كريتر نت – العرب
لاقت هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على المناطق المدنية والمؤسسات الحيوية بالسعودية إدانات عربية واسعة، مؤكدة أنها تعد بمثابة “جرائم حرب” وتهديد لأمن الطاقة العالمي.
وأدانت مصر مساء الأحد الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي ضد الأراضي السعودية، معربة عن استنكارها لاستمرار ميليشيا الحوثي في ارتكاب عملياتها الإرهابية النكراء ضد أراضي المملكة، من خلال الاستهداف المتواصل للمناطق المدنية والمؤسسات الحيوية بما في ذلك مواقع منشآت الطاقة، والتي تؤثر على إمداداتها في المملكة والمنطقة بأسرها.
وأكدت القاهرة مجددا في بيان لوزارة الخارجية المصرية شديد رفضها واستهجانها لمثل تلك الهجمات الخسيسة التي تتنافى مع القانون الدولي والإنساني، وتعرقل جهود إحلال السلام باليمن، فضلا عما تمثله من تقويض لأمن المنطقة واستقرارها، مشددة في الوقت ذاته على وقوف مصر، حكومة وشعبا، مع حكومة وشعب السعودية الشقيقة، وتضامنها مع كل ما تتخذه المملكة من إجراءات لمواجهة تلك الاعتداءات السافرة، والحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها.
وأعربت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولات ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران استهداف ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة، ومرافق شركة أرامكو السعودية بالظهران، من خلال طائرة مفخخة وصاروخ باليستي، اعترضتهما قوات التحالف.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أن هذا الاعتداء الجبان يستهدف إمدادات وأمن الطاقة، والذي يعكس تحدي جماعة الحوثي للمجتمع الدولي واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية.
وحثت الوزارة المجتمع الدولي على أن يتخذ موقفا فوريا وحاسما لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة، مؤكدة أن استمرار هذه الهجمات في الآونة الأخيرة يعد تصعيدا خطيرا، ودليلا جديدا على سعي هذه الميليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
وجددت الوزارة تضامن دولة الإمارات الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطول أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وأعربت وزارة الخارجية الكويتية الأحد عن إدانة واستنكار الكويت وبأشد العبارات لمواصلة ارتكاب الميليشيات الحوثية جرائمها النكراء باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية في السعودية، عبر إطلاق عدد من الطائرات المسيّرة المفخخة.
وأوضحت الوزارة في بيان صحافي أن استمرار هذه الجرائم الإرهابية بما تمثله من تصعيد خطير وإضرار بأمن السعودية وتقويض لاستقرار المنطقة وتحد للقانون الدولي والإنساني، والإصرار على مواصلة الحرب وتجاهل الجهود الدولية التي تبذل في سبيل إنهائها عبر التوصل إلى حل سياسي، أمر لم يعد مقبولا معه صمت المجتمع الدولي وعدم التحرك بشكل فوري وحاسم لردع هذه الجرائم النكراء ووضع حد لها.
وأدانت البحرين استهداف خزانات ميناء رأس تنورة ومرافق شركة أرامكو بالسعودية، ووصفت الهجومين بـ”الاعتداء الإرهابي الجبان”، مؤكدة أنه يمثل انتهاكا سافرا للقوانين الدولية، وتهديدا خطيرا لإمدادات الطاقة وحركة الملاحة والاقتصاد العالمي.
وقال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري على حسابه بموقع تويتر إن الهجمات الحوثية الأخيرة ضد السعودية تشكل اعتداء متماديا على استقرار المنطقة.
وأضاف “تضامننا مع السعودية، وقيادتها مسؤولية قومية نؤكد عليها مهما بلغت التحديات”.
وأدان مجلس التعاون الخليجي الهجمات الحوثية، مؤكدا أنها لا تستهدف أمن المملكة ومقدراتها الاقتصادية فقط، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمدادات البترول، وكذلك أمن الطاقة العالمي.
وأطلقت قوات الحوثيين اليمنيين مساء الأحد طائرات مسيّرة وصواريخ صوب قلب صناعة النفط بالسعودية بما في ذلك منشأة تابعة لشركة أرامكو السعودية في رأس تنورة، وصفته الرياض بأنه هجوم فاشل على أمن إمدادات الطاقة العالمية.
وقالت وزارة الطاقة السعودية إن ساحة لتخزين النفط في رأس تنورة، حيث توجد مصفاة نفط وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة قادمة من البحر.
وأكدت وزارة الدفاع أنه تم اعتراض الطائرة المسيّرة الملغومة وتدميرها قبل وصولها إلى هدفها.
وأضافت الوزارة أن شظايا صاروخ باليستي سقطت بالقرب من مجمع سكني في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، مضيفة أنه لم يسفر أي هجوم عن سقوط ضحايا أو خسائر في الممتلكات.
وأضافت الوزارة أن شظايا صاروخ باليستي سقطت بالقرب من مجمع سكني في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، مضيفة أنه لم يسفر أي هجوم عن سقوط ضحايا أو خسائر في الممتلكات.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العميد الركن تركي المالكي إن “وزارة الدفاع ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية مقدراتها ومكتسباتها الوطنية، بما يحفظ أمن الطاقة العالمي ووقف مثل هذه الاعتداءات الإرهابية، لضمان استقرار إمدادات الطاقة وأمن الصادرات البترولية وضمان حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية”.
وأكدت وزارة الدفاع أن الهجوم على ساحة التخزين برأس تنورة ومنشآت أرامكو “هجوم إرهابي جبان يستهدف أمن إمدادات الطاقة العالمية”.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد أعلن في وقت سابق أنه اعترض 12 طائرة مسيّرة مفخخة دون أن يحدد الأماكن المستهدفة في المملكة، كما اعترض صاروخين باليستيين أطلقا باتجاه مدينة جازان.
وتقع المواقع التي تعرضت للهجوم الأحد على ساحل الخليج في المنطقة الشرقية التي توجد بها معظم مرافق الإنتاج والتصدير لشركة أرامكو.
المسيّرات الإيرانية لاستهداف السعودية
وفي 2019 هز السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، هجوم كبير بصاروخ وطائرة مسيّرة على منشآت نفطية تبعد بضعة كيلومترات عن المنشآت التي تعرضت للقصف الأحد، والذي أنحت الرياض باللوم فيه على إيران، وهو ما تنفيه طهران.
وأجبر هذا الهجوم السعودية على وقف أكثر من نصف إنتاجها من النفط الخام بشكل مؤقت، مما تسبب في ارتفاع كبير في الأسعار.
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين إن الحركة أطلقت 14 طائرة مسيّرة وثمانية صواريخ باليستية عبر الحدود، في “عملية واسعة في عمق المملكة العربية السعودية”.
وصعّد المتمردون الحوثيون في الآونة الأخيرة هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة عبر الحدود على السعودية، في وقت كثفت فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع، الذي يُنظر إليه إلى حد كبير في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وفي وقت سابق قال التحالف الذي تقوده السعودية إنه شن هجمات جوية على أهداف عسكرية لحركة الحوثي في صنعاء وعدة محافظات أخرى، محذرا من أن “المدنيين والأعيان المدنية في السعودية خط أحمر”.
وأكد التحالف أن الحوثيين تجرأوا بعد أن ألغت الإدارة الأميركية الجديدة تصنيف الحركة جماعة إرهابية في فبراير، والذي كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد فرضته وأيدته الرياض.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي عقوبات على قياديين عسكريين من جماعة الحوثي في أول إجراءات عقابية ضد الجماعة من قبل إدارة بايدن، في أعقاب زيادة الهجمات على المدن السعودية واشتداد المعارك في منطقة مأرب اليمنية.
وتحدث شاهد عن وقوع عدة هجمات جوية في صنعاء، وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين إن طائرات التحالف قصفت منطقتي النهضة وعطان.
وأعلن بايدن في فبراير وقف الدعم الأميركي للعمليات الهجومية للتحالف، ولكنه قال إن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها.