كريتر نت – الضالع/ تقرير علي عميران
في منتصف أبريل عام 2020م افتُتح مركز العزل العلاجي الأول في منطقة حكولة بمحافظة الضالع بإمكانيات بسيطة لمواجهة خطر جائحة فيروس كورونا وبعد نحو اشهر أعلن مكتب الصحة بمحافظة الضالع عن تسجيل 42 حالة اشتباه مؤكده بأعراض كورونا خلال شهر مارس من العام الحالي 2021م بمحافظة الضالع
*الوضع الصحي بمدينة قعطبة*
تعاني مدينة قعطبة من مشاكل تفوق قدرتها المتواضعة حيث تعيش على وقع المواجهات العسكرية بعدة جبهات في شمالها وغربها وتواجه تحديات بيئية وافتقارها لمشروع الصرف الصحي ناهيك عن كارثتها الصحية المتمثلة بانتشار أمراض الحميات ومنها المكرفس والضنك والاسهالات المائية الكوليرا وفوق كل ذلك جاءتها جائحة كوفيد190لتزيد من مضاعفة معاناة سكان المدينة وسط استغاثات يطلقها مكتب الصحة بقعطبة للمنظمات الدولية والجهات المعنية لاتجد لها آذان صاغية ولا ضمائر مسؤولين حية الي من رحم الله
*مستشفى السلام بقعطبة*
في زيارة لمستشفى السلام بقعطبة يقول الدكتور جميل الزمزمي نائب مدير المستشفى أن المستشفى يستقبل يوميا أكثر من 200 حالة مرضية تتوزع مابين 40-50 امراض حميات مختلفة 25-30 اسهالات مائية كوليرا وحالات مشتبهة بفيروس كورونا تعاني من التهابات الجهاز التنفسي وصعوبة التنفس حيث يتم تقديم الرعاية الصحية الأولية لهم ويتم نصحهم بالعزل المنزلي واعطائهم الإرشادات في اخذ الاحترازات الوقائية اللازمة
تسلّم مكتب الصحة بقعطبة بعض الأدوية والمضادات الحيوية ووسائل الوقايةمن قبل مكتب الصحة بالمحافظة بالإضافة إلى الدعم والأدوية التي تقدمها بعض المنظمات الدولية العاملة في المستشفى إلى أنها لاتكفي ولا تلبي الغرض مقارنة بزيادة عدد الحالات المرضية التي يستقبلها المستشفى حسب حديث الدكتور الزمزمي لنا
*زيادة الحالات وشحّة الإمكانات*
تفتقر مدينة قعطبة ذات الكثافة السكانية العالية التي يبلغ عدد سكانها اكثر من 1700000الف نسمه بالإضافة إلى آلاف الأسر النازحة والمهجرةإلى مركز عزل خاص وجهاز فحص خاص بفيروس كورونافمستشفى السلام بات الملاذ الوحيد لجرحى الحرب ومرضى الحميات والمكرفس والجائحة معاً رغم إمكانياته البسيطة مقارنة بحجم المسؤولية المنوطة به
*صحة قعطبة صعوبات وتحديات وإمكانيات محدودة*
يقول مدير مكتب الصحة بمديرية قعطبة الدكتور مثنى سعيد في تصريح للاعلامي علي عميران “يعاني مكتب الصحة في المديرية من مشكلات كثيرة منها ضيق مبنى مستشفى السلام وزيادة عدد الحالات المرضية المصابة ونقص في الأدوية والمستلزمات الطبية للمرافق الصحية بالمديرية وعدم توفر وسائل الوقاية اللازمة للكادر الصحي وتدخل محدود من قبل المنظمات الدولية لإنقاذ المرضى وقله الدعم من الأدوية للمرافق الصحية ولايوجد مركز عزل أو حجر صحي بالمديرية
واضاف مدير الصحة بأن فرق الاستجابة التابعة للمكتب تنتشر في مناطق مديرية قعطبة تعمل بشكل طوعي في ظل نقص في وسائل الوقاية في مديرية تمتلئ بآلاف النازحين
يضيف مدير الصحة بالمديرية: في قعطبة أكثر من 5 آلاف نازح وفي أطرافها حرب بعدة جبهات وهذا شكّل عبئاً في معالجة جميع المرضى و الجرحى حيث لاتتوفر الأدوية الكافية”.
*الصحة بلا نفقات*
يقول مدير صحة قعطبة حول معاناة القطاع: لم يتم اعتماد اي مشروع في الجانب الصحي منذوعام 2008 “معظم العمال الصحيين متطوعون بدون راتب في المرافق
فلاتوجد نفقات تشغيلية لعدد8 مرافق صحية فالنفقات غير كافية بالوضع الحالي لاتوجد نفقات للمياة للمرافق وصيانة وسائل النقل لقطع غيار لسيارة الاسعاف اسوة بالمديريات الاخرۑ ولاتوجد نفقات بند النظافة
وأغلب عمالنا يصابون سواء فرق الاستجابة أو العاملين في القطاعات نتيجة التأخير في توفير و النقص في وسائل الوقاية من الفيروس”.
*مناشدة عاجلة*
وبهذا الصدد اطلقت السلطة المحلية بالمديريةومكتب الصحة بقعطبة مناشدة عاجلة لوزارة الصحةومكتب الصحة بالمحافظة والمنظمات الدولية بلفت النظر لمديرية قعطبة مطالبا في بنا۽ مستشفى للمديرية لجميع الاقسام لكون الارضية متوفرة ولا توجد جهات داعمة واعادة تاهيل المبنا۽ للمرافق الصحية القديمة شقران خارج عن الجاهزية والعتبات اعادة ترميم واعتماد مركز عزل لمدينة قعطبة وتقديم مختلف أوجه الدعم للمديرية وتوفير كافة المستلزمات الطبية والأدوية ووسائل الوقاية وجهاز فحص خاص بفيروس كورونا وسرعة صرف مستحقات فريق الاستجابة الطارئة الفريق الرديف للاشهر السابقة
أدلى مدير مكتب الصحة بتصريحه وبدت عليه ملامح الإحباط وقلة ذات اليد ومحاولته أن يدفع عن كاهل الآلاف ولو قليلا من آلامهم ومعاناتهم لكن الجهات الرسمية والمنظمات الدولية لم يقدموا سوى اليسير الذي لايمكن أن يخفف من الوضع الذي يعانيه المواطنون.
*صيحات والآم لاتسمع*
وبين ملايين الشعب وصيحاته وألآمة لاتسمع الجهات المعنية والمنظمات الدولية زفرات المرضى والمواطنين في قعطبة التي تشهد أطرافها مواجهات مشتعلة في اكثر من خمس جبهات قتالية للعام السادس بالإضافة إلى آلاف الأسر النازحة من مختلف مناطق الصراع باليمن نزحت إلى مركز المديرية
ربما ألفت أسماع المسؤولين والمنظمات الدولية أرقام الموتى في زمانهم لكنهم لم يألفوا أن يصنعوا مجداً واحداً يذكر لهم كيف لا وكل مجد لم يكن سوى بقوة المواطن اليمني وكفاحه خلف حكومة ومنظمات ينتظر منهم أن يوقفو أرقام الموتى ويعيدو الحياة الكريمة لكل اليمنيين