كريتر نت – عدن
حذر العميد الركن علي منصور الوليدي مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة والمقاومة الجنوبية في رسالة عاجلة وجهها مساء اليوم للرئيس هادي والرئيس الزبيدي والتحالف العربي من خطورة الأوضاع في البلاد كاشفا لاول مرة عن انخفاض مستوى الروح المعنوية لمنتسبي القوات المسلحة والأمن والمقاومة الجنوبية وقوات الحزام الأمني.
منوها إلى خطورة انخفاض مستوى الروح المعنوية للمقاتلين لأدنى درجاتها عما كانت عليه عند انطلاق عاصفة الحزم.
وكشف لأول مرة عن مخاوف قادة الوحدات العسكرية والأمنية من تنصل حكومة المناصفة “الشرعية والانتقالي” عن دفع مرتبات منتسبيها لشهور عدة ، علاوة على حرمان مقاتليها في الجبهات من امدادات الغذاء والوقود والذخيرة والسلاح والعلاج وتقليصا حد الإنقطاع الكامل .. الغير مبرر .. محذرا أن الأمور قد تفلت وتخرج عن ايدي القادة ويحصل ما لا يحمد عقباه.
اليكم نصها الكامل:-
فخامة المشير الركن/ عبدربه منصور هادي المحترم.
رئيس الجمهورية القائد الأعلى
سيادة اللواء الركن/ عيدروس قاسم الزبيدي المحترم
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد العام.
بعد التحية
الموضوع / تقييم مستوى الروح المعنوية للقوات المسلحة والأمن والمقاومة والحزام الأمني للنصف الأول من العام التدريبي 2021م
اجمل التهاني والتبريكات بحلول شهر رمضان المبارك.
وبعد :-
لعلكم تدركون أن الحرب التي جر إليها شعبنا شمالا وجنوبا جراء نزق سياسة وهوس الأدمان السلطوي لعفاش ونزعة الغلو والتطرف الطائفي لحليفه الحوثي والتي تدخل اليوم عامها السابع حاملة معها مزيدا من الماسي والكوارث اللإنسانية التي يندى لها جبين الإنسانية المتحضرة ويزداد معها يوما بعد يوم تغير المزاج الانساني الأممي وتحول متسارع ومتواصل ومتعدد في الموقف والرأي العام الدولي الداعم لانطلاقتها بالأمس.. والداعي العلني والضاغط اليوم لسرعة وقفها والعودة للحلم السلمي.
هذه الحرب وما الحقته باليمن شمالا وجنوبا من الخراب والدمار الذي عم كل مناحي الحياة العامة والخاصة لكل مواطن ومواطنة .. التي تحولت إلى مسرحا لصراعات وتصفية حسابات وسباق إطماع إقليمية ودولية باتت مكشوفة للجميع ، بينما الشعب المغلوب على أمره شمالا وجنوبا هو من يدفع ثمنها يوميا.
وما نود هنا أن نعيد التذكير به ونكرر اطلاعكم عليه ووضعكم في الصورة لما يدور هو تزايد واتساع غضب الشارع الشعبي العام الساخر والرافض لإطالة أمد الحرب ولغموض ما يجري على الأرض وتغير نتائجها وخروجها عن سياق محددات بيان اهدافها المعلنة عند انطلاقتها ، وتغير المزاج السياسي والوطني الواعي وتأويله الرافض لما خلفها من مشاريع خفية تستهدف الجنوب جغرافيا وثروة وانسان ، والتأويلات والتحليلات المتعددة السائدة اليوم وانعكاساتها على القضية الجنوبية على مستوى عدن والجنوب عامة.. كما يرى الشارع ويجمع الشارع الجنوبي العام.
فأن انعكاسات ذلك وما يعاني منه الناس يوميا من تداعيات الحرب وغيره مما يعتمل ويجري من مؤثرات جمة وما يقابلها من ردود الفعل في الشارع السياسي العام قد أسهمت بدورها في انخفاض مستوى (الروح المعنوية) لمنتسبي القوات المسلحة والأمن والمقاومة الوطنية وقوات الحزام الأمني في الجنوب .. التي أصيبت بالاحباط المؤسف عن ما يجري وتعاني منه اليوم بعد ست سنوات من النصر والتحرير الذي حققه باطالها النشامى .. ولما قدمته من تضحيات جسورة وما زالت في مواجهة الأطماع الإقليمية التي تقف خلف ما يجري اليوم في اليمن شمالا وجنوبا ، وكانت وما زالت بكافة منتسبيها الابطال الذراع القوي والمساند لكم ولدول التحالف العربي المشاركة في عاصفة الحزم وتمثل قاعدتكم الصلبة على الأرض ، في عدن وكافة المناطق المحررة ، وتستمدون منها صفة مكانتكم لحمل ملف هذه الأزمة وعامل قوة داعمة لكم في تعامل دوائر الاهتمام الدولي المعنية ، محليا وإقليميا ودوليا.
