كريتر نت – متابعات
جددت جماعة الحوثي اليمنية الخميس رفضها المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار، وقصفت أهدافا داخل المملكة. وفي حين تواصلت المعارك بجبهتي تعز ومأرب، أعلنت واشنطن عن مساع جديدة لتحقيق السلام في اليمن.
وقال التحالف الذي تقوده السعودية، إنه دمر عدة طائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون على مدينتي جازان ونجران السعوديتين.
وقد ذكر التلفزيون الرسمي السعودي أن التحالف اعترض ودمر عدة طائرات مسيرة ملغومة أطلقت الخميس صوب أهداف بالمملكة.
وقال التحالف إن جماعة الحوثي حاولت استهداف جامعتي نجران وجازان.
وأردف أنه دمر طائرة مسيرة ملغومة استهدفت نجران، إضافة إلى 6 طائرات مسيرة أخرى ملغومة أطلقتها الجماعة صوب المملكة.
وذكرت وسائل إعلام سعودية أنه تم اعتراض 8 طائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون باتجاه المملكة.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الطاقة السعودية إن محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان تعرضت لما وصفه باعتداءٍ تخريبي بمقذوف، نتج عنه نشوب حريقٍ في أحد خزانات المحطة، ولم تترتب عليه أي إصابات أو خسائر في الأرواح.
وأكد المصدر إدانة السعودية للهجوم على المنشآت الحيوية. وقال إن الهجوم لا يستهدف المملكة فحسب، وإنما يستهدف أمن الصادرات البترولية، واستقرار إمدادات الطاقة للعالم، وحرية التجارة العالمية، والاقتصاد العالمي ككل.
وأضاف أن الهجوم يُؤثر على الملاحة البحرية، ويُعرّض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى.
وكثف الحوثيون في الآونة الأخيرة هجماتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية بما في ذلك على المنشآت النفطية.
جبهات ساخنة
وفي الداخل اليمني، تدور معارك عنيفة بين الجيش الموالي للحكومة الشرعية والحوثيين على جبهة مقبنة غرب تعز منذ فجر اليوم.
وأوضح المركز الإعلامي للجيش أن المعارك أسفرت عن مقتل ضابط في الجيش وإصابة 4، إلى جانب سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين، ولم يعلق الحوثيون على هذه التطورات.
في هذه الأثناء، تشهد مأرب اشتباكات بين الجيش اليمني والحوثيين في منطقة الكسارة بمديرية صرواح.
وكان الجيش صدّ هجوما للحوثيين في مديرية العبدية جنوب مأرب، ومنع تسللهم إلى المنطقة.
الحوثي يتكلم
من جانبه، قال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي إن الطريق إلى السلام واضح ويتطلب إيقاف العدوان وفكّ الحصار وإنهاء ما سمّاه الاحتلال للمحافظات اليمنية.
وأضاف أن الضربات الجوية التي تم توجيهها إلى “عمق التحالف تمثل إزعاجا كبيرا لهم”.
كما أكد أن قواته لن تستسلم، وأن موقفها الدفاعي مشروع وفق كل الاعتبارات ولا تنتظر إذنا من مجلس الأمن والأمم المتحدة.
ورفض عبد الملك الحوثي خلال كلمته ما سمّاها المحاولات التي تقوم بها السعودية وأميركا وبعض الدول الأوروبية لإقناع جماعته بمقايضة الملف الإنساني باتفاقيات عسكرية وسياسية.
وجاءت هذه التصريحات بعد 3 أيام من إعلان السعودية مبادرة لحل الأزمة اليمينة، تتضمن وقف إطلاق النار من جانب واحد، معربة عن أملها في استجابة الحوثيين صونا للدماء اليمنية.
وتتضمن المبادرة وقفا شاملا لإطلاق النار تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية للسفن والمشتقات النفطية من ميناء الحديدة (غربي اليمن) بالبنك المركزي.
وتشمل أيضا فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء مشاورات بين الأطراف المختلفة برعاية الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، أعلنت شركة النفط التابعة للحوثيين وصول أربع سفن تحمل مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة.
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت أنها سمحت بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة لأسباب إنسانية.
وقالت إنها سمحت بدخول سفن محملة بالمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة غرب البلاد، للتخفيف من وطأة الوضع الإنساني الحالي.
من جهتهم اعتبر الحوثيون وصول المواد الأساسية حقا إنسانيا لا يقبل المقايضة.
التزام أميركي
من جهته، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على التزام الولايات المتحدة بالدفع نحو عملية سلام شاملة في اليمن.
وجدد بلينكن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، دعم واشنطن للحكومة اليمنية، ودعوتها الأطراف اليمنية إلى العمل من أجل التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض.
كما رحّب بلينكن بدعم الحكومة اليمنية لوقف شامل لإطلاق النار، وانخراطها في المحادثات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.
وشدد وزير الخارجية الأميركي على الحاجة إلى وقف إطلاق النار واتفاق سلام دائم وشامل لتحقيق الانتعاش الاقتصادي الكامل ومعالجة الأزمة الإنسانية.
في وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين في الشرق الأوسط لبحث الجهود الدولية التي تستهدف وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق سلام في اليمن.
ومن المفترض أن يكون تيموثي ليندركينغ توجه إلى المنطقة في الساعات الماضية، وفقا لبيان صادر عن الخارجية الأميركية.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المتهمين بتلقي دعم من إيران والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.