودعوته لاستئناف مفاوضات الملف النووي الايراني.
والرسالة الثانية :-
من نانسي بلوسي رئيسة الكونجرس الامريكي التي قالت ان نمط علاقاتنا يجب ان تتغير مع السعودية وفقا للقيم الأمريكية وجددت موقف الكونجرس بتأكيد وتأييد ما قاله بايدن ان الرئيس سيتحدث مع الملك سلمان ولن يتحدث مع ولي عهده محمد بن سلمان.
والرسالة الثالثة:-
ما تضمنه المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأمريكية بنكلن أن الرئيس تحدث فقط مع الملك سلمان وسيتعامل فقط مع الملك سلمان ولن يتحدث مع محمد بن سلمان ولي عهده واشار باستحياء واستخفاف بانه ممكن يتم التواصل معه من قبل وزير الدفاع وقاده اخرون.
الرسائل الثلاث تمثل سابقة تاريخية جديدة وخطيرة في نمط وتاريخ العلاقات الامريكية السعودية القديمة والوطيدة ، خاصة وانها كلها تعمدت ذكر اسم محمد بن سلمان وعدم التحدث معه.
وجاءت في توقيت موحد يوم أمس ومن ثلاث شخصيات امريكية بارزة ورفيعة المستوى وتمثل كاريزما مثلث صناعة القرار السياسي الامريكي للادارة الجديدة .. يراها عدد من المراقبين الدوليين المهتمين بمتابعة توجهات وسياسات الادارة الامريكية الجديدة تحولا كبيرا في نمط العلاقات الامريكية السعودية التاريخية وتوبيخ امريكي صريح لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي برز نجمه محليا واقليميا ودوليا في وقت قصير .. وزاده ابهارا حادثة مقتل الكاتب الصحفي الكبير جمال خاشغجي رحمه الله ووحشيتها التي هزت الضمير العالمي والادانة الدولية الواسعة لها ، وما شابها من اتهامات مباشرة بتوجيه اصابع الاتهام نحوه خاصة وان من تورطوا فيها قادة بارزين موالين لسموه.. كما اشار اليها تقرير المخابرات المركزية الامريكية الاخير.. اكبر المؤسسات الرسمية الامريكية التي تسهم تقاريرها في رسم محددات السياسات الامريكية وتأخذ تقاريرها على محمل الجد من قبل صناع القرار الامريكي.
فيما يرى اخرون انها تمثل روزناما من الضغوطات الامريكية الجديدة على المملكة لاعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد والقبول سعوديا بندية ايران لها في المنطقة وشراكة ايران وتركيا واسرائيل في مشروع الشرق الأوسط الجديد .. واكمال عملية التطبيع مع اسرائيل ، والذي ربما يكون الامير محمد بن سلمان احد ابرز ابطاله الاقليميين او كبش فداه..؟!