وتمثل الركيزة الأساسية التي استندتم إليها في صياغة بيان دعوة قادة دول مجلس التعاون الخليجي لمساعدتكم في مواجهة التمرد العسكري للمليشيات الانقلابية والذي استجاب لها الأشقاء والأصدقاء إقليميا ودوليا وأطلقت عاصفة الحزم قبل ست سنوات من يومنا هذا.
أن منتسبي قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية وقوات المقاومة الجنوبية والحزام الأمني التي باركت اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5/11/2020 قد استبشرت خيرا بعودة حكومة المناصفة والشراكة في مطلع العام الجاري .. لكنهم يشعرون بخيبة الأمل في عجزها الشامل في أحداث ما كان مأمول منها .. وتملصها غير المبرر عن دفع مرتبات دافعي ضريبة الدم منتسبي المؤسسات الدفاعية والأمنية والمقاومة والحزام المنتشرين على كامل تراب الأراضي المحررة وعلى امتداد جبهات المواجهات الميدانية مع قوات التمرد المليشاوي الانقلابية ومن يقف خلفها من القوى الإقليمية الطامعة في الهيمنة على المنطقة برمتها.
حيث يسود منتسبيها الابطال وقادتها المخلصين الإحباط المؤسف وأنخفاض مستوى الروح المعنوية عن ما كانت عليه جراء حرمانهم من مرتباتهم الشهرية التي تجاوزت ستة أشهر من العام الماضي والعام الحالي وثمانية أشهر من الأعوام الماضية .. الذين استقبلوا هذا الشهر الكريم وهم ما يملكون قيمة وجبة إفطار ليلة واحدة لهم ولاسرهم التي يعيلونها وعلى ابواب عيد الفطر المبارك الذي يفرض عليهم التزامات دينية واجتماعية واسرية واياديهم خالية الوفاض .. ولا توجد أي بارقة أمل في أي جهة رسمية في حكومة الشراكة ( الشرعية الانتقالي) تستجيب لشكاويهم وتتحمل مسؤوليتها الوطنية تجاههم وتجاه حقوقهم المادية الوطنية والوظيفية والقانونية المكتسبة.
وأن ما نلمسه اليوم عن قرب بحكم اختصاصنا المهني والوطني في تقييم الروح المعنوية للمقاتلين والذي لم يعد سرا أو خافيا على أحد أن هذا الإحباط واليأس والتململ وانخفاظ مستوى الروح المعنوية قد بلغ أدنى درجاته جراء حرمان منتسبيها من المعاشات الشهرية وتقليص وانقطاع امدادات الغذاء والوقود والسلاح والذخيرة والعتاد والرعاية الصحية للجرحى المقاتلين في عموم الوحدات العسكرية وجبهات القتال وتملص الحكومة وتهرب قيادة التحالف عن مسؤولياتهم تجاهها لامر غير مبرر وينذر بالخطر وردة فعل قد تأتي بما لا نتوقعه أو يحمد عقباه.
وهذا هو ما دفع بنا إلى وضعكم امام الصورة الكاملة لما وصل إليه مستوى الروح المعنوية لمقاتلينا الابطال ولتحمل مسؤولياتكم الوطنية والإنسانية تجاه ذلك .. واستجابة لمناشدات وشكاوي المقاتلين وكذا تقارير القادة الميدانيين المباشرين ومطالبة كافة القادة العسكريين المعنيين .. بدعوتهم ومطالبهتم لنا بوضعكم في الصورة وأمام هذا المشهد المزري الذي وصل إليه مقاتلينا الابطال وقادتهم الاوفياء والمخلصين .. وبعد أن بلغ السيل الزبى .. وقبل أن تفلت الأمور عن ايدي القادة ويحصل ما لا يحمد عقباه.
اللهم إنا بلغنا اللهم فاشهد!
اخوكم/
العميد الركن
علي منصور الوليدي
مدير دائرة التوجيه المعنوي
عدن بتاريخ 23/4/2021