كريتر نت – العرب
تعكس مفارقة الاهتمام بالبحث عن المياه في المريخ وإهمال تبديد المياه على الأرض أن البشرية لا تزال عاجزة عن فهم نتائج الخطر المحدق بها وأن الجفاف قادم إلى كوكب الأرض، وهو ما لا تقابله أيّ خطوات عملية لمواجهة هذه الكارثة الطبيعية أو تأخير حدوثها على الأقل.
وأطلقت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” مهمة “بيرسيفيرانس” التي وصلت إلى المريخ في الثامن عشر من فبراير الماضي، في مسعى إلى التحقق من وجود حياة على الكوكب واستكشاف مواقع مسطحات مائية أو أنهار.
اليونسكو: العالم سيواجه نقصا في المياه بنسبة 40 في المئة بحلول عام 2030
وأكدت أحدث دراسة صادرة عن “ناسا” الأسبوع الماضي احتمال وجود كميات كبيرة من المياه في قشرة المريخ التي لم تتسرب إلى الغلاف الجوي للكوكب الأحمر على عكس ما كان يعتقد منذ فترة طويلة.
وبالتوازي مع جهود “ناسا” أصدرت “اليونسكو” تقريرا تضمن تحذيرات شديدة من استمرار التغاضي عن اتخاذ خطوات للحفاظ على الثروة المائية، بمناسبة يوم المياه العالمي الذي صادف أمس الاثنين.
وبحسب تقديرات مستقلة وردت في التقرير فإن العالم “سيواجه بحلول عام 2030 نقصا عاما في المياه بنسبة 40 في المئة، وسيتفاقم الوضع بسبب مشاكل عالمية أخرى، بما في ذلك عواقب وباء كورونا”.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أودري أزولاي “الماء هو أثمن مورد لدينا، الذهب الأزرق، والذي لا يمتلك أكثر من ملياري شخص إمكانية الوصول المباشر إليه. إنه ليس ضروريا للبقاء على قيد الحياة فحسب بل يلعب أيضا دورا صحيا واجتماعيا وثقافيا في المجتمعات البشرية”.
وقامت منظمة اليونسكو بتفصيل هذه المشكلة في تقرير من مئتي صفحة، جرى فيه التشديد على أن تكلفة المياه يجب أن تقاس ليس فقط انطلاقا من سعرها في السوق، وإنما أيضا من حيث الفوائد التي يمكن أن تتأتى من توزيعها.
ووفقا للتقرير تستند قيمة المياه للمجتمع إلى البنية التحتية التي تم إنشاؤها لتخزينها أو نقلها، ما يدعو إلى المزيد من الاستثمار في إدارة المياه.
ومع ذلك تكون بعض مشروعات البنية التحتية بلا جدوى وغير فعالة في نهاية المطاف.
وكتب معدو التقرير أن جائحة كورونا أضرت بسكان المستوطنات والأحياء الفقيرة أكثر من غيرهم.
ويفتقر أكثر من ثلاثة مليارات شخص واثنان من كل خمسة أشخاص للوصول إلى مرافق غسل اليدين، وهو أمر أساسي في منع انتشار أمراض مثل كوفيد – 19.
ويفاقم تغير المناخ خطر الجفاف بسبب تغيير أنماط هطول الأمطار والتقليل من توافر المياه وتفاقم الأضرار التي تسببها الفيضانات والجفاف في جميع أنحاء العالم.
وزاد استخدام المياه العذبة العالمية ستة أضعاف خلال المئة عام الماضية ولا يزال الاستهلاك ينمو بمعدل حوالي 1 في المئة سنويا منذ ثمانينات القرن الماضي.
وتستحوذ الزراعة على ما يقرب من 70 في المئة من عمليات سحب المياه العالمية، للري بدرجة أولى ثم للماشية وتربية الأحياء المائية، وهي النسبة التي يمكن أن تصل إلى 95 في المئة في بعض الدول النامية.