كريتر نت – وكالات
أصبحت سفينة “إيفر غيفين” العملاقة حرة في قناة السويس بعد تعويمها مجدداً، ولكن بعد أن تسببت في إغلاق الممر المائي الأهم عالمياً منذ الثلاثاء الماضين وفي أزمة عالمية حقيقية، زادت المخاوف على حركة التجارة العمالية، وسلاسل الإمداد.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، تعد حادثة قناة السويس تذكيراً بأهمية مصر الاستراتيجية في المنطقة والعالم ودورها العربي الرائد.
من روسيا إلى بنما
وفي معرضه الحديث عن أزمة السفينة، قال موقع “الحرة” اليوم الإثنين، إن جنوح السفينة، أعاد المنافسة بين الممرات المائية إلى الواجهة، بعد انطلاق روسيا الخميس، في الترويج للممر البحري الشمالي “بديلا” عن قناة السويس في مصر، فيما تحدث آخرون عن قناة بنما، وسعيها للظهور في مظهر المنافس لقناة السويس،.
ونقل الموقع، عن عضو مجلس هيئة قناة السويس عبد التواب حجاج، أن الأزمة الراهنة لا يمكنها أن تؤثر على موقع وأهمية القناة، مضيفاً “قد تؤثر على سمعة قناة السويس مع منافسيها، لكن هذه المنافسة لها حدود وليست منافسة مطلقة”.
وشدد حجاج على أن “السفن الآتية من أمريكا الشمالية وقادمة باتجاه الشرق الأقصى يمكن أن يكون أمامها قناة بنما وأقرب لها، لكنها مع ذلك تعبر قناة السويس لأن أحجامها لا تستطيع أن تعبر قناة بنما، واقتصاديات النقل تقوم أساسا على كلفة الحاوية”، أي الكلفة المالية المترتبة على قطع الشحنات مسافات أطول.
من السويس إلى نيوم
من جهته قال بدر بن سعود، في صحيفة “عكاظ”، إن قناة السويس أغلقت 8 مرات طوال تاريخها، امتد 8 أعوام بين 1967 و1975، بين “النكسة” و”انتصار أكتوبر”.
ويضيف بن سعود قائلاً، “أزمة الناقلة التي أوقفت العمل في أهم الممرات المائية على مستوى العالم، عطلت حركة التجارة الدولية، فالثابت أن 80% من تجارة العالم تنقل عن طريق البحر، ونصيب قناة السويس من هذه النسبة يصل إلى 14%، وتعبر مياهها في كل 24 ساعة بضائع تقدر قيمتها بـ10 مليارات دولار”.
وأشار إلى أن تعطيل الملاحة على القناة يكلف التجارة العالمية 400 مليون دولار في الساعة، وبمعدل 6 ملايين في كل دقيقة. وأوضح الكاتب أن المشكلة لا تكمن في القناة، ولكن في السفينة المعروفة بمشاكلها وأعطالها الفنية المتكررة، وفي أرشيفها حادثة اصطدام برصيف نهري وقعت في هامبورغ الألمانية، حتى أن الاتحاد الأوروبي يدرس منع استقبالها في موانئ أوروبا.
واعتبر الكاتب، أن بعض الجهات تسعى للاستفادة من الأزمة الناجمة عن جنوح السفينة، وأولهم روسيا التي روجت لقناة الشمال الروسية، التي ضاعفت الترويج لمشروع طريق بحري بديل عن قناة السويس.
واعتبر الكاتب أن المشروع الروسي ربما يستطيع منافسة قناتي السويس وبنما وغيرهما في المستقبل، خاصةً أنه يصل إلى الموانئ الآسيوية بفارق زمني يتجاوز 15 يوماً مقارنة مع قناة السويس.
ويُضيف الكاتب أن الأزمة الأخيرة، التي أكدت حيوية وأهمية القناة المصرية، ستدفع لقطع الطريق على محاولة تهميشها، بفضل التنسيق بين القاهرة والرياض، وبالحرص على التكامل الاستثماري بين المملكة ومصر، في مشروع نيوم على البحر الأحمر والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس”.
شريان العالم
من جهته قال عبدالله بن بجاد العتيبي، في صحيفة “الاتحاد” إن حادثة قناة السويس “تذكير بأهمية مصر الاستراتيجية في المنطقة والعالم ودورها العربي الرائد، حتى لا يتمادى المشككون، والمستهترون في غيّ الاستنقاص والانسياق خلف المشاريع المعادية”.
وأوضح الكاتب، أن التشكيك في مصر بعد الحادثة، التي تزامنت مع حادثتين أخريين، تصادم القطارين وانهيار مبنى سكني، وما خلفاه من ضحايا، يدخل في إطار “الحملة العدائية ضد مصر قادتها دولٌ عربيةٌ وإقليمية ودوليةٌ في العقد الماضي، أي بعد نجاة الدولة المصرية من اختطاف جماعة الإخوان لها بمواقف تاريخية للسعودية والإمارات تحدث عنها بكل وضوح وصراحة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولكن هذه الحملة بدأت في التفكك والضعف لصلابة الموقف المصري وللدعم السعودي والإماراتي غير المحدود، وشواهد ذلك كثيرةٌ”.
وأضاف الكاتب أن حادث “قناة السويس في شمال البحر الأحمر عطلت ما يقارب من ربع التجارة العالمية ولا يقل خطراً عنها سفينة “صافر” التي يتخذها “الحوثيون” سلاحاً يهدد بها التجارة الدولية جنوب البحر الأحمر، وفي الحالتين الخطر واحد والنتائج كارثية، و”الحوثي” أكبر خطر لأنه يتحرك ضمن خطة استراتيجية للسيطرة على طرق التجارة العالمية.
تربص إيراني؟
في صحيفة الوطن البحرينية، تساءل سعد راشد، عن الدرس المستفاد من حادثة قناة السويس، التي قد تكون عرضية ولكن تداعياتها تسببت في أزمة اقتصادية عالمية؟
ويوضح الكاتب أن “حادثة قناة السويس، أثبتت أن دول العالم ليست مستعدة بما يكفي لمثل هذه الحوادث التي من شأنها أن تعطل حركة الملاحة البحرية، مع العلم أن الحادثة عرضية حسبما ذهبت وسائل الإعلام، ولكن في حال تهور النظام الإيراني بعمليات إرهابية في مضيقي هرمز، وباب المندب، ما العمل؟ وكيف سيتعامل العالم معها؟
وشدد الكاتب على أن “تخاذل المجتمع الدولي مع النظام الإيراني هو الذي سيدفع ضريبته على المدى المتوسط أو القريب، وليعلم المجتمع الدولي أن النظام الإيراني يراقب تلك الحادثة عن كثب وقد أجزم بأنها أحد خيارات الضغط التي سيلجأ إليها لتوقيع النظام الإيراني اتفاقاً نووياً جديداً يخدم المصالح في طهران”.
وحذر الكاتب من الخطر الإيراني قائلاً: “فالخيار أمام إيران بالغالب سيكون استهداف الممرات البحرية التي تنقل البضائع والسلع والنفط إلى أوروبا وشرق آسيا، ما يضع فرضية استهداف تلك الممرات أمراً وارداً مع العلم أن الحرس الثوري الإيراني قد قام بالعديد من الهجمات على السفن النفطية في مضيق هرمز، ما يتوجب دق ناقوس الخطر في اتخاذ قرارات سريعة تجاه هذا النظام تلزم إضعاف قدراته في المرحلة المقبلة”.