كريتر نت – متابعات
نزل القرآن الكريم جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل تدريجيا على النبي محمد في أوقات ومناسبات مختلفة واستمر ذلك 20 سنة.
والقرآن الكريم هو كلام الله تعالى المُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والمعجز بلفظه ومعناه والمتعبّد بتلاوته والمنقول إلينا بالتواتر الذي لا يقبل الشك والمكتوب في المصحف الشريف من أول سورة وهي سورة الفاتحة لآخر سورة وهي سورة الناس.
ووردت في القرآن الكريم آيات تدلّ على أنّه قد نزل جملة واحدة، كقوله تعالى في الآية 3 من سورة الدخان: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)، وآيات أخرى يُفهَم منها أنّ القرآن نزل مُتفرّقاً على سنوات، ومن ذلك قوله تعالى في الآية رقم 106 من سورة الإسراء: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا).
وقد فصّل العلماء في هذه المسألة، وقسموا نزول القرآن إلى 3 مراحل:
الأولى: وفيها نزل القرآن الكريم إلى اللوح المحفوظ، كما ورد في قوله تعالى بالآيتين 21 و22 من سورة البروج (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ *فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ)؛ حيث يجمع هذا اللوح كلّ ما كان، وكلّ ما هو كائن من أقدار المخلوقات.
المرحلة الثانية: بعد أن نزل القرآن إلى اللوح المحفوظ، أنزله الله إلى بيت العزّة في السماء الدُّنيا، وكان ذلك في ليلة القدر كما ذكرت الآية الأولى من سورة القدر في قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، ونزول القرآن جُملة إلى السماء الدُّنيا فيه تعظيم لشأن القرآن، وتكريمٌ لشأن من أُنزل عليه؛ إذ كان في ذلك إيذانٌ لأهل السماوات السبع أنّ القرآن هو خاتم الكُتب السماويّة المُنزّلة على خير الخلق وأشرفهم محمد صلّى الله عليه وسلّم.
المرحلة الثالثة: امتدّت طوال سنوات دعوة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ إذ كان ينزل القرآن على النبيّ مُفرَّقاً، فأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، وجاء في الآية 194 من سورة الشعراء قوله تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ).
وقد بدأ القرآن الكريم بالنزول على الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي جبريل عليه السلام بعد أن بعثه الله تعالى رسولًا، واستمر القرآن الكريم بالنزول على الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، لكنه اكتمل قبل وفاته، فالمدة التي تنزل بها القرآن الكريم كانت بين فترة مبعث الرسول الكريم وبين فترة وفاته، وهي 23 سنة كاملة، اكتمل بها القرآن الكريم بكل آياته وسوره ومعانيه.