كريتر نت – متابعات
نجاح الهند في بناء أول منزل مكون من طابق واحد مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد، ينعش الآمال في حل نقص المساكن قليلة التكلفة في البلاد. ويرى الخبراء أن استخدام هذه التكنولوجيا يساعد في الحصول على وحدات سكنية صديقة للبيئة ويسهم أيضا في خفض تكاليف البناء التقليدي.
وأفاد خبراء الإسكان بأن أول منزل مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد في الهند قد يوفر حلا لنقص البلاد في الإسكان قليل التكلفة، وذلك باستخدام تقنية أسرع وأرخص وأكثر كفاءة من البناء التقليدي.
وتم بناء المنزل المكون من طابق واحد، والذي تبلغ مساحته حوالي 56 مترا مربعا (600 قدم مربع)، بواسطة “تيفاستا” لحلول التصنيع في مدينة تشيناي عاصمة ولاية تاميل نادو (أقصى جنوب الهند)، بالتعاون مع مركز تيرويليغر للابتكار في المأوى التابع لجمعية الموئل من أجل الإنسانية الخيرية لبناء المنازل.
وأشار أديثيا جين الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تيفاستا، إلى أنه يمكن بناء المنزل في خمسة أيام فقط ويمكن تصميمه حسب الرغبة، لذا فإن التكنولوجيا مناسبة لبرنامج الإسكان الحكومي قليل التكلفة، وكذلك لإعادة التوطين في حالات الكوارث.
وأضاف أن “البناء التقليدي ممل ويستغرق وقتا طويلا ويعرّض الناس إلى إهمال شديد، لأن قدرتهم على تحمل التكاليف محدودة أو يستقرون في منازل قليلة الجودة”.
وتابع “لا يجب أن يكون المنزل قليل التكلفة بجودة منخفضة، فمن خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكننا ضمان مساكن ذات نوعية جيدة وبأسعار معقولة ومقاومة للكوارث مثل الزلازل والأعاصير التي يكون الناس في هذا النوع من المنازل أكثر عرضة لها”.
وتكتسب الطباعة ثلاثية الأبعاد على نطاق واسع زخما في جميع أنحاء العالم، حيث تشيّد بعض المشاريع منزلا في غضون 24 ساعة فقط من وقت الطباعة مقابل بضعة آلاف من الدولارات.
وعلى عكس الاستخدامات الأخرى للطباعة ثلاثية الأبعاد، مثل الأجهزة الطبية، فإن العملية المعروفة أيضا باسم التصنيع الإضافي، تستخدم عادة شكلا من أشكال الخرسانة سريعة التجفيف الموضوعة بدقة بواسطة جهاز بثق (إنتاج المعادن والبلاستيكات والسيراميك) يتم التحكم فيه بواسطة الكمبيوتر.
وتعمل حوالي 12 شركة على منازل مطبوعة ثلاثية الأبعاد في جميع أنحاء العالم، مع توقع نمو السوق العالمية للبناء المطبوع ثلاثي الأبعاد إلى أكثر من 1.5 مليار دولار بحلول عام 2024، وفقا لدراسة أجرتها شركة “ريسيرش أند ماركتس” الاستشارية.
وأوضح جين أن تقنية تيفاستا، التي تم تطويرها في الهند، لا تقلل من وقت البناء فحسب، بل تقلل أيضا من النفايات وهي أرخص بنحو 30 في المئة من البناء التقليدي، بالإضافة إلى أنه تم تصميم المنازل أيضا بحيث تكون قادرة على تحمل الظروف المناخية الاستوائية في البلاد.
وتابع “لذلك لا يقتصر الأمر على أن لها بصمة كربونية أقل أثناء عملية البناء، ولكن أيضا على مدى عمر المنزل”.
وتعدّ تيفاستا جزءا من حاضنة للشركات الناشئة من وزارة الإسكان والشؤون الحضرية التي تشجع على استخدام التقنيات المبتكرة لمعالجة النقص في الإسكان قليل التكلفة.
وتعهدت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بإنشاء 20 مليون وحدة سكنية حضرية جديدة و30 مليون منزل ريفي بحلول عام 2022 في إطار مخطط الإسكان للجميع، لكن النشطاء يؤكدون أن التنفيذ كان بطيئا.
وقالت وزيرة المالية نيرمالا سيثارامان التي افتتحت منزل تيفاستا الثلاثاء الماضي عبر مؤتمر بالفيديو، إنه “تحدّ كبير” للوفاء بالموعد النهائي والتأكد من أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى منازل يمكنهم الحصول عليها بأسعار معقولة.
وأضافت أن “الإسكان التقليدي يتطلب الوقت والمواد واللوجيستيات ونقل المواد وما إلى ذلك. ولكن إذا تمكنت هذه التكنولوجيا من إنتاج منازل في أماكن مختلفة في خمسة أيام لكل منزل، فلن يكون تحقيق هذا الهدف تحديا كبيرا”، مشددة على أن “الهند بالتأكيد بحاجة إلى مثل هذه الحلول”.
وبحسب بيانات التعداد، فإن هناك ما يقرب من مليون مشرّد في المناطق الحضرية في الهند، وإن كانت المؤسسات الخيرية تقدر العدد الفعلي بثلاثة أضعاف.
ويعيش حوالي 65 مليون شخص في الأحياء الفقيرة في الهند، والتي أصبحت مناطق ساخنة لعدوى فايروس كورونا.
ويعتبر إنشاء مساكن قليلة التكلفة لمعالجة ظاهرة عدم المساواة إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد بها الحكومات الاقتصادات على التعافي من أزمة كورونا وفقا لخبراء اقتصاديين.
وأكد أنوب نامبيار المدير القطري في مركز تيرويليغر للابتكار في المأوى، أن النشر والاعتماد على نطاق واسع لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد “يمكن أن يسهما بشكل كبير في تقليص فجوة الإسكان في الهند”.