-كتب : أحمد مهدي سالم
رحل الكاتب الرياضي والقيادي والإداري والوكيل الشبابي خالد صالح حسين.. صاحب الابتسامة والحضور الأنيق.. خالد الذي امتلك مهارات التواصل ما يجعله ينفذ في مشاعر ووجدان كل من تربطه به علاقة ما.
كان أول تعرف له علي، أو تعرف لي عليه في ملعب الشهداء بزنجبار في نهاية الثمانينات تقريباً.. أيام ما كنت في ذروة حضوري الإعلامي ككاتب رياضي.. هو الوحيد الذي شاءت الظروف وقتها أن يكون معلقاًومراسلاً ومغطياً عن النشاطات الرياضية التي احتضنها ملعب الشهداء وساحة الشهداء اللذين هما من منجزات محمد علي أحمد محافظ أبين الأسبق.
كان الوقت قبيل مباراة مهمة بين حسان وشمسان كنت مكلفاً بالتعليق فيها.. أقبل علي المرحوم حسين بازياد محيياً ومصافحاً،وأنا آخذه بالحضن ونتجابر دخل معنا في النقاش مبتسماً ،والتفت بازياد معرَّفاً :الزميل العزيز خالد صالح حسين، وأقبل عليه محيياً..كانت بداية التعارف، وتواصل عبر المتابعة واللقاءات الشخصية التي تسعف بها المناسبات.. في عدن أو صنعاء أو أبين، ولا تلقاه إلا باسما متهلل الأسارير..منشرح الصدر يلغزك أحياناً بكلمة أو ببسمة، وهو يعرف أنك كنت في صف الوحدة والشرعية،وهو يساري، اشتراكي فاعل.. كان محرراً للصفحة الرياضية في صحيفة الثوري.. ولا يسجل اسمه، أبويوهان يكتفي بهذه الكنية، وفي اجتماع انتخابي أو مناسبة في صنعاء.. صعدنا الباص معاً،وكان مقعده خلفي، وألتفت إليه، وأقول له: حيا الله أبا يوهان.. يبتسم ويشير إلى شاب وسيم هادئ جالس بجانبه..ويقول معتزاً: هذا ولدي يوهان، وهذا زميلنا الإعلامي الرياضي من أبين.
تبتعد كتاباته عن التعصب، وتنحو منحى الإيجابية ولمّ الشمل، وسيادة العلاقات الصحية، وحب الشفافية.
وفي ظل أن الصراعات السياسية تلقي بظلالها السليية، القاتمة على العلاقات بين الزملاء.. تجده حريصاً على نقاء العلاقات ما أمكن، ومصراً على وحدة الصف للإعلاميين الرياضيين كطليعة تبشير وتنوير وتجذير وإسهام لنسج خيوط العوالم الرياضية القادمة الجميلة، وبأمل أن تصير الرياضة قوة فاعلة مساهمة في صنع معالم الغد الرياضي البهي الناصع البياض..
خالد صالح.. صحفي رياضي، وقيادي شبابي، وخبير إداري.. انتصر في حياته للأندية الرياضية، وكل الشباب والرياضيين، وكل القيم الإنسانية النبيلة.. حيث وقف عنها مدافعاً،منافحاً.
رحم الله فقيدنا الرياضي الحبيب، والقلم الرياضي الأنيق، والكادر الإداري الخبير.. خالد صالح حسين